[caption align="alignleft" width="300"]مسلمو الروهنجيا بميانمار.. بين عنف البوذيين وطائفية الحكومة[/caption]
أحمد عزيز
ازدادت حدة التوترات الطائفية شمالي غرب ميانمار " بورما سابقا "، إثر اندلاع موجة جديدة من العنف ضد مسلمي ولاية راخين، راح ضحيتها العشرات ما بين قتيل وجريح.
وتأتي التوترات الطائفية، كاختبار أول لحكومة الإصلاح المحلية، التي تولت مقاليد الأمور من الحكومة العسكرية في مارس ،2012 وتعهدت بتحقيق الوحدة في واحدة من أكثر دول آسيا تنوعا من الناحية العرقية.
وكانت النزاعات الطائفية الممنهجة ضد مسلمي ميانمار، قد تجددت مطلع الأسبوع الجاري في بلدة مونجداو بولاية راخين، ثم امتدت إلى العاصمة سيتوي والقرى المجاورة، قبل أن تتدخل الأمم المتحدة لسحب موظفيها من المنطقة، بعدما أعلنت الحكومة حالة الطوارئ، وفرضت حظر التجوال من المساء حتى الفجر.
وعادت التوترات من جديد فجر اليوم، مخلفة ما يقرب من 25 شخصا معظمهم من المسلمين، وإصابة العشرات بحروق وطعنات سكين، حتى إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، قد طالبت بضرورة ضبط النفس، وفتح تحقيقات بشفافية ونزاهة، حول أسباب التنازعات الطائفية بالبلاد، مشيرة إلى أن الوضع بولاية راخين، يؤكد الحاجة الماسة للاحترام المتبادل بين كل الجماعات العرقية، والدينية ولبذل جهود جادة لتحقيق المصالحة الوطنية
ويتوقع مراقبون أن تجبر الاضطرابات الحالية، الرئيس ثين شين ـ الذي يواجه إحدى أخطر الأزمات منذ تسلمه السلطة، وهو جنرال سابق ـ على التعامل مع قضية انتقدتها جماعات حقوق الإنسان طوال سنوات، وهي محنة آلاف من مسلمي أقلية الروهنجيا، الذين يعيشون بلا جنسية بامتداد حدود ميانمار مع بنغلاديش في ظروف صعبة، ويلقون معاملة سيئة من جانب الأغلبية البوذية هناك، حيث يطالب نشطاء الروهنجيا منذ فترة طويلة، بالاعتراف بهم في ميانمار كجماعة عرقية من السكان الأصليين، لها حقوق المواطنة الكاملة، لكن الحكومة تعتبرهم مهاجرين غير شرعيين من بنغلاديش ولا تمنحهم الجنسية، وترفض بنغلاديش هي الأخرى منحهم وضع اللاجئين منذ 1992.
ومن جانبه علق زاو هتاي، مدير مكتب الرئيس، أن أوامر رئاسية تقضي بحماية قرى راخين المسلمة، التي تتعرض للهجمات، ملمحا إلى ترتيبات لفرض حظر التجوال في بلدات أخرى مجاورة.
وبحسب رأي مصادر بالأمم المتحدة، فإن تلك الاضطرابات قد تقوض صورة الوحدة العرقية والاستقرار، التي ساهمت في إقناع الولايات المتحدة وأوروبا بتعليق عقوبات اقتصادية هذا العام، كانت تفرضها على البلاد، كما قد يضر حظر التجول بالسياحة والاستثمارات الأجنبية، وهي مكاسب جنتها البلاد، بعد نحو نصف قرن من الحكم العسكري.
الجدير بالذكر أن ميانمار تحوي عدة ديانات، ولكن أكثر سكانها يعتنقون البوذية بنسبة تزيد عن 70 %، وأقلية يعتنقون الإسلام حوالي 20 % ، يتمركز معظمهم في العاصمة رانجون، ومدينة ماندلاي وإقليم أراكان شمال على الحدود مع الهند.
المصدر : رسالة الإسلام