ها هو العام 2012 قد لملم أيامه وهم إلى المغادرة تاركا وراءه ما أثمرته تلك الأيام من أحداث ومناسبات ستكتب باسمه في سجل التاريخ البشري…
وها هو العام 2012 يرحل عنا بعدما دون شهادته علينا بما فيه من ايجابيات وسلبيات ربما… ستظهر آثارها في السنوات المقبلة على مختلف الأصعدة الحياتية…؟!
ولكن.. وبلا دنى شك… يظل المطلوب الأول منا جميعا.. هو الاعتبار والاتعاظ مما مر علينا عملا بقول الله تعالى {أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}…
فتعاقب السنوات على البشر ليس عبثا.. وإنما سلوك المسلم الحق دوما تجاهه أن يتدبر ما حدث.. في سبيل الإحسان فيما قد يحدث، فقد قال أبو الدرداء رضي الله عنه: (إنما أنت أيام كلَّما مضى منك يومٌ مضى بعضك)، كما ورد من أقوال الحسن رحمه الله (ما من يومٍ ينشق فجره، إلا نادى منادٍ من قبل الحق: يابن آدم! أنا خلقٌ جديد، وعلى عملك شهيد، فتزود فيّ بعملٍ صالح؛ فإني لا أعود إلى يوم القيامة..)..
وأمتنا بكل ما يجري على ساحتها اليوم بأشد الحاجة إلى التدبر والاتعاظ والاعتبار، فالفرقة بيننا قد ازدادت، والبعد بين أفرادها قد تضاعفت مساحته، والاختلاف فينا بات أصلا للأسف، حتى انعدمت كل مظاهر الأخوة واستبدلت بالأنانية والشخصنة..؟!؟
ولكن.. نردد بكل تفاؤل ويقين… قول الحق تبارك وتعالى {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ}…
وسنبقى نعمل بكل جهد وقوة في سبيل رفعة هذه الأمة والدفاع عن هذا الدين الحنيف.. أما لماذا..؟!؟
فلأن التفاؤل في شرعنا أصل… والعمل أصل.. والجهاد بمعناه الشامل أصل.. والتغيير نحو الأفضل أصل.. وكل ما عاداه من تشاؤم وإحباط وتقاعس زائف ولن يدوم..؟!؟
فهلا اعتبرنا من عام مضى …؟!؟
فيلم براءة المسلمين
{ لعل أشهر الاساءات التي عاني منها المسلمون في العالم كله خلال العام 2012 كانت فيلم (براءة المسلمين) الذي إعترف القبطي الاميركي المصري الاصل نيقولا باسيلي المقيم بولاية كاليفورنيا بأنه ساعد على إنتاجه بهدف إهانة مشاعر المسلمين، مؤكدا أنه كان المسؤول عن توفير الدعم المادي والتقني للفيلم المذكور بل زاد في كلامه أنه يعتقد أن الإسلام «ورم خبيث» وأن الفيلم كان مسخرا لتوجيه النقد الحاد لدين المسلمين.
وكان الفيلم المذكور قد أدى إلى الهجوم على السفارة الأمريكية في مصر والقنصلية الأمريكية في مدينة بنغازي الليبية والذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي في ليبيا كريس ستيفنز وثلاثة مواطنين أمريكيين أخرين، كما أوردت الأنباء أن القس تيري جونز صاحب السمعة السيئة بسبب حرقه للقرآن علنا وبمساعدة القبطي مصري الأصل موريس صادق قد قاما بالدعاية للفيلم وجذب المسلمين لمشاهدته.
غير أن موجة الغضب التي أحدثها الفيلم دفعت بالممثلين المشاركين فيه إلى التأكيد على عدم علمهم المسبق بأن الفيلم معاد للمسلمين، وبحسب كلامهم، فقد شرح لهم القائمون على العمل أنه يحكي عن تاريخ مصر القديمة. كما أكد الممثلون أنهم في أثناء التصوير كانوا ينطقون نصوصاً مختلفة، ولم يكن هناك أي حديث عن النبي #، إلا أنهم إكتشفوا أن الصوت تم إعادة دبلجته لاحقا بالإستوديو..
بورما الأبرز
{ أما مأساة مسلمي بورما فهي الأبرز هذا العام؛ وبرغم أنَّ الدولة التي تقع في قارة آسيا وعاشت ردحًا من الزمن تعانِي من انتهاكات حقوق الإنسان والحكم العسكري, شهدت مع بداية هذا العام تجربة ديمقراطية ناضجة إلى حدّ ما, إلا أنّها كانت منقوصة لأنَّ هذا التغيير والإصلاح لم يَطَل المسلمين بل إنَّ محنتهم اشتدت وزادت معاناتهم على المستوى الشعبي والرسمي.
