وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
=قضية مسلمي الروهنغيا جوهرها ديني وليست سياسية أو عرقية
= ما يجري من قتل حقيقة واقعة والصور صحيحة وليست مفبركة
=مأساة مسلمي الروهنغيا تاريخية وراح ضحيتها الملايين بين قتلي ومهجرين
=المجتمع الدولي والعالم الإسلامي لم يقوموا بدورهم كما ينبغي
=إنشاء كيان مسلح لمسلمي ميانمار للدفاع عن النفس تحكمه الأوضاع على الأرض هناك
قال د.عمر الفاروق، المتحدث الإعلامي باسم مسلمي الروهنغيا ، إن المجتمع الدولي والإسلامي والعربي يتحمل مسئولية ما يحدث لمسلمي الروهنغيا ؛ بسبب عدم اتخاذ إجراءات قوية ورادعة من جانبهم لوقف أعمال القتل والتشريد هناك، مطالبا العالم الإسلامي باتخاذ خطوات عملية سواء بالمقاطعة الاقتصادية أو حتى الدبلوماسية للضغط على سلطات ميانمار، مؤكدا في الوقت نفسه تضامن الشعوب الإسلامية وتعاطفها مع القضية.
واتهم المتحدث الإعلامي باسم مسلمي الروهنغيا – في حواره لـ ”التقرير المصري”- الكيان الصهيوني بالتورط فيما يجري للمسلمين في ميانمار، حيث قيام الكيان بإرسال الأسلحة إلى السلطة هناك وتدريب الجيش الميانماري وتحريضه على المسلمين هناك، ولفت إلى أن مسألة إنشاء كيان مسلح للدفاع عن المسلمين هناك من يملك أمره هم الموجودون على الأرض هناك.
وإلى تفاصيل الحوا.
= نود أن نعرف إلى أين وصلت الأمور الآن؟
للأسف الوضع الحالي سيء إلى أبعد الحدود والقتل لا يزال مستمرا بنفس المنهجية والآلية المتبعة من قبل، بل ربما أسوأ بعد تدخل الجيش بشكل سافر، حيث قامت سلطات ميانمار حتى الآن بقتل حوالي مليون مسلم من سبعة ملايين يقيمون في إقليم أراكان، وذلك وفقا لبيانات مجلس حقوق الإنسان الدولية.
= هل من الممكن أن تعطينا نبذة تاريخية عن مأساة المسلمين الروهنغيا في ميانمار بشكل عام؟
الأزمة بدأت منذ فترة طويلة ربما تصل لمئات السنين، ولكن لو تحدثنا عن التاريخ القريب فقد تجددت مع نهايات القرن الماضي وتحديدا عام 1978، حيث عاد الاضطهاد للمسلمين مرة أخرى من جانب الرهبان البوذيين، وحدث احتكاك بين الطرفين، وقع على إثره اعتداءات على المسلمين اضطر معها قرابة 300 ألف مسلم إلى اللجوء إلى بنغلاديش، وتبعها أحداث أخرى عام 1986، وتمت هجرة الآلاف من المسلمين إلى بلاد العالم الإسلامي، وعلى رأسها السعودية، ثم جاءت أحداث أخرى عام 1997، عندما كان يُنقل تمثال لبوذا من إحدى المناطق ذات الأغلبية المسلمة، وحدث كسر بالتمثال أثناء نقله.
وأثار هذا الأمر البوذيين، وحدثت مشادة مع بعض المسلمين، وتم الاعتداء على المسلمين، وقتل العشرات، وهو الأمر الذي تكرر عام 2001، عندما دمرت حركة طالبان تمثال بوذا في أفغانستان، تم الاعتداء على المسلمين مرة أخرى، ونتج عن ذلك العديد من الضحايا، وكذلك الحال في عام 2012 ومؤخرا عندما تم الاعتداء على المسلمين ومساجدهم مرة أخرى، وعندما حاولوا الدفاع عن أنفسهم بدأ الاعتداء عليهم بشكل ممنهج، خاصة بعد تدخل الجيش وقمعه للمسلمين وقتله لهم، مما دفع أعدادا كبيرة للجوء إلى بنغلاديش.
