بقلم: أحمد محمد أبو الخير
وكالة أنباء أراكان ANA | خاص
ظلت وما زالت المملكة العربية السعودية المعين الدافق لصنائع المعروف، ومصدراً دائماً للخير الممتد للقريب والغريب؛ ولقد نسجت خلال مسيرتها الطويلة صنوفاً من صور الخير والعطاء وسعياً دؤوباً لاستيعاب أفراح الإنسان وأتراحه وآماله وآلامه في مختلف البقاع والأمصار داخل الوطن وخارجه.
وحينما تستصرخ الإنسانية تأثراً بجراحاتها الموجعة في أطراف الأرض، تكون المملكة العربية السعودية قد سبقت الجميع بإجابة النداء وكفكفة الدموع ومشاركة الأحزان، وهذا التوفيق للخير هو رحمة وفضل وإلهام رباني، وهو سر إصرار قادتنا المباركين على صدارة العمل الإنساني والتمسك به.
لا يحتاج أحد أن يجرب المملكة في الوفادة والرفادة وفي مد يد العون والنصرة لأي محروم أو مظلوم مهما نأت به الديار أو حالت دونه الوهاد والقفار.
إن ملوك هذه البلاد وخلفاءهم هم من تتحرك شفقتهم بصدق وتدمع قلوبهم قبل أعينهم بحق على مآسي أبناء وبنات هذه الأمة وجراحاتهم، وهم الذين أغدقوا بحنوهم وعطفهم ولطفهم وغوثهم بعد الله تجاه كل بئيس.
إن الغوث السعودي لا يُقابِل المصالح ولا يُطالِب بالشكران؛ بل هو مبدأ تأسس عليه هذا الكيان منذ عهد المغفور له الملك عبدالعزيز يرحمه الله وحتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد الأمين الأمير محمد بن سلمان يحفظهما الله.
وها هم في ميادين العطاء والبذل وإجابة المستغيث بعد الله في مخيمات اللاجئين من مسلمي الروهنغيا وبأيديهم باقات مزهرة كريمة رائعة من المدد الغذائي والدوائي والتنموي لرسم البسمة وإعادة الأمل في شفاه ذابلة ونفوس كسيرة وآمال محطمة، لطالما أرقتها الأحزان والآلام، واضطرتهم الظروف لتجرع علقم الحرمان من الأوطان والأمن والأمان والصحة في الأبدان..
ها هم أبطال مركز الملك سلمان للإغاثة بطاقم يضم أعلى هرمه وسفراء من أعيان المجتمع السعودي يرسمون صوراً مشرقة للرحمة الإنسانية، تختزنها ذاكرة التاريخ لتتحول إلى أهازيج وترانيم يشدوا بها الأجيال ويتغنى بها الركبان كلما تصحرت أمامهم الظروف والأحوال..
إن الجهاد الحقيقي هو ذلك السعي لتحرير الإنسان المسلم المستضعف من ظلم الإنسان للإنسان وتخليصه من كدر التعاطي البشري إلى حيث يستعيد المرء شيئاً من شعوره بحقيقته الإنسانية وكرامته البشرية..
وهو الهدف الذي يسعى إليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، وهما أمل الأمة كلها بعد الله عز وجل، وقد تمثل اهتمامهما في زيارة معالي المستشار بالديوان الملكي والمشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة شخصياً وهو من هو في قيمته وقامته في العمل الإنساني والوطني، وصيته المحلي والعالمي، وقد ارتبط اسمه بإعادة البسمة ورسم البهجة في شفاه عشرات الأسر من ذوي التوائم الملتصقة والسيامية على مدى عقود من الزمان كما يعلم الجميع.
رأيناه في الميدان وفي مخيمات اللاجئين في منطقة قد تعتبر من أفقر بقاع الأرض وأكثرها بؤساً، في زيارة مباركة لم تكن عابرة لتلقي الأضواء، بل نزل بزي الفريق الإغاثي على جلالة قدره وسمو منزلته ولعدة أيام، وهو يسابق فريقه لاحتضان أطفال كسرت أفئدتهم الرقيقة بسبب اليتم والحرمان وتلاشي الآمال، بل نزل بنفسه لتوزيع المؤن والمتطلبات الإنسانية وهو في غاية الابتهاج والسرور، مصطحباً معه فريقاً هم قمم في صفاء النفس وسمو الخلق وازدهار الشفقة الإنسانية.
فلله دركم أيها الكرام، فأنتم وأمثالكم خير سفراء لخادم الخرمين الشريفين وولي عهده، وهنيئاً لنا بأمثالكم.
*كاتب وباحث في الإدارة الإنسانية للمملكة
0599243377
[email protected]