[caption align="alignleft" width="300"]«مسلمو بورما .. مذبحة العصر» الحلقة (6)[/caption]
شعب الروهينجيا في اقليم اراكان يواجه الابادة على يد القوات البورمية والعصابات البوذية وتحت سمع وبصر وانظار العالم «المتحضر» الرافع لواء حقوق الانسان والمدافع عن الحريات في كل مكان! هذه الابادة
عددت الأسباب التي دفعت المسلمين في اراكان للهجرة في ظل مخطط منظم نفذته العصابات البوذية برعاية حكومة بورما شمل مختلف الوسائل من تهديد وترويع وحرق لإجبارهم على الرحيل ومن هذه الوسائل:
٭ تأميم متاجر المسلمين ومؤسساتهم ونهب مزروعاتهم وإحراقها في هجمات تتم على قراهم من قبل الجيش والشرطة والمتعصبين من البوذيين.
٭تدمير المساجد والمكتبات والمدارس وتحويل عشرات المساجد الى خمارات ومراقص ومعابد بوذية.
٭منع المسلمين من أداء فريضة الحج.
٭منع المسلمين من ذبح أضاحي أيام النحر.
٭ إتلاف نحو 100 ألف من الكتب الإسلامية بتمزيقها أو إحراقها أو استخدامها في تعبئة السلع.
٭ تغيير الأسماء الإسلامية وإجبار المسلمين على التسمي بأسماء بوذية أو شيوعية.
٭ إلغاء العملات المتداولة بين الناس على حين غرة وعدم استبدالها بعملات جديدة.
٭ مصادرة المطابع الإسلامية ومنع طبع أي كتاب عن الإسلام وعدم السماح باستيراد الكتب من الخارج.
٭ وفي مجال الزراعة انتزع 90% من محصول المسلمين الزراعية وما تبقى لهم لا يكاد يكفي لأسرهم.
٭ وفي مجال التعليم يواجه المسلمون مشكلات متعددة من جهات مختلفة من جهة لا تعطي لأبناء المسلمين الفرصة الكافية للالتحاق بالمدارس والكليات والجامعات، ومن جهة أخرى معظم المقررات لا يتناسب مع عقائدهم الإسلامية.
٭ قيام الحكومة البوذية بالتعاون مع الشعب البوذي بعمليات تعسفية ضد المسلمين الى جانب قيامهم بالسلب والنهب والتعدي على الأعراض وأخذ الفتيات ليعملن خدما في منازلهم وغيرها الكثير.
٭ في عام 1967م ألقت سلطات بورما القبض على 28 ألفا من المسلمين الروهينجيا ثم أبعدتهم الى حدود بنغلاديش الحالي وقد استنكرت باكستان هذه الاجراءات التعسفية للمسلمين من قبل سلطات بورما ولم تقبل المبعدين في أراضيها فردتهم من حيث أتوا وفور رجوعهم الى بورما زجتهم السلطات البورمية مرة أخرى في سجونها ومن شدة قسوة التعذيب والتنكيل بالمسلمين في سجون بورما بالاضافة الى عدم وجود الرعاية الصحية وسوء التغذية، أدى الى تفشي الأمراض بينهم ما أدى الى هلاكهم داخل سجون بورما.
٭ وفي سنة 1974م ركب الجيش البورمي 200 عائلة من المسلمين في بورما في قوارب تابعة للجيش البورمي حيث أنزلوهم في جزيرة صغيرة خالية من الحياة ومعدومة من السكان ولم تمكث هذه العوائل في الجزيرة المشار إليها حتى ماتوا جميعا جوعا وعطشا.
٭ وفي سنة 1974م وضع دستور اشتراكي جديد وألغى كل أشكال الديموقراطية التي كانت سائدة قبل ذلك ويؤكد الدستور الجديد ضرورة الذوبان في المجموعة القومية وتصفية ديانة المسلمين فبدأت حرب إبادة واستئصال المسلمين بطريقة منظمة ومخططة وبأساليب مختلفة تمثلت في الآتي:
أ - الاستيلاء على العديد من القرى الروهينجية ومصادرة أراضيها وتوطين المهاجرين البوذيين فيها بهدف تحويل الأغلبية المسلمية الى مناطق أقلية.
