وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
“منطقة غير صالحة للعيش البشري” بتلك الكلمات بدأ صلاح رئيس وكالة أنباء أراكان، في شرح معاناة أزمة اللاجئين الروهنغيا بأنها أزمة كبيرة ومتفاقمة، لهؤلاء اللاجئين الذين اضطروا للجوء إلى بنغلادش، فرارًا من جرائم إبادة الجماعية في بلدهم ميانمار.
يصف عبد الشكور في تصريحات خاصة لـ”بوابة المواطن”، حياة اللاجئين الروهنغيا بأنهم يعيشون في منطقة جرداء في الأساس، وتعتبر منطقة وحوش وهي منطقة طينية ووعرة وتتعرض للفيضانات والأمطار والسيول، ولكن نظرًا لحاجة الروهنغيا اضطروا للعيش في تلك المنطقة.
وأضاف عبد الشكور، أن الفيضانات التي تواجه اللاجئين، هي فيضانات موسمية في كل شهر يوليو وأغسطس وسبتمبر تضرب المنطقة التي تؤوي مليونا ومئتي ألف شخص، في خيام بلاستيكية من أعواد الخيزران والخشب البسيط، واصفًا إياها بالحظائر وليست بيوت صالحة للعيش البشري.
وأوضح رئيس وكالة أنباء أراكان، أن الفيضانات تسبب في ملأ آبار المياه مما يجعلها غير صالحة للاستهلاك، غير أن الخيام تتكشف وتتعرى الأسر، والكثير من العوائل باتت تعيش بدون مأوى، وهناك تقارير دولية حذرت بنغلادش من خطورة عيش لاجئي الروهنغيا في هذا المكان، ولكن بنغلادش تجاهلت تلك التحذيرات، وتمنع الروهنغيا من دخول المناطق السكنية كدكا وغيرها، وهناك مناطق تفتيش تحول دون ذلك.
ونقلت مفوضية اللاجئين والمنظمات الإغاثية بعض اللاجئين من على مشارف الموت، حيث كانوا يعيشون في مناطق آيلة للانهيار وخطرة، إلى منطقة أكثر أمانا، ولكن وجدت تلك المنظمات وبنغلادش من الصعوبة بمكان نقلت كل تلك الأعداد الغفيرة من البشر إلى مكان أكثر أمنًا، حسبما ذكر عبد الشكور.
وأردف عبد الشكور، أن المنظمات الإغاثة تقوم بدور كبير لإغاثة الروهنغيا ولكن هذا المجهود يحتاج إلى تكامل، خاصة وأن الأعداد في ازدياد، لأن حكومة ميانمار لا تزال مستمرة في عملياتها الوحشية وفي التطهير العرقي للروهنغيا من إقليم أراكان، سواء بالقتل أو حرق المنازل أو اغتصاب النساء، فلم يتبقى سوى 300-400 ألف روهنغي بالإقليم.
و يعتبر عبدالشكور أشد الفئات تضررًا الأطفال والنساء، فالعلاج لا يكاد يكون متوفرا، فلا توجد مستشفيات وإنما مجرد عيادات متنقلة توفر بعض العقاقير البسيطة للاجئين، وحكومة بنغلادش قدمت الكثير في هذه الأزمة، ولكن إمكاناتها المادية ومساحتها الصغيرة وأزماتها الاقتصادية لا تستطيع تقديم أكثر من ذلك.
وطالب عبد الشكور، الأمم المتحدة بأن تتدخل لإسكان اللاجئين بمناطق صالحة للسكن، وقال :” كما يأتي دور العالم الإسلامي الذي يجب أن يهب لنصرة قضية مسلمي الروهنغيا الذين يواجهون الإبادة في وطنهم”.