وكالة أنباء أراكان ANA: (الأمة)
بقلم/ بكر العطار
يتعرض مسلمو الروهنجيا فى ميانمار وخاصة فى ولاية أراكان الواقعة قرب ميانمار لشتى أنواع الأمراض المنتشرة بالبلاد وذلك لعدم امتلاكهم ما يساعدهم على تجاوز فصل الشتاء، فهم بلا بيوت تأويهم ولا ملابس تمنع شدة البرد عنهم ولا أدوية تساعدهم على مقاومة برودة الجو.
نعيش بلا كسوة
وقال الأستاذ “نعيم الأركاني” فى حديثة مع “جريدة الأمة”: إنه منذ أن بدأ فصل الشتاء ونحن نعيش بلا كسوة شتوية ونحتاج إلى بناء مخيمات تحمينا من البرد القارس والبطاطين، ومن الإعصارات الموسمية؛ لأن هذه المناطق تطل على البحار وشواطئها الممتدة على خليج بنغال”.
وتابع أن رياح الأمطار الموسمية تهب علينا مسحوبة بالعواصف، فنتعرض في هذا الموسم لأمراض عدة منها: ( الملاريا والإسهال) وغيرها من الأمراض المنتشرة فى جنوب شرق آسيا.
استغاثة
وقال فى حديثه، :”نحن نستغيث بالمجتمع الدولى والمنظمات المعنية بالمجتمع الدولي وخاصة البرنامج العالمي للأدوية أن تولي هؤلاء عناية خاصة وتقوم ببناء مساكن للحد من خطر البرد”.
وازدادت الكارثة الإنسانية سوءا على مدار فصل الشتاء، بعد أن أوقفت حكومة ميانمار المساعدات التي تقدمها منظمة “أطباء بلا حدود” في المنطقة، مما ترك أكثر من 700 ألف شخص من دون رعاية صحية ملائمة، لكن الحكومة أعلنت، نهاية الأسبوع الماضي، أنه من الممكن عودة الأطباء. كما أجبرت أحداث العنف منظمات أخرى على إخلاء المكان.
وأضاف أن الحكومة تضيق علينا يوما بعد يوم، ومنعت منظمة “هيومن رايتس ووتش” من ممارسة عملها داخل المخيمات، فهى لا تسمح سوى بساعتين فقط، مما يؤدي إلى زيادت انتشار المرض وزيادة أعداد الوفيات.
135 ألف شخص عالق فى المُخيمات
وتقول الأمم المتحدة : إن 135 ألف شخص من مسلمي مجموعة الروهنجيا لا يزالون عالقين في مخيمات على الساحل الغربي في ميانمار، بعد مرور عامين على تشريد الحكومة لهم، في أعقاب أحداث عنف أحرقت القرى وشردت الآلاف، وأسفرت عن مصرع أكثر من 200 شخص.
ويجبر الروهنجيا، الذين يمثلون أقلية عرقية تتعرض للاضطهاد منذ فترة طويلة، على العيش كسجناء افتراضيين في أكواخ مؤقتة، يقتاتون الأرز والحمص، والأسماك التي يتمكنون من صيدها من المحيط. ووصل الوضع إلى حالة مزرية إلى درجة أن 86 ألف شخص حاولوا الفرار عن طريق قوارب، واتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية، الحكومة بارتكاب حملة “تطهير عرقي”.
الوضعُ بائس
وصرحت “يانغي لي” مقررة الأمم المتحدة المختصة بحقوق الإنسان لدى ميانمار، السبت الماضي، بأن الوضع “بائس”، والقيود المفروضة على الحركة لها أثر سيء للغاية على فرص الروهنجيا في الحصول على عمل أو خدمات المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والتعليم.
وأضافت: “يستمر السكان المسلمون في مواجهة تمييز ممنهج ضدهم، يتضمن فرض قيود على الحركة، والدخول إلى الأراضي، والحصول على الطعام والخدمات من مياه وتعليم ورعاية صحية، وقيود أخرى على تسجيل الزواج والمواليد”.
ويقول موظفو المساعدات : إنهم يرون ارتفاعا مزعجا في معدلات سوء التغذية بين الأطفال في الشهور الأخيرة، بسبب النزاعات المحلية المستمرة منذ فترة طويلة، التي منعت وصول المساعدات إلى الأمهات والنساء الحوامل، وعطلت الحصول على المياه والطعام وخدمات الصرف الصحي.
ويقول “برتراند باينفيل” ممثل “يونيسيف” في ميانمار: “ما شهدناه من مارس إلى يونيو الماضيين هو ارتفاع كبير في حالات الإصابة بسوء التغذية الحاد. لقد وجدنا الأرقام تتضاعف، ولا نزال قلقين للغاية بشأن الوضع”.
تنتشر مخيمات الروهنجيا على أميال ممتدة في ولاية أراكان الغربية، ويقع بعضها بعيدا للغاية حتى إنه لا يمكن الوصول إليها سوى عن طريق القوارب. وفي بعض المخيمات، ظهرت بعض الأسواق الصغيرة، التي ترد إليها السلع بواسطة تجار من راخين في خارج المخيمات، من الجماعة العرقية ذاتها التي اشتبكت مع الروهنجيا طويلا.
يذكر أن مسلمي الروهنجيا يمثلون أقلية عرقية في ميانمار، التي تسودها غالبية من البوذيين في الدولة الواقعة في جنوب شرقي آسيا، ويسكنها 55 مليون نسمة.
أعمال سخرة
وعلى مدى العقود الخمسة الأخيرة من الحكم العسكري في البلاد، اضطهدت الحكومة جماعة الروهنجيا وأجبرتها، وفقا لما صرح به خبراء حقوقيون، على تحمل أوضاع عمل شاقة والانتقال القسري والاغتصاب والتعذيب.
الحرمان من الجنسية
ورغم أن الروهنجيا يقيمون في ميانمار منذ عقود، فإن قانون الجنسية الصارم الذي صدر عام 1982 جعل كثيرين منهم بلا جنسية، واستمرت الحكومة في عدّهم لاجئين من بنغلاديش. وفي العام الحالي، رفض عاملون في تعداد السكان إحصاء الأشخاص الذين يعدون أنفسهم من جماعة الروهنجيا.
تفاؤل حذر
وأعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” في بيان لها يوم الجمعة الماضية، أنها تشعر بـ”تفاؤل حذر”، بعد إعلان الحكومة المفاجئ عن إمكانية عودة الأطباء إلى المنطقة، بعد أن طردتهم منها في فبراير، لعلاج ضحايا الاشتباكات التي وقعت في يناير وخلفت أكثر من 40 قتيلا من الروهنجيا.
بيد أن البعض ينظر إلى هذه الأخبار بعين الشك، مشيرين إلى أنها قد تكون خطة دعائية تأتي قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” المتوقعة، في أغسطس المقبل.
وفى النهاية .. إن هذا الموسم فى بداية الانتخابات البرلمانية فنرجو أن لا يحرم الشعب المسلم من التصويت فى الانتخابات، إشارة منه إلى أن يتدخل العالم لحل مشكلة العرقية الروهنجية التى ما زالت تصر الحكومة على عدم الاعتراف بهم.
ويختتم حديثة قائلا :” إنه ما من جريمة جرمها قانون حقوق الإنسان إلا وارتكبتها الحكومة والبوذيون تجاه المسلمين فى البلاد”.