ب - تقييد تحرك المسلمين الروهينجيين داخل البلاد على نحو لا يمكنهم من التحرك من قراهم الى مكان آخر في الدولة دون تصريح حكومي، وبذلك تحولت القرى والمدن في المناطق الإسلامية الى معسكرات اعتقال.
ج - منع المسلمين من اقامة المدارس الإسلامية وإجبارهم على إدخال أبنائهم المدارس الحكومية التي تدرس التعاليم البوذية والشيوعية وتحارب الدين الإسلامي الحنيف.
د - من أسوأ المشكلات التي تواجه المسلمين ان الحكومة تحرم عليهم العمل في جميع المجالات ولا تسمح لهم بالعمل إلا في الزراعة. وتقوم بفرض ضرائب باهظة على المنتوجات الزراعية والاستيلاء على المحاصيل بالقوة مما يؤدي الى تجويع الكثير من الأسر.
هـ - عملت الحكومة على تدمير الحياة الاقتصادية في أراكان فبالرغم من كون المنطقة غنية بالموارد إلا ان الحكومة لم تقم بأي جهد لاستغلالها لتبقى المنطقة متخلفة وفقيرة ويقل فيها العمل وتكثر البطالة وذلك بهدف تهجير المسلمين وتشريدهم من المنطقة بهدف تفريغها من سكانها الأصليين.
و - تقوم الحكومة بصفة دائمة بمراقبة العلماء والشيوخ والدعاة حتى تعزلهم عن الاتصال بالشباب المسلم وتضيق عليهم الخناق بتقديمهم الى المحاكمات وسجنهم بزعم أنهم يقومون بتحريض الشباب ضد اجراءات الحكومة.
س - يقوم الجنود باستغلال المسلمين في الأعمال الشاقة حيث يجبرونهم على حمل أمتعتهم الى مسافات بعيدة نسبة لعدم توافر سبل المواصلات في المنطقة مما يؤدي الى موت معظم الذين يقومون بهذه الأعمال القاسية نتيجة لسوء التغذية وصعوبة الأعمال. كما يقوم الجنود بالاعتداء على الأعراض وأخذ الفتيات ليعملن خدما في منازلهم.
٭ في عام 1978م قامت السلطة البورمية بدعوى انها ستجري إحصاء عاما في البلاد بارسال الجنود ورجال المخابرات والتفتيش والمباحث من العاصمة (رانجون) الى مدينة (أكياب) و(مندو) و(بوقيدنغ) وبدأوا بالتفتيش بيتا بيتا بحجة وجود أجانب مقيمين في أراكان وهذه العملية سميت بعملية (نجامن) لقد سحبت السلطات البورمية بطاقات الجنسية من كثير من المسلمين بتهم متنوعة واعتبرتهم أجانب. كما كانت أراكان منطقة محرمة على الزوار ولا يسمح بتداول أية معلومات عنها.
٭ وفي عام 1982م تم وضع قانون المواطنة الجديد المجحف لحقوق المسلمين في بورما وذلك بهدف تحويل المسلمين الروهينجيين الى أجانب وبناء على ذلك فقد حرموا من الانضمام الى الجهاز العسكري ومن المشاركة في الحكومة المنتخبة والأجهزة الحزبية المختلفة من سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وحرموا من الخدمات الثانوية كالتعليم والصحة والخدمات البيئية.
٭ درجت الحكومة على شن حملات عسكرية متواصلة على مناطق المسلمين منذ استقلال بورما عام 1948م وذلك بحجة إجراء تحريات بموجب قانون الهجرة وقد بلغت هذه الهجمات حتى الآن 12 هجمة وتفاصيلها على النحو التالي:
عملية القوة البورمية الإقليمية عام 1948م، العملية المشتركة للهجرة والجيش عام 1955م،عملية الشرطة العسكرية الاتحادية عام 1955م، عملية الكابت هثين كياد عام 1959م،عملية شوي كيوي عام 1969م، عملية كيوي جان عام 1969م،عملية ميات شون عام 1971م، عملية الميجور اونج سان عام 1973م، عملية سلبي عام 1974م، عملية نجامين عام 1978م، عملية جالون عام 1979م، عملية شوي هنثا عام 1979م.
