بقلم: خالد الأصمعى
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
أن نصفها بأنها جريمة ضد الإنسانية فهذا أبسط توصيف لجرائم البوذيين في ميانمار ضد أقلية الروهنغيا المسلمة، مئات الآلاف فروا من التنكيل والقتل والحرق إلى بنغلاديش في مخيمات إيواء على الحدود، وعشرات الألاف مازالوا يواجهون التنكيل والعنف المفرط داخل إقليم أراكان، ولا تستطيع قوافل الإغاثة الوصول إليهم بالطعام، بعد أن حاول مئات المحتجين البوذيين وبجميع وسائل العنف في ميانمار منع شحنة مساعدات دولية من الوصول إلى مسلمي الروهنغيا.
وألقى المحتجون قنابل حارقة على قوافل وشاحنات الإغاثة لمنع تقدمها وللحيلولة دون وصولها.
إذن هي الكراهية التي تراكمت وعلى مدار عشرات السنين ضد الروهنغيا كعرق أو المسلمين كدين أو الاثنين معا، ولما تفجرت براكين الكراهية التي رعتها الحكومات المتعاقبة في ميانمار وقف الجميع يشاهد ويشجب ويستنكر ويقف القانون الدولي عاجزا أصما لا يستطيع أن يدافع أو حتى يوقف جريمة إبادة علنية.
ومن على منصة الجمعية العامة بالأمم المتحدة أعرب نائب رئيس ميانمار عن قلق حكومته العميق إزاء نزوح أقلية الروهنغيا المسلمة من ولاية أراكان إلى بنغلاديش ووصف المشكلة بأنها كبيرة الحجم وأن سبب الاضطرابات التي اندلعت غير واضح!.
وإذا كان العالم يصدق بهذا السخف في توصيف أكبر قضية إبادة جماعية في العصر الحديث فيها التطهير العرقي والاضطهاد الديني، والحرق والهدم والتنكيل وقتل الأطفال، فقد ارتضى ضمير العالم بهذا التبرير الساذج وتعاطف مع الروهنغيا الفارين من ميانمار إلى بنغلاديش المجاورة بمبلغ 32 مليون دولار من الخارجية الأمريكية، و5 ملايين يورو خصصتها الحكومة الألمانية للنازحين داخليا في ولاية أراكان، وفشل الصليب الأحمر في توصيلها.