استعرض المنسق العام لبوابة بادر العالمية الأستاذ أمجد رمان في اللقاء الذي جمعه مع الإعلامي البارز صلاح عبد الشكور على قناة وصال الفضائية؛ استعرض أحوال اللاجئين الروهنجيين وما يتعرضون له من اضطهاد خاصة في ما يتعلق بالاتجار بهم .
وامتد اللقاء قرابة الساعة وعشر دقائق حيث استعرض خلاله أهم المآسي التي يتعرض لها لاجئو الروهنجيا المسلمون في بورما، وقسم المنسق العام لبوابة بادر المشكلة في موضوع الاتجار بالبشر الى اتجاهين رئيسيين : سبب وعرض؛ فأما السبب فهو الوضع الداخلي وأما العرض فهو تزايد أعداد اللاجئين الروهنجيا في الدول المجاورة، ولحل المشكلة فلا بد أن يكون الحل في اتجاهين بنفس الوقت، ولا نغلب جانباً على آخر، حيث نبه إلى ضرورة نشر قضية إقليم إراكان المسلم في المحافل الدولية والإقليمية، والضغط على الحكومة البورمية من تلك المحافل لوضع حد للتعسف والاضطهاد الذي يلاقونه جراء ذلك. وأما العرض فيكون على شكل تغيير نمط المساعدات الإنسانية وتنويعها ليشمل عتق الرقاب..!! نعم عتق الرقاب في القرن الحادي والعشرين !
واستهل رمان اللقاء بعرض المأساة الإنسانية التي يتعرض لها المسلمون هناك، من جوع وخوف ونهب للثروات وحرق وغرق منذ مئات السنين، ونوه إلى أن القضية ذات جانب ديني عرقي بالإضافة لأسباب أخرى تتعلق بالمطامع الاقتصادية ، لما يتمتع به الإقليم من موقع استراتيجي على خليج البنغال، لذلك تجد أن الصراع على هذا الخليج لبسط النفوذ هو صراع دولي وليس محلياً فقط، تتنافس عليه الدول الكبرى مثل الصين وغيرها (وما زيارة الرئيس الامريكي عن الإقليم ببعيدة)، لذلك نجد أن الوضع ليس بالسهل لما يتعلق به من هوى ومصالح غربية مختلفة.
أما فيما يختص بالمسلم الروهنجي المسلم بالفطرة، والذي لم يبدل دينه، والذي يسلب من أدنى حقوق المواطنة، بانتزاع حقوقه المدنية وسحب الجنسية منه، وعدم السماح له بالتجارة أو السفر وتحديد نسله… وغيرها من اضطهادات لا تمت للإنسانية بصلة لا من قريب ولا من بعيد، مما يضطر المسلم البورمي للهروب خشية القتل أو التعذيب أو الحرق حيا، ومع ذلك تجد الكثير من السكان البورميين ما زالوا صامدين على دينهم وأراضيهم، ولسان حالهم : أين الملتجى وأين المفر؟
أما فيما يتعلق بالاتجار بالبشر والعبودية فمخطيء من ظن أن العبودية قد انتهت، فما زالت موجودة، وما يوجد من اتفاقيات لإنهاء العبودية لا يعد كونه حبرا على ورق في بعض البلدان، وكان آخرها في موريتانيا على المستوى العربي عام 1980 . فتجارة البشر حسب تعريف الأمم المتحدة : هو أي شخص يتم تسفيره أو احتجازه أو إجباره على العمل على غير رغبته و إرادته ، وهناك ما بين 20 الى 30 مليونا يتم الاتجار بهم بإحدى الطرق التي ستعرض؛ والقسم الكبير منها يتم لأغراض جنسية سواء كانوا أطفالا أو نساء فيما يعرف بالرقيق الأبيض، بالإضافة إلى العمالة الجبرية والتي تقوم على إجبار أطفال بورما على العمل سخرة في الجيش أو في حقول قصب السكر ، وهذان العاملان : الجنس والعمالة الجبرية يعتبران أكبر عاملين في الاتجار بالبشر.