ففي منتصف العام المنصرم تعرّض مسلمو بورما لحرب شاملة, وخاصة في ظل انشغال العالم العربي بالمستجدات والثورات على الساحة, انطلقت حملات إبادة َضد مسلمي الروهينجيا ببورما وتعرضوا إلى حالةٍ من الاضطهاد غير المسبوقة في تاريخ هذه البلاد، برغم أنَّ حملات الاضطهاد متواصلة ضدَّهم منذ عقود عديدة، لكنها تصاعدت بقوة حتى وصلت الحصيلة إلى عشرات الآلاف من القتلى والمشردين في صفوف المسلمين.
وأمام هذه المجازر والإبادات الجماعية, اكتفى بعض قادة العالم بالصمت, بينما لم يصدر حكام العالم الإسلامي سوى انتقادات واستنكارات، ولم تترجم هذه الانتقادات والاستنكارات في صورة مواقف واضحة على الأرض بسحب السفراء، أو توجيه انتقاداتٍ شديدة اللهجة إلى المذابح الدمويّة التي يتعرَّض لها المسلمون في بورما.
مسلمو أميركا
{ أما في أميركا فقد أكدت منظمة معنية بمراقبة الهجمات التي تستهدف المراكز الدينية إن سبعة مساجد إلى جانب مقبرة واحدة على الأقل تعرضت لاعتداءات مختلفة في الولايات المتحدة فقط خلال شهر رمضان الماضي، مشيرة إلى أن هذا الرقم يفوق بكثير الحوادث المماثلة التي وقعت خلال السنوات الماضية، مما يجعل العام 2112 من أكثر السنوات هجوما على المسلمين في أميركا.
وقال إبراهيم هوبر، الناطق باسم «مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية» الذي يتولى الترويج للحقوق المدنية وقضايا المسلمين بأميركا: «ما يحصل غير مسبوق على مستوى انتشاره، لم يتعرض المسلمون في أميركا لمثل هذه الهجمات منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر وهجمات أوكلاهوما التي اعتقد الناس آنذاك أن المسلمين يتحملون مسؤوليتها.»
كما يذكر أن السلطات الأميركية ألقت أكثر من مرة القبض على أشخاص كثر بتهمة نية الهجوم على المسلمين، أبرزهم شخص يدعى ديفيد كونراد واتهمته بإطلاق النار من مسدس يطلق الكرات الصغيرة في مسجد خلال وجود 500 شخص في داخله، وكذلك في شيكاغو حيث أبلغ مصلون في مدرسة إسلامية عن سماع صوت قوي خلال صلاتهم، ليتضح أن أحدهم أعد قنبلة منزلية الصنع من مادة الأسيد، أما في ولاية تينيسي الأمريكية، افتتح المسلمون مسجدا لهم بعد عامين من الاحتجاجات التي قادها سكان الحي، رفضاً لوجوده قرب منازلهم، وقد كلف المشرفون على المسجد من يقوم بحراسة المصلين بسبب التوتر السائد.
وعلق هوبر على هذه الأحداث بالقول إن هناك توصيات للمسلمين بالتزام الحذر، كما جرى توزيع إصدارات تشرح الطريقة الأفضل للتفاعل مع القضايا الطارئة وكذلك أصول المراقبة والإبلاغ عن الأخطار ووضع كاميرات مراقبة، وتابع هوبر قائلاً إن هناك مجموعات تقوم بتعزيز قوتها منذ سنوات بنية «مقاتلة المسلمين».
مسلمو ألمانيا
{ أما في ألمانيا فقد كان خبر تدريس التربية الإسلامية في المدارس الألمانية أبرز أخبار المسلمين للعام 2012، حيث قررت ألمانيا تدريس مادة التربية الدينية الإسلامية بوصفها مادة دراسية رئيسة ابتداء من عام 2012 في جميع المدارس التي يوجد بها طلاب مسلمون.
وأعلن وزير التعليم لولاية «سكسونيا الجنوبية» الألمانية بارند ألثوسمان القيام بتنظيم مشروع تجريبي لتدريس مادة التربية الدينية الإسلامية في 42 مدرسة ابتدائية، يرتادها ألفا طالب مسلم في الولاية، مؤكداً أنهم سيبدأون في تدريس هذه المادة في مدارس ذات مستوى أعلى في حالة عثورهم على عددٍ كافٍ من المدرسين.. وأوضح إلى أنه ينبغي للاتحادات الإسلامية أن تتفهم، وأن تتبع المناهج الدراسية الشروط المنصوص عليها في القوانين.
تمنع من منصب العمدة
ببلجيكا بسبب الحجاب.؟!؟
أما في بلجيكا فقد أثارت خلال العام 2012 النائبة البلجيكية ماهنير أزدمير، جدلاً كبيرا بعد دخولها معركة انتخابات البلدية في العاصمة بروكسل، حيث طالبتها أحزاب بلجيكية بنزع حجابها كشرط لتصبح نائبة عمدة، وعلى الرغم من أن أزدمير التي تنحدر من أصول تركية، نجحت في دخول البرلمان دون أن تنزع الحجاب، فإنها تواجه حملة عنيفة هذه المرة.
