بقلم : د. خالد الجابر
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
مأساة كبيرة يعيشها الروهنغيا المسلمون كأقلية عددها حوالي مليون نسمة، فهم محرومون من الجنسية وملكية الأراضي والتصويت والسفر ويعانون العبودية على يد الجيش.
والأدهى والأمر أن حكومة ميانمار تعتبرهم مجموعة خليطة من أجانب وغرباء وبالخليجي (لفو ومزدوجين وطراطيث) وتصنف بعضهم بالإرهابيين والمتطرفين وتعمل على تجويعهم وتهجيرهم، كما يفعل النظام السوري الدموي.
ومن سخرية الأقدار أن الدين ورجال الدين تم توظيفهم والزج بهم في هذه الأزمة أيضا، فأحد أشهر الكهنة البوذيين في ميانمار وهو (أشين ويراثو) الذي عرف عنه دعواته التي تحث على الرحمة بالبعوض، لكنه من جانب آخر يحرض على قتلهم ويعتبر أن التخلص منهم "فيه خير كثير"!
حسب الاحصائيات الأخيرة فهناك أكثر من ربع مليون من روهنغيا المسلمين فروا من أعمال العنف في ولاية "أراكان" بميانمار بسبب ”العملية الأمنية الوحشية“ والتطهير العرقي حسب وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة!
وفي أبشع رد على الإدانات الدولية لهذه الجرائم البشعة والمستمرة لسنوات اتهم المسؤولون في ميانمار الروهنغيا بأنهم هم من قاموا بإحراق قراهم وذلك لجذب الاهتمام الدولي إلى قضيتهم! صحيفة نيويورك تايمز انتقدت بدورها في افتتاحية نارية مستشارة الدولة الحائزة على جائزة نوبل للسلام أونغ سان سو تشي التي أشارت إلى أنها تشرف شخصيا على حملة لإبادة.
وقد تزايدت الانتقادات الموجهة لرئيسة الوزراء أونغ سان سو تشي بسبب صمتها تجاه أعمال العنف والتقتيل الممنهج والمذابح المستمرة، وانتشر وسم على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بسحب جائزة نوبل للسلام (1991) منها، بالإضافة إلى توقيع عريضة لأكثر من 400 ألف شخص تطالب لجنة نوبل بسحب الجائزة.
سان سو تشي التي وقف العالم معها بسبب تعرضها للقمع من قبل النظام الديكتاتوري في بلدها تحولت إلى أشبه بنظام ديكتاتوري آخر يمارس القمع على المضطهدين!
المآسي في العالم تتزايد ولا تنقص، والضحايا والأبرياء يتساقطون في معارك لا ناقة لهم ولا جمل.