جمع المعادن والخردة لبيعها ليس وظيفة يمكن أن تكون حلما لأي شخص، لكن محمد صادق غورا مياه، من عرقية الروهنغيا المسلمة سعيدا جدا للقيام بهذه المهمة لدعم أسرته.
وقال محمد صادق (33 سنة) إنه لا يكسب الكثير من العمل الذي يقوم به، لكن السلام والازدهار في إقليم ملقا الماليزي أعطاه مساحة فرصة لإطعام زوجته سينوارا بوجم (28 عاما)، وأطفاله الثلاثة، على النقيض مما كان عليه في وطنه ميانمار.
على الرغم من أن محمدا يعيش في ماليزيا منذ عام 2012، فإنه لا تزال الكوابيس تباغته كلما تذكر كيف ضربت والدته وقتلت، ثم والده بعد ذلك بعامين فقد عانى من نفس المصير عندما قتل بالرصاص على يد أفراد الحكومة في ميانمار.
وقد ذكرته الندوب على ساقيه ورأسه بتجاربه المؤلمة لما كان ضحية للفظائع التي ارتكبها الجيش، قبل أن يقرر الفرار من ميانمار ويصعد إلى سفينة بحرية ويبحر لمدة شهر للوصول إلى ماليزيا للحصول على الحماية ثم الإتيان بزوجته بنجاح في السنة في وقت لاحق.
وقال محمد لوكالة الأنباء الماليزية “برناما” عن طريق أحد المترجمين :” عند وصولي إلى هنا، شعرت بالأمان لأني رأيت جميع الناس يعيشون بسلام، لا حرب ولا صراعات مما كنا قد اعتدنا عليه في ميانمار، أردت أن أتوجه إلى ماليزيا لأن هذا البلد آمن ويمكن أن يوفر العديد من الفرص لي ولعائلتي لمتابعة الحياة “.
فقد محمد ثلاثة من أشقائه نتيجة الصراع في وطنه، ويقول إنه ممتن جدا للجميع لما أبدوه من كرم لهم .
وأضاف ” لقد أخذت أحد أولادي للعلاج في المستشفى، وكان علي أن أدفع تكلفة العلاج لأننا لسنا ماليزيين، ولم يكن لدي ما يكفي من المال ولكن لحسن الحظ كان هناك ماليزيون كرماء جاؤوا لمساعدتي”.
وعلى الرغم من التسهيلات التي يتمتع بها هنا، يعتزم محمد صادق العودة إلى دياره في ميانمار، معربا عن أمله في أن تنتهي الصراعات في نهاية المطاف بمساعدة بلدان مختلفة بما فيها ماليزيا.
وقال: ” إنني أناشد المجتمع الدولي بأن تهتم لهذه القضية ونأمل أن تواصل ماليزيا موقفها لدعم عرقية الروهنغيا المسلمة المضطهدة، وحث سلطات ميانمار على وقف الفظائع التي تنتهك حقوق الإنسان بشكل واضح”.