ويقول معارضون لها ان النائبة لديها الحق في ارتداء ما تشاء في البرلمان، لأنها تمثل شريحة من المجتمع، أما إذا أرادت أن تتقلد منصبا تنفيذيا فيتعين عليها، حسب هؤلاء، أن تتخلى عن زيها الإسلامي، لأنها تمثل جميع سكان المدينة التي يوجد فيها مسلمون وغير مسلمين.
من جهتها، قالت أزدمير إنها لا تطمح إلى منصب وإنما تفضل التركيز على العمل التشريعي حتى انتهاء سنوات خدمتها في البرلمان، والمسألة ليست واردة لديها حاليا، لأنها ترى أن نزع الحجاب من أجل منصب تنفيذي يعتبر قاعدة مؤسفة، وأكدت: «الأمر فيه تمييز، ولكني لست متفاجئة، ففي مجتمعنا الحالي هناك الكثير من النساء، حتى اللواتي حصلن على شهادات، لم يحصلن على عمل بسبب الخمار».
هذا وكانت المحكمة الدستورية في بلجيكا قد رفضت طلبًا بإلغاء أو تعليق العمل بقانون منع النقاب، الذي بدأ تطبيقه في البلاد، وقضت المحكمة بقانونية الاستمرار في تطبيق القانون في مختلف أنحاء البلاد، بدعوى أن نص القانون لا يتعارض مع الحريات الأساسية في البلاد، معلنة «رد الطعن الذي قدمته سيدتان ترتديان النقاب، طالبتا بتعليق القانون أو إلغائه، وذلك لعدم توافر أسس قانونية متينة تبرر الطلب»، حسب مصدر قضائي.
توسعة المنطقة المحيطة
بالحرم المكي 10 أضعاف
{ أما بالنسبة للأعمال المفرحة والمبشرة فقد كان أبرزها خلال العام المنصرم ما أعلن عنه الأمين العام لهيئة تطوير منطقة مكة المكرمة الدكتور سامي برهمين أنه سيتم توسعة المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف 10 أضعاف مساحتها الحالية، داعيا أهالي مكة المكرمة وزوارها إلى تحمل عناء تلك المشروعات حتى يتحقق حلم أن تكون مكة المكرمة أجمل مدن العالم.
كما أوضح أن قطار مكة المكرمة الذي أقره مجلس الوزراء السعودي ستتم المباشرة في تنفيذه قبل نهاية العام 1434هـ وسيخدم مكة المكرمة والمدينة المنورة ، حيث سينقل المصلين والزوار والحجاج والمعتمرين من جهات المدينة الـ 4 إلى الحرم المكي الشريف، وسيتم بعد موسم الحج مباشرة إعداد الدراسات التفصيلية للمشروع وكذلك الدراسات التنفيذية.
وقدّر تكلفة المشروعات التي نفذتها مؤسسات الدولة خلال العامين الماضيين بأكثر من 160 مليار ريال منها توسعة الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين للمسجد الحرام ومشروع اعمار مكة المكرمة، ومشروع قطار مكة المكرمة، إلى جانب مشروعات نزع الملكيات.
أول صلاة في مسجد بئر السبع منذ 64 عاما؟!
{ ومن الأحداث البارزة أيضا خلال العام 2012 قرار لجنة «التوجيه العليا لعرب النقب» السماح بالصلاة في ساحة مسجد بئر السبع الكبير، للمرة الأولى منذ نحو 64 عاما، وقد أطلقت اللجنة على صلاة الجمعة التي أقيمت بالمسجد اسم «جمعة تحرير مسجد بئر السبع»، حيث لم يتم الصلاة فيه منذ قيام الكيان الصهيوني، عام 1948.
وقال الشيخ يوسف أبو جامع، ممثل الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني في لجنة التوجيه العليا :»هذه الخطوة استمرار لخطوات بدأنا بها منذ زمن من أجل تحرير مسجد بئر السبع الكبير، وطالبنا برسالة رسمية من بلدية بئر السبع بإخراج كل المجسمات من داخل المسجد وإعطائنا الفرصة لافتتاحه والصلاة فيه بشكل يومي».
وحول حصولهم على رخصة من سلطات الاحتلال للصلاة بالمسجد، قال «نحن في الحركة الإسلامية لا نؤمن برخص من أجل الصلاة، نحن نصلي في مساجدنا بشكل عادي، وكل الاعتبارات واردة، فمن الممكن أن ترفض الشرطة ومن الممكن أن تعطي فرصة».
أشهر الفتاوى