بقلم: عمر يار الأراكاني
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
بعد كل فترة نشاهد كثيرا من الصور والفيديوهات، فحواها أبشع الجرائم التي يرتكبها الجيش الميانماري، تجاه الأقلية المسلمة ” الروهنغيا” التي صنفتها “الأمم المتحدة” أنها الأقلية الأكثر اضطهادا في العالم. عشرات السنين تعاني هذه الأقلية في وطنها المحتل “أراكان” من قبل سلطات ميانمار، تقتل وتحرق وتعذب وتغتصب النساء وتشرد، أستطيع أن أجزم وأقول: إنها “محترفة” في كل مجالات القتل والإجرام، أعتبر ما وصفت بسيطا جدا، فإن وجدت وصفا أبلغ منه لوصفت به، إزاء ما ترتكبه السلطات تجاه مسلمي الروهنغيا.
أزمة الروهنغيا ليست وليدة اليوم، بل أصبح لها قرابة المئة فأكثر من السنين، والملايين من المسلمين هجروا إلى بلاد متفرقة، بعضهم في شبه نعيم وبعضهم يرون نسخة أخرى من السلطات والجيش الميانماري، والفرق يكمن فقط في أنهم يموتون موتا بطيئا، فالسبب الرئيسي لعدم انتشار الصور والفيديوهات قبل عام ٢٠١٢م هو التعتيم والحصار الإعلامي المفروض من قبل السلطات الميانمارية لإخفاء الجرائم التي يرتكبها الجيش بحق مسلمي الروهنغيا.
في زمن فشت فيه وسائل التواصل وانتشرت فيه الأجهزة الذكية على أوسع نطاق وفي كثير من البلدان، فلا تستغرب إن قلت لك إن المسلم الروهنغي محروم عليه حتى اقتناء “جوال” للتواصل مع أقاربه في الخارج، فذلك يعتبر جريمة لدى الحكومة حتى أنها فرضت على من يمتلكه عواقب وخيمة، درءا لتصوير وفشو أقبح الجرائم التي ترتكبها ضد المسلمين، واستطاع بعض الروهنغيين توثيق الكثير من الأحداث والجرائم التي يرتكبها الجيش من عام ٢٠١٢م إلى هذه اللحظة، حيث تفاقمت الأوضاع أكثر من ذي قبل في ٢٥ أغسطس ٢٠١٧م وهجر وغرق وقتل وحرق الكثير من الروهنغيين ولجأ بعضهم للدول المجاورة كبنغلاديش ولاذ بعضهم فرارا للجبال، حيث رصدت وكالة أنباء أراكان ANA بعضا من ذلك وغرد بذلك الناشطون في تويتر إلى أن تحركت الكثير من الدول وغرد الكثير من المؤثرين.
أستغرب جدا ممن منح للزعيمة السياسية لهذه الدولة “أونغ سان سوتشي” جائزة نوبل للسلام، فهل شاهدتم من أعمال السلطات التي تحت قيادتها من سلام غير الدماء؟