= وأين المجتمع الدولي مما يجري الآن للمسلمين في ميانمار؟
موقف المجتمع الدولي للأسف ليس على المستوى المطلوب أو على مستوى ما يجري للمسلمين في ميانمار وأراكان، حيث القتل والتشريد والتهجير، وكان يجب أن يكون هناك تحرك أكبر بكثير وأن يكون هناك ضغوط دولية أقوى على السلطة الحاكمة في ميانمار، ولكن هناك تقاعس دولي وعربي وإسلامي.
=على ذكر العالم الإسلامي.. أين الدول الإسلامية والعربية من مأساتكم؟
-للأسف العالم الإسلامي والعربي لم يكن موقفهم على المستوي المطلوب من هذه القضية التي تمسهم بشكل مباشر، بحكم من يتعرضون للإبادة والقتل هم من المسلمين، وبينهم من هم من أصول عربية، وبالتالي كان يجب أن يكون هناك موقف أقوى بكثير من المواقف الحالية وضغوط أشد على السلطة الميانمارية التي تطلق يد الجيش هناك لقتل المسلمين وتهجيرهم والاستيلاء على ممتلكاتهم.
= وما هو المطلوب من المسلمين والعرب؟
هناك أشياء يمكن فعلها من جانبهم، بداية من تبني القضية إعلاميا مرورا بتفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية والضغط اقتصاديا على نظام يقتل المسلمين هناك، وكذلك تخفيض التبادل الدبلوماسي، وصولا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية، وهذه الخطوات لو تم اتخاذها أو التهديد ببعضها على الاقل يمكن أن تأتي بنتيجة طيبة، وتساهم في وقف مأساة مسلمي الروهنغيا وميانمار.
= وماذا عن دور الشعوب الإسلامية؟
الشعوب لا تملك إلا التعاطف، ونحن نعرف أن الشعوب متعاطفة معنا بالتأكيد، وهذا ما نشعر به من ردود الأفعال، وهو ما شعرت به على سبيل المثال من جانب الشعب المصري، باعتبار تواجدي بمصر وتنامي هذا التضامن والتعاطف بعد وصول القضية إليهم عقب اهتمام الإعلام بها.
= على ذكر الإعلام ..هل الاهتمام إعلاميا بقضيتكم مؤخرا ساهم في نشرها والتعاطف معها؟
بالتأكيد وهو ما كنا نعاني منه في فترات سابقة، ولكن وجود القنوات الفضائية ووسائل التواصل الاجتماعي لعب دورا كبيرا بالتعريف بالقضية ووصولها بشكل صحيح إلى العالم كافة والعربي والإسلامي خاصة، وهذا يعد تطورا إيجابيا، ولكن ننتظر ترجمة نتائجه إلى قرارات عملية.
= ولكن هناك البعض من يقول إن الصور التي تنشر مبالغ فيها وإن الأزمة سياسية وليست دينية؟
هذا ليس صحيحا على الإطلاق، فالصور صحيحة وهناك وقائع ربما أشد قسوة وليس الصور على وسائل الاجتماعي فقط، ولكن هناك قنوات فضائية تنقل فيديوهات مصورة، أما بخصوص أن الأزمة سياسية وليست دينية، نحن نؤكد أنها دينية، وأن الرهبان البوذيين هم من يشعلون نار الفتنة هناك على أرضية الطائفية وشحن البوذيين من شعب ميانمار ضد المسلمين، ولعل ما جرى بعد تدمير تمثال بوذا بأفغانستان ورد الفعل على ذلك بقتل مسلمي ميانمار يؤكد ذلك بوضوح.
= وهل هناك أياد خفية وراء تحريض السلطة هناك ضدكم؟
نعم هناك إسرائيل التي تقف وراء هذه الأحداث؛ نظرًا للعلاقة المتميزة بينها وبين سلطة ميانمار، حيث كانت إسرائيل تقوم بتدريب الجيش هناك، وتمدهم بالأسلحة والخبراء العسكريين، وتقوم بالتحريض ضد المسلمين هناك.
= وهل ما يجري يمكن أن يؤدي إلى إنشاء جماعات مسلحة من جانبكم للدفاع عن أنفسكم؟
هذا أمر صعب الإجابة عليه؛ لأن من يملكون هذا القرار موجودون بالداخل، وهم من يقدرون الموقف ويتخذون القرار بناء على مجريات الأمور على الأرض، ومدى استمرار عمليات القتل والاستهداف أو تدخل المجتمع الدولي لوقف ما يجري هناك.