وقد أدت هذه العمليات المسلحة الى:
٭ طرد وتشريد قرابة نصف مليون من المسلمين في بورما الى الدول المجاورة والإسلامية مثل بنغلاديش وباكستان وبعض دول الخليج العربي والولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول. وأصدق مثال على تلك العمليات، العملية المسماة بجامين في عام 1978م والتي تعتبر أشد هذه العمليات ضراوة على المسلمين فقد أدت هذه العملية الى لجوء 300 ألف مسلم الى بنغلاديش حيث أقاموا في معسكرات هناك وتم إرجاعهم الى بلادهم تحت ضغط هيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. ورجوعهم الى بلادهم لم ينفعهم من مصادرة أملاكهم ومزارعهم ويعاملون كأجانب في بلادهم. هذا بالاضافة الى قتل أعداد كبيرة من المسلمين الى جانب عمليات السلب والنهب والاعتقال ويثيرون الفزع والخوف والقلاقل بين المسلمين بقصد إبادة المسلمين وتشريدهم من ديارهم، بالاضافة الى هذه الأسباب فهناك أسباب أخرى، ومنها ما يلي:
٭ البوذيون هم الذين يتولون مهمة الشرطة والأمن ويتولون قمع المسلمين بمختلف الوسائل الإرهابية ويستعملون الاجراءات العنيفة التي تمنحها القوانين العرفية المطبقة على شعب أراكان المسلمةوتتعرض قرى المسلمين ليلا لهجوم العصابات البوذية والمدعومة من قبل حكومة بورما، حيث تستخدم فيها كل الاسلحة المتطورة لقتل المسلمين من أطفال ونساء وعجائز ويشن رجال العصابات غارات يومية، وذلك لإرهاب المسلمين باستمرار.
كما أن هناك تخطيطا استيطانيا تقيمه حكومة بورما في صورة مستوطنات جديدة للبوذيين بين قرى المسلمين في شمال غرب أراكان، حيث الاغلبية المسلمة، وذلك لهدفين أساسيين:
- أحدهما لتقليل نسبة المسلمين في هذه المنطقة.
- ثانيهما لإجراء عمليات ارهابية وعدوانية مستمرة ضد المسلمين بدعوى حفاظا، على شعبها البوذي وحتى يضطر المسلمون الى مغادرة هذه المناطق لتشتيت شملهم.
ويضاف الى هذه الاسباب شروط إقامة المسلم في بورما التي أوردناها سابقا، وكل هذه الامور أدت الى هجرة الكثير من المسلمين من بورما حفاظا لأغراضهم وصونا لكرامتهم الى شتى بقاع الأرض.
ويتواجد حاليا من مسلمي بورما في كل من اندونيسيا وماليزيا وباكستان والبعض الآخر هاجر الى البحر الكاريبي والأميركيتين، هذا بالاضافة الى نسبة ضئيلة توجد في الدول الاسلامية والعربية. كما يوجد على الحدود البورمية التايلندية أكثر من 150 ألف مسلم في ولاية مون وعشرات الآلاف على الحدود الصينية في ولاية الكاشن، وهناك أكثر من مليون مسلم يقطنون في منطقة الاحراش ويبلغ عدد المسلمين سبعة ملايين مسلم تقريبا. وأما مناطق تواجد المسلمين في داخل بورما، حيث يركزون في المناطق التالية:
- في منطقة كاو تولي يتركز أغلب المسلمين كما توجد نسبة كبيرة في دلتا نهر أيروادي الذي يصب في خليج البنغال ومجموعة أخرى من المسلمين يسكنون في شاطئ أراكان وفي منطقة تيناسريم الساحلية وهي شريط طويل من الارض تتخلله الجبال يمتد بين أراضي تايلند وخليج البنغال. ولقد أدت هجرة المسلمين من داخل بورما الى تقلص عدد المسلمين في بورما، وخاصة عندما هاجر أكثر من ثلاثمائة ألف مسلم دفعة واحدة نتيجة الضغوط التي تعرضت لها هذه الامة المسلمة من البوذيين ومن شدة التعذيب والاضطهاد والتصفية والسلب والنهب وحرق القرى والمزارع والتعدي على الاعراض وغيرها الكثير من الاسباب والمبررات التي دفعت المسلمين الى الهجرة الجماعية، وإذا بحثنا نتائج الهجرة فهي توضح لنا في صورة مذهلة من المآسي، حيث بقي هؤلاء المهاجرين المسلمين مشردين بلا وطن وبدون هوية وبدون جنسية، بالاضافة الى مصادرة ممتلكاتهم ووزعوها على البوذيين وانهم أصبحوا اليوم مجهولي الهوية وفاقدي الجنسية معا كما أنهم أصبحوا فقراء بسبب بطالة شبانهم وعمت الجهالة بين أبنائهم لقلة المؤسسات التعليمية ولقلة رجالها المؤهلين علميا.