الجدير بالذكر – بحسب قول رمان – أن جميع الاتفاقات العالمية تحرم مثل هذه الممارسات؛ لذلك أخذت بوابة بادر العالمية على عاتقها من قبل الأحداث التي يتعرض لها أهلنا المسلمون في بورما لمتابعة موضوع الاتجار بالبشر، وذلك عن طريق التقارير الموثقة، والزيارات الميدانية، والتي كان آخرها في ماليزيا، حيث يضيف رمان: إنه توقع أن يجد الاتجار بالبشر في ماليزيا يتم بأمور وطرق سرية وعلى أطراف الحدود، لكن المفاجأة كانت أنها تتم في العاصمة الماليزية وفي وضح النهار، فالروهنجيا مرميون في طرقات ماليزيا ، وهناك مقابلات موثقة في هذ الإطار، أما طريق التجارة فتبدأ من بورما وتنتهي إلى حيث يعلم الله .. ويصل سعر الرقيق في أوروبا الشرقية للتهريب 2800 دولار..
وأما الرحلة للاتجار فتبدأ من طرق برية عبر تايلند أو بحرية تتلاطم بهم الأمواج ، فيصيحون إما طعاما للأسماك ، وإما بأيدي التايلانديين الذين يسومونهم سوء العذاب من سجن وتعذيب وبيع ونخاسة وغيرها من أصناف المعاملة السيئة، وإذا وصلوا مع تاجر البشر التايلندي المتخصص في التهريب البري يطلب من اللاجيء بقية المبلغ المتفق عليه ومن لا يستطيع أن يدفع يباع لتجار المزارع أو الصيادين كأي سلعة فيبقى يعمل على السفينة ، أو النخاسة والمساج إلى ما شاء الله ، ومن لا يستطع دفع المبلغ المتبقي يعذب تعذيبا شديدا ليكون عبرة لمن خلفه ، ويضيف أن تقرير الأمم المتحدة حول الاتجار بالبشر قد صنف الدول إلى ثلاث طبقات:
الطبقة الأولى: عندهم انضباط .
الثانية : عندهم محاولة للسيطرة .
والثالثة : أسوأ طبقة والتي لا يوجد فيها لا انضباط ولا سيطرة .
أما تقرير أطباء بلا حدود عام 1993م الذي تم عليه استفتاء الروهنجيين على أراضي بنغلادش إن كانوا يريدون العودة أم البقاء ، فقد تبين أن المترجمين يتلاعبون في الترجمة ويكذبون لمصلحة تجار الاتجار بالبشر ، وهذا ما يفعلونه أيضا بالسجناء في السجون التايلندية عندما يترجمون بحسب هوى التاجر وهكذا..
ويقول رمان:
إن هناك حالات مسجلة دخلت إلى اوروبا من أجل العمل والجنس .. كما أن منظمات التنصير تقوم بتبني الأطفال وعرض صورهم في وسائل الإعلام من أجل كفالتهم والاعتناء بهم ، وهكذا يتم التلاعب بمسلمي الروهنجيا ابتداء من بورما وحتى يصلوا أدنى بقاع الارض في أوربا وغيرها ، وفي الآونه الأخيرة تم ضبط أطفال ماليين يتم تهريبهم عبر مطار الجزائر ..
ويضيف رمان أن هذه إحدى المبادرات القيمة للتصدير الاعلامي، فهو باب جديد و لغة عالمية يفهمها جميع البشر .
وختم اللقاء المنسق العام بمناشدة العالم للالتفات إلى واقع إقليم أراكان المسلم وما يتعرض له من ضغوط واضطهاد واتجار ورق وغيرها .. وفي نهاية اللقاء شكر المنسق العام الأستاذ أمجد رمان قناة وصال التي كانت وما زالت سباقة في نشر قضية الروهجيا المسلمة على المستوى الإقليمي والعالمي والمذيع المتميز الإعلامي البارز صلاح عبدالشكور على حسن الاستضافة.