وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
طالب الدالاي لاما، القائد الأعلى للبوذيين التبتيين، بإنهاء معاناة أقلية الروهنغيا المسلمة في ميانمار (بورما)، قائلا إن على سلطات هذا البلد، حيث توجد أغلبية بوذية، تذكر تعاليم بوذا، الذي كان “في مثل هذه الحالات، سيساعد بكل تأكيد هؤلاء المسلمين الضعفاء”.
وعبّر الدالاي لاما، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، في تصريح للصحفيين في جنوب الهند نهاية الأسبوع الماضي، عن أسفه للعنف تجاه أقلية الروهنغيا، معربا عن حزنه الشديد لما يجري لها من اضطهاد. وتعدّ تصريحات الدالاي لاما، الأهم من نوعها التي تصدر من زعيم ديني للبوذيين، منذ بدء موجة العنف الأخيرة في إقليم أراكان الميانماري.
كما صرّح الزعيم ذاته (اسمه تينزن غياتسو، وهو الدالاي لاما رقم 14)، في رسالة وجهها إلى القيادة الميانمارية أنه من “الواجب عليها مد اليد إلى كل مكونات المجتمع لإعادة بناء علاقة ودية بين الأهالي بروح السلام والمصالحة”، مبرزا أن الكثير من الناس يعجزون عن فهم ما يتعرض له المسلمون في بلد بوذي كميانمار.
وأدت أعمال العنف إلى فرار مئات الآلاف من مسلمي الروهنغيا نحو بنغلاديش منذ 25 أغسطس/آب الماضي، لينضافوا بذلك إلى آلاف أخرى فرّت سابقا من ميانمار، وقد أشارت الأمم المتحدة أن الأحداث في البلد تشكل نموذجا لعملية تطهير عرقي.
وكانت عدة شخصيات قد انتقدت بشدة زعيمة ميانمار أونج سان سو تشي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام عام 1991، منهم شخصيات حازت على الجائزة ذاتها، كالباكستانية ملالا يوسفزي التي طالبت سو تشي بإدانة “التعامل المأساوي والمخجل” لأقلية الروهنغيا، والقس الجنوب-إفريقي ديسموند توتو الذي أرسل رسالة مطولة لزعيمة ميانمار حول الوضع.
وقال توتو إنه “يكسر صمته في الحديث عن القضايا العامة حتى يتمكن من التعبير عن حزنه العميق لوضعية الأقلية المسلمة في ميانمار”، متحدثا عن أن الصور الذي تظهر معاناة الروهنغيا تملأ الناس بالحزن والفزع، مردفا: “إذا كانت الجائزة السياسية لصعودكم إلى أكبر مكتب في ميانمار هي صمتكم، فثمنها جد باهظ”.
وسبق لأونغ سان سو تشي، مستشارة الدولة وزعيمة البلاد بالأمر الواقع، أن نفت في مقابلة مع بي بي سي، أبريل/الماضي، وقوع عمليات تصفية عرقية ضد الأقلية الروهنغيا في ميانمار، كما تتهم الحكومة المتمردين الإسلاميين ببدء أعمال العنف عبر الهجوم على مركز أمني خلال أغسطس/آب الماضي وقتل 12 عنصرا أمنيا.