خطوات وإجراءات النظام البورمي ضد الروهينجيا
ان السلطات الاشتراكية البورمية اتخذت عدة خطوات وإجراءات ضد مسلمي بورما وخاصة الروهينجيا في أراكان وخاصة في منغدو وبوسيدنغ وفي حدود بورما وتايلند ومنهما ما يلي:
1 - زودت البوذيين بالاسلحة النارية لضرب المسلمين الآمنين كلما سنحت لهم الفرصة.
2 - اغتصبت الاراضي الزراعية من المسلمين ووزعتها على البوذيين.
3 - توزيع بطاقات الاقامة وسحب الجنسية البورمية من المسلمين حتى يسهل تسفيرهم بحجة أنهم أجانب.
4 - وضعت السلطات البورمية شروطا قاسية وخيالية لمسلمي الروهينجيا للحصول على الجنسية البورمية منها مثلا أوراق ثبوتية لإقامته في بورما مائتا سنة وطبعا هذه الشروط لا يقرها العقل البشري للانسان المتحضر وشروط تعجيزي.
5 - الوضع الاجتماعي والاقتصادي لقد استمرت سلطات بورما في سياسة القمع والارهاب والظلم والعدوان على مسلمي روهينجيا بحيث أصبحت ظروفهم المعيشية قاسية ومؤلمة وسيئة جدا، مما أدى الى انتشار الفقر والمجاعة بين المسلمين، حيث تعطلت معظم مصادر المعيشة التي يعتمد عليها أغلب مسلمي الروهينجيا كالزراعة والتجارة وصيد الاسماك. كما أدى الى انتشار العديد من الامراض الضارة بسبب سوء التغذية وقلة توافر العناية الصحية، كما انتشرت البطالة بين المسلمين نتيجة عدم وجود أعمال مناسبة، كما أدى ذلك الى انتشار الأمية والجهل بين المسلمين، لأن جميع المدارس الاسلامية كانت تديرها بمصروفات الأوقاف الإسلامية من قبل المسلمين وجميعها أممتها السلطات البورمية البوذية، وكما أن التعليم في بورما وخاصة الحكومي ليس مجانا ويحتاج الى تكاليف باهظة ولا يستطيع المسلمون أن يتحملوا تكاليف التعليم لأنهم أصبحوا جميعا فقراء لا يملكون حتى قوت يومهم، وذلك بعد أن صودرت ممتلكاتهم من قبل سلطات بورما البوذية، والتعليم في نطاق ضيق وعلى نظام الكتاتيب، ولا يستطيعون مواصلة دراساتهم لأنهم يمنعون من التنقل بالاضافة الى عدم وجود المقدرة المالية وكل نشاط للدعوة الاسلامية محظور تماما والشخصيات الدينية تتعرض للاضطهاد والتصفية بكل وحشية. (كما أزالوا العديد من المساجد في حركة التحدي للمسلمين الروهنجيين). وأزالوا العديد من المدارس الاسلامية أثناء عمليات الشغب المعادية للاسلام وغير مسموح بأداء فريضة الحج أو تقديم الاضحية في الاعياد الاسلامية. لقد لجأت سلطات بورما الى فتح مراكز الحادية في المناطق الاسلامية بدعوى محاربة الأمية والجهل من الشعب البورمي وعن طريق هذه المراكز ستزيل عنهم الأمية كما يزعمون ويدعون أن مسلمي روهينجيا ينقصهم كثيرا من الثقافة البورمية والتي غايتها من ذلك إفساد عقيدة المسلمين وإذابة هويتهم الاسلامية المستقلة ومن ثم تحويلهم الى المبادئ البوذية باسم الثقافة البورمية.
