[caption id="" align="alignleft" width="300"] من سيساند الروهنجيا؟؟ بقلم تيم روبرتسون / جديد ماتيلدا[/caption]
وكالة أنباء أراكان (ANA) ترجمة الوكالة:
عندما وصلت إلى يانغون، كان أول ما قيل لي إن الفندق الذي سأبيت فيه هو سيئ للغاية، ويقع في جزء من المدينة أيضا سيئ للغاية حيث يعج بعدد كبير جدا من المسلمين.
وبعد بضع ساعات توجهت إلى معبد شويداغون ، وقال لي سائق سيارة الأجرة أثناء الرحلة وكأنه يمارس التنبؤ :" خلال 2500 سنة القادمة سيتم محو البوذية من هنا من قبل المسلمين الذين يقتلون من دون ندم " وقد قال ذلك بكل جدية.
وأضاف " إن البوذيين – الذين يوصفون بأنهم سلميين وينبذون العنف ومحبين - لن يكونوا قادرين على الدفاع عن أنفسهم " .
العكس هو أقرب إلى الواقع فقد طالبت الأمم المتحدة الحكومة البورمية بالتحقيق في " معلومات موثوق بها " عن العنف ضد المسلمين الروهنجيا في ولاية راكين (أراكان) ، حيث يعتقد أن 48 شخصاً من الرجال والنساء والأطفال قد لقوا مصرعهم في منغدو ، بالإضافة إلى ضابط شرطة بوذي .
يتم تقييد وصول الصحفيين الأجانب ووكالات الإغاثة إلى المنطقة بشدة ، لذلك يصعب التحقق من التقارير.
ففي مؤتمر صحفي عقد يوم 2 شباط فبراير في وزارة الشؤون الخارجية في يانغون، رفضت الحكومة دخول جميع الصحفيين الأجانب و سمحت فقط لأربع صحف محلية لنقل أخبار عن " بعض هذه القيود " .
كما رفضت الحكومة البورمية التحقق من التقارير، و بدلا من ذلك اتهمت الأمم المتحدة بنشر معلومات خاطئة .
مع ذلك ، قالت منظمة أطباء بلا حدود إنها تعاملت مع 22 مريضا في 14 يناير كانون الثاني يعتقد أنهم ضحايا من بلدة منغدو في ولاية راخين (أراكان).
وتواجه المنظمات غير الحكومية أيضا الرقابة على عملياتها ؛ فقد أصدرت هيومن رايتس ووتش تقريرا في عام 2013م يشير إلى أن الحكومة البورمية تقيد المساعدات الإنسانية بشكل منهجي .
طبيعة معظم الجروح التي لحقت بالمسلمين الروهنجيا ( ثقوب حادة ، فضلا عن طلقات نارية ) تشير إلى أن كلا من المسؤولين الأمنيين والقرويين الراخين المحليين قد قاموا بتنفيذ العنف ، وذلك حسب تقرير هيومن رايتس ووتش .
وكان العنف الذي اندلع الشهر الماضي هو الأسوأ منذ عام 2012م عندما قتلت الوحشية الطائفية المئات وتم تشريد أكثر من 140،000 شخص بعد أن هاجم حشد من البوذيين الروهنجيا المسلمين و دمروا قراهم.
في أعقاب أعمال العنف الأولي ، تم حرق عدة منازل للروهنجيا وقد استجابت الحكومة بشكل متوقع باتهام أفراد الأقلية المسلمة بإحرائق أنفسهم ، ولكن صرحت أن الهجمات نفذها مجموعة مسلحة من العصابات البوذية بمساعدة من قوات الأمن.
وصدرت أيضا تقارير عن أوامر لاعتقال جميع الذكور الروهنجيا الذين تزيد أعمارهم عن عشر سنوات.
تمنع حكومة ميانمار المواطنة عن الروهنجيا ، وتعتبرهم بنغاليين – من خلال الاستدلال أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنغلاديش ، وأن الجرائم التي ارتكبت ضدهم لا تؤدي إلى ملاحقات قضائية .
تسود العلاقات بين البوذيين والمسلمين في جميع القضايا الاجتماعية الأخرى في بورما فالمجلس العسكري الذي يحكم البلاد منذ عقود لا زال له تأثير واضح جدا، وهو يعزز الهوية القومية البوذية التي يعتبرها أمرا مفروغا منه على الرغم من الإصلاحات السياسية الأخيرة في البلاد. لن تجرؤ أي شخصية عامة انتقاد ما أصبح حملة نشطة من التطهير العرقي خوفا مما سوف ينعكس على شعبية هذه الشخصية.
الشخصية الوحيدة التي تتمتع باحترام عالمي و محبة ، و التي يمكن أن تساعد في وضع حد للقتل والاغتصاب والتعذيب و تهميش الأقلية المسلمة في بورما و الحائزة على جائزة نوبل هي أونغ سان سو كيي .
لديها حتى الآن التأثير الأكثر شعبية في السياسة البورمية ، ولكن بدلا من التحدث علنا ضد العنف أدلت بتصريحات غامضة تؤيد من خلالها ضمنا التقاعس الحكومي المتعمد في هذه الأزمة.
أي أمل للروهنجيا سيكون إذا كانت " ناشطة السلام " المعروفة في بورما لا تتكلم؟ فمع عدم وجود دعم للضحايا أو لوم الجناة داخل الحكومة أو غالبية السكان البوذيين لا يمكن تصور حل محلي ، بل يبدو أن حكومة بورما ليس لديها الرغبة في السعي لذلك.
ومع سجل الأمم المتحدة المخزي في حماية ضحايا الإبادة الجماعية في الماضي ، يشعر المرء أن هناك أمل ضئيل للروهنجيا الذين أصبحوا أكثر عزلة و أكثر عرضة للخطر مع كل هجوم .