وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
أطلقت “الرحمة العالمية” الخيرية الكويتية حملة إغاثية لصالح أقلية الروهنغيا المسلمة بعد تعرضها للاضطهاد في ميانمار (ميانمار سابقا).
وتتركز الحملة -التي أطلقت في 25 سبتمبر/أيلول الماضي تحت شعار “لا نريد أن نرى المزيد”- على الحدود بين بنغلاديش وميانمار، حيث يوجد آلاف اللاجئين من الروهنغيا هربا من التعذيب والتنكيل وإحراق البيوت من قبل جيش ميانمار.
وتسعى “الرحمة العالمية” -وهي الاسم الجديد للأمانة العامة للعمل الخيري التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت- لتخفيف وطأة المأساة على اللاجئين الروهنغيا.
ويقول رئيس مكتب شبه القارة الهندية في الرحمة العالمية محمد القصار إن “المأساة كبيرة جدا، لا مأوى ولا مسكن ولا أكل أو مشرب؛ الناس تمشي هائمة في المساحات المخصصة لها مع وصول عددهم لأكثر من خمسمئة ألف، جلهم من الأطفال”.
حملة إنسانية
ويضيف القصار “من رحم هذه المأساة كان لا بد من إيصال رسالة إنسانية، فولدت حملة لنصرة مسلمي أراكان على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بمعاناتهم وتخفيف حدتها”، ويتابع “الحملة ذات طابع إنساني تسعى لتسليط الضوء على القضية بهدف نشرها على أوسع نطاق والتفاعل معها إنسانيا وحقوقيا”.
وتقوم فكرة حملة “لا نريد أن نرى المزيد” على أن يعمد المشاركون فيها لتصوير أنفسهم واضعين أحد كفيهم على عينيهم. ويوضح عبد الوهاب الأصبحي مخرج في “الرحمة العالمية” أن الهدف من التقاط الصور بهذه الكيفية يعكس رفضا قاطعا لرؤية المزيد من الاضطهاد والتنكيل.
ويؤكد الأصبحي أن الحملة توعوية بالدرجة الأولى في وجه الأصوات التي وصفت لاجئي الروهنغيا بالإرهابيين، قائلا “نريد أن نثبت للعالم أجمع أن هؤلاء مظلومون مضطهدون، وبالتالي لا نريد المزيد من الظلم، ولا نريد أن نرى المزيد”.
تفاعل كبير
وتفاعل مشاركون كثر مع وسم # لاجئو_ميانمار (Borma_refugees#)، ورأوا في الحملة أبلغ وسيلة للتعبير عن رفضهم لما يتعرض له الروهنغيا من اضطهاد، آملين أن يتفاعل صناع القرار مع القضية ورفع المعاناة عن كاهل هذه الأقلية المسلمة بميانمار، وتجاوز عدد المشاركات على موقع انستغرام عتبة الألفين، بينما تصدر قائمة الوسوم النشطة على موقع تويتر لأكثر من 24 ساعة.
ويقول فراس مال الله -أحد الناشطين المؤثرين في مواقع التواصل- للجزيرة نت إن المأساة عالمية إنسانية، ولا يجب فقط الاعتماد على الحكومات، “علينا التحرك لزيادة الوعي والعمل على إيصال المساعدات لهؤلاء اللاجئين”.
وانطلقت حملة “لا نريد أن نرى المزيد” بمبادرة من “الرحمة العالمية” الكويتية، لكن جمعيات خيرية أخرى انضمت إليها بعدما لقيت صدى واسعا في المجتمع الكويتي بمختلف شرائحه، ووحدت أطيافه بعيدا عن الاعتبارات السياسية والدينية، كما أبانت عن التزام المجتمع بمساعدة الروهنغيا في مأساتهم ونكبتهم، والتخفيف من معاناتهم.