ولقد شنت الحكومة الاشتراكية بقيادة الجنرال ني وين حربا ضروسا ضد الاسلام والمسلمين في بورما وعمل بتخطيط واسع النطاق لتشويه صورة الاسلام والمسلمين عن طريق وسائل الإعلام الحكومية وذكر علنا أن الاسلام هو عدو الدولة الاول وانتهجت الحكومة الاشتراكية أساليب متعددة لزرع العراقيل أمام المسلمين وذلك لتصفيتهم أو ذوبانهم في المجتمع البوذي، حتى ان بعض المسلمين جاهروا بالنكوص عن الاسلام حتى يتمتعوا بحقهم في الوظيفة الرسمية والمعاملة التي توفرها الدولة للبوذيين، وأما من الناحية الاقتصادية فمنطقة أراكان غنية طبيعيا وهي خصبة زراعيا، وكذلك غنية بالموارد الأولية كالغاز والنفط ورغم هذه الخيرات يعد مسلمو أراكان من أفقر الناس في بورما، لأن حكومة بورما الاشتراكية تحاول جاهدة إفقار كل مسلم أو حتى من يدعي الاسلام لشل حركتهم اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وبطون منطقة أراكان بالذات غنية بالمعادن والاحجار الكريمة والذهب والبترول وأراضيها خصبة زراعيا. ونجد أن بورما في بداية الخمسينيات ساعدت بورما كواحدة من أغنى دول آسيا اليابان التي أنهكتها الحرب بأن كانت تصدر لها 300 ألف طن من الأرز سنويا، ولكن نموذج الجنرال ني وين في الاشتراكية المستبدة التي ألقت بظلالها على بورما أعاق اقتصاد البلاد وتراجعت حتى أصبحت من أفقر دول العالم العشرة.مقتطفات من الجرائم البوذية في بورما
وقد تحدث جماعة من المسلمين الذين اضطرتهم ظروف الاضطهاد البوذي للهجرة من بورما الى بنغلاديش، فأكدوا أن قوات من الشرطة والجيش التي دخلت منطقة أراكان قامت بإطلاق النار على المصلين، فمات عدد كبير منهم ثم احتجزوا باقي المصلين بالمسجد. وقامت جماعة أخرى من البوذيين باقتياد مجموعة من الفتيات، حيث اغتصبوهن بالقوة وكل من كان يجرؤ من المصلين على منع هذا الفساد يقتل برصاص هذه القوات. وكان أول الذين نفذ فيهم حكم الاعدام هو إمام مسجد ثم أحرقوا المصاحف الموجودة بالمسجد والمصحف الذي كان يحمله الإمام قبل إعدامه.
الشيخ السديس بكى وأبكى المصلين على مسلمي بورما
بالأمس ونحن جميعا امة الاسلام نتابع خطبة شيخنا العلامة عبدالرحمن السديس المنقولة من المسجد والحرم المكي المبارك، بكى فضيلته وابكانا معه وهو يدعو لمسلمي بورما من الروهينجيا وللمجاهدين في سورية الحبيبة.
نعم هكذا تكون الامامة جرأة في قول الحق ونصرة المسلمين المظلومين هنا وهناك، ومن يعرف تاريخ هذا الشيخ الملقب بالسديس يعي ويعرف انه امام داعية يقول قولة الحق ويسمع العالم كله الصوت الاسلامي الهادر الرافض لما يجري على ارض بورما من قتل للمسلمين وفي ارض الشام الحبيبة.
دموع الشيخ السديس غالية على جموع المسلمين في مشارق الارض ومغاربها لأنها من امام حمل لواء الدعوة اماما وخطيبا في المسجد الحرام منذ عام 1404هـ ومنذ ذلك التاريخ وهو يعلي صوت الاسلام والمسلمين.
لقد بكى الشيخ السديس وابكى جموع المصلين في الحرم وعبر كل شاشات التلفاز وهو يدعو للمسلمين في بورما اراكان من الروهينجيا وللشعب السوري في ارض الشام الغالية.
انني في هذه المساحة المكتوبة نصرة لشعب اراكان المسلم في بورما الذي يتعرض لأبشع حرب عدوانية عنصرية بوذية تحصد الاخضر واليابس اقبّل رأسك شيخي على هذه الخطبة التي ربما تحيي سمع الحكام المسلمين في كل مكان ليرفعوا الصوت لنصرة الروهينجيا والشعب السوري، فكلا الشعبين المسلمين يتعرضان لهجمة شرسة تستهدفهما في الارض والعقيدة.
ارجو من اهلنا في المملكة العربية السعودية ان يعيدوا هذه الخطبة التلفزيونية لأن قدر الانسان عند الله عظيم وان مكانته لرفيعة، فهو كريم في الارض وكريم عند اهل السماء، لقد نفخ الله فيه من روحه، وجعله في الارض خليفة وأسجد له الملائكة معترفا بفضله وتميزه، والنظام البورمي والسوري كلاهما زائلان لأن نور الاسلام اشرقت به الارض ونقل امنه وخيره الى البشرية وعصف بالمظالم ورفع المغارم وكرم الانسان في كل اصقاع الارض لنشر الحق والمعروف، فالله منتقم من الجبارين الذين دعى عليهم الامام الشيخ السديس في رائعة امس والله منتقم لأمة الاسلام من كل اولئك الظلمة.
اعتقال 18 بوذياً مجرماً في مسرحية مفبركة
أعلنت السلطات الأمنية في ميانمار، أنها سيطرت على الوضع بعد أعمال عنف من بوذيين ضد مسلمين، أسفرت عن مقتل شخص وإصابة عشرة وحرق مائة منزل، ضمن حملة اضطهاد واعتداءات على أقلية الروهينجيا، اشتعلت منذ مارس عام 2011. وقال تيت لوين، نائب مفوض شرطة يانغون، إن الشرطة اعتقلت 18 شخصا ووجهت اليهم اتهامات بالسرقة والاعتداء والحرق العمد، إضافة لتهمة التجمهر غير المشروع. وطمأن لوين، المسلمين الذين فروا الى الغابات هربا من أعمال العنف «انهم في أمان ويمكنهم العودة الى ديارهم».
وكانت أعمال العنف اندلعت في الشهور الماضية بعد أن هاجمت جموع من البوذيين منازل مسلمين ومساجد في منطقة أوكان، التي تبعد حوالي مائة كلم شمال رانغون العاصمة القديمة والمركز الاقتصادي للبلاد. جاءت الهجمات الجديدة التي شارك فيها نحو أربعمائة من البوذيين ضد مسلمي منطقة أوكان، بعدما اصطدمت مسلمة براهب صغير في الحادية عشرة من عمره أثناء سيرهم في الشارع، مما تسبب في إسقاط وعاء تسول الراهب من يديه وكسره، بحسب رواية الشرطة. وقالت الشرطة انها اعتقلت تلك المرأة للحد من الاضطرابات، مشيرة الى أن العصابات المسلحة بالحجارة حطمت نوافذ مسجد ونهبت عشرات المحال التجارية، بينما شوهدت عشرات الأسر من المسلمين في المنطقة تفر الى الحقول والغابات القريبة منها.
يشار الى أن شهر مارس الماضي، شهد اشتعالا للاضطرابات، حيث قتل 43 شخصا في ميكتيلا وسط البلاد، بعد مشادة بين تاجر مسلم وزبائن بوذيين.
وغرقت المدينة خلال ثلاثة أيام في حالة فوضى، حيث أحرقت أحياء بأكملها دون تدخل الجيش بموجب فرض حالة الطوارئ. وفي الأيام التالية، دمرت مساجد في مدن عدة في إحدى مناطق الشمال القريبة من أوكان، في حين كان رهبان متطرفون يلقون خطبا قومية متشددة.
وفي عام 2012، وقعت هجمات ممنهجة في غربي البلاد من البوذنيين في ولاية راخين «أراكان» على المسلمين من أقلية الروهينجيا المحرومة من الجنسية، وقد خلفت هذه المواجهات نحو مائتي قتيل و140 ألف نازح.
علامات بوذية تستهدف منازل المسلمين
قال قيادي ماليزي ان البوذيين يعمدون الى وضع اشارات على ابواب منازل المسلمين في الاحياء المشتركة في اراكان لتسهيل استهدافها والتمييز بينها وبين نظيرتها البوذية كي لا يطول قاطني الاخيرة القتل من قبل العصابات التي تستهدف المسلمين.
واكد محمد عزمي عبدالحميد الامين العام للمجلس الاستشاري الماليزي للمنظمات الاسلامية (ابيم) وجود استهداف مقصود للمسلمين في اقليم اراكان. ونقلت وكالة انباء الروهينجيا عن عبدالحميد قوله «بالاضافة الى ما يواجهه المسلمون من قتل وتنكيل فإن البوذيين ينفذون بحقهم مقاطعة تجارية حيث تمتنع المتاجر عن التعامل مع المسلمين وترفض بيعهم السلع الاساسية التي يحتاجونها للعيش.