وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
أمام أعين العالم المتشدق بحقوق الإنسان والحيوان، يبيد جيش ميانمار أقلية الروهنغيا المسلمة.
أقلية الروهنغيا هي أكثر الأقليات إضطهاداً في العالم فتارة يتم طرد عشرات الآلاف من مسلمي الروهنغيا إلى خارج ولاية أراكان الغربية ليواجه أكثرهم خطر الغرق و الأمراض في البحار والمحيطات وتارة يتم منعهم من حقوقهم.
تصنف حكومة ميانمار منذ عشرات السنين نحو 750 ألفاً من أبناء الروهنغيا الذين يعيشون في أراكان على أنهم مسلمون بنغال بلا جنسية جاؤوا من بنغلادش المجاورة، مما جعلهم عرضة للإضطهاد والتمييز العنصري وإساءة المعاملة، رغم أن بعضهم يعيش في ميانمار منذ قرون.
قرى بأكملها هُجّر أهلها أو أحرقت ودُمّرت فوق رؤوسهم والمليشيات البوذية سواءً الحكومية أو المشكّلة بقيادة الرهبان المتطرفين تلاحق حتى المسلمين الذين تمكنوا من الهرب إلى الغابات أو إلى الشواطئ للهروب عبر البحر.
وفي السنوات الماضية تعرض مسلمو الروهنغيا لإضطهاد الأغلبية البوذية بتواطؤ من الحكومة والجيش وكبار الرهبان المتطرفين.
والكارثة أن دول الجوار الإسلامية كماليزيا وإندونيسيا رفضت إستقبال الروهنغيا بإدعاء عدم القدرة على إيوائهم.
تشير المصادر التاريخية إلى أن أراكان عندما أصبحت دولة مستقلة بعد دخول الإسلام، حكمها 48 ملكاً مسلماً على التوالي لأكثر من ثلاثة قرون ونصف القرن بين عامي 1430هـ – 1784م وهو ما يؤكد الهوية الإسلامية لمنطقة أراكان.
أدلى الفارون من جرائم الجيش الميانماري بشهادات لمحققين من الأمم المتحدة عن إطلاق قوات الجيش النار على المدنيين وإحراق القرى وإغتصاب النساء.
وتطالب المنظمات الحقوقية بإجراء تحقيق دولي في الجرائم التي ترتكبها قوات الجيش وقد جاء في أحد التقارير الأممية أن جيش ميانمار يقوم بذبح الأطفال بالسكاكين وإغتصاب أمهاتهم.
في هذا الصدد، قالت رئيسة لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة ليني أدفيرسون: لا توجد عبارات يمكن أن تصف العنف الممارس ضد مسلمي الروهنغيا في ميانمار.
وعبرت أدفيرسون عن دهشتها وصدمتها إزاء ممارسات جيش يقتل الأطفال تحت ذرائع أمنية وأكدت أن الموظفين الحكوميين يغتصبون النساء في القرى ويضربون الناس ويمارسون عليهم ضغوطاً ويطالبونهم بالرحيل إلى بنغلادش لأنهم بنظرهم لا ينتمون إلى ميانمار.
وأجرت صحيفة “بينار نيوز” تحقيقاً إلتقت خلاله بالعديد من النساء الروهينغيات اللواتي فررن من ميانمار إلى مخيمات اللاجئين في بنغلادش ووجدت أن من بين كل ثلاث نساء قابلتهم، واحدة تعرضت للإغتصاب على أيدي قوات الجيش.
ويقول مدير قسم آسيا في هيومان رايتس ووتش براد آدامز: اللاجئون الذين فروا من القتل والإغتصاب الجماعي في ميانمار يواجهون الغرق والحصار والتجويع في بنغلادش، ما لم يتدخل المجتمع الدولي ويمنع حكومة دكا من تنفيذ قرار نقل اللاجئين من منطقة كوكس بازار الحدودية إلى جزيرة تينجار المعزولة والمعرضة للغرق”.
الحقيقة التي لا بد أن ندركها أن عمر هذه المأساة أكثر من قرنين من الزمان، مآسي الإضطهاد والقتل والتشريد التي كابدها أبناء ذلك الإقليم المسلم على يد الجماعة البوذية المتطرفة بدعم ومباركة من الأنظمة البوذية الديكتاتورية في ميانمار (بورما)، روتها كتب التاريخ.