وكالة أنباء أراكان ANA: (سبتمبر)
بقلم/ هلال محمد جزيلان
إن انتهاك حقوق الإنسان مستمر مادام الإنسان لا يؤمن بحياة ووجود إنسان آخر ، هذه هي الحقيقة ، التي يجب أن نبصرها ونعيها ، وقبل أن نخوض فيما يحصل في بورما دعونا نتعرف على الديانة البوذية إنكم ستندهشون لمعرفتها .. فالهدف الأسمى لها الوصول إلى التنوير ليس إلى القتل كما يمارسه البوذيون في بورما !!،وكان مؤسسها الأول ولد في العائلة المالكة في الهند الذي كان اسمه ( رتا جواتاما) في حولي 600 قبل الميلاد حيث أكتشف أن الاستنارة تكون في الطريق الوسط وفوق هذا أكتشف ما عرف فيما بعد ب «الحقائق الأربعة النبيلة»: 1) الحياة معاناة (دوكا)؛( 2) المعاناة تأتي من الرغبات (تانها، أو «التعلق»( 3) يمكن أن ينهي الإنسان كل معاناته بالتخلي عن كل ما يتعلق به؛( 4) وهذا يتحقق باتباع الطريق الثماني النبيل. يتكون «الطريق الثماني» من أن يكون لدى الشخص: (1)نظرة صحيحة؛ (2)نية صحيحة؛( 3)كلام صحيح؛ (4)أعمال صحيحة؛( 5)معيشة صحيحة (الرهبنة)؛( 6)المجهود الصحيح (توجيه الطاقة بطريقة صحيحة)؛( 7)التفكير بطريقة صحيحة (التأمل)؛( 8) التركيز الصحيح ،
إننا بالمقارنة بين ما أسلفت عن الديانة البوذية وبما يعمله ويفعله البوذيون في بورما يتنافى بين ما أسلفت وما هو واقع الأن من قبل البوذيين المتطرفين للأسف !! إن هذا إذا ما دل على شيء فإنما يدل على أن الإرهاب قد مورس من البوذيين في بورما على المسلمين ليس على اعتماد ديانتهم البوذية وإنما نزعة عدوانية شخصية متطرفة للأسف !! إننا نشاهد المذابح في أهالي ومسلمي بورما دون أن يحرك ساكنا أي شخص في العالم وكأن مسلمي بورما ليسوا على كوكب الأرض ، بل هم في كوكب آخر كما هو الواضح ، إن التطرف ظاهرة في كل الأديان وقد نبذها الإسلام ، وما يحصل من البوذيين تجاه المسلمين في بورما إنما هو تطرف وهذا يؤكد لنا حقيقة أن التطرف في كل الديانات.. ليس الديانات تأمر بذلك ,إنما هو سلوك شاذ يقوم به مجموعة من الناس يفتقرون إلى البصيرة ، إن الازدواجية في المعايير لم تقتصر على شيء دون شيء أخر بل أصبحت في كل شيء ، حتى في حقوق الإنسان ، كيف ؟؟ أننا نرى القتل في مسلمي بورما ولا وجود لحقوق الإنسان هناك من المنظمات الدولية والهيئات لا أدري لماذا ؟؟ أما حقوق الإنسان الغربي فهي حقوق وهذا ما يؤكد ازدواجية في المعايير ، وتصنيف لأخر بالصائب والأخر لا يبالى فيه ، وهذا ما يخدش في مصادقية المنظمات المعنية بحقوق الإنسان ، إننا نريد أن تتحرك المنظمات المعنية والدول التي تدعي حمايتها لحقوق الإنسان ، أن تقوم بما يملي عليها الضمير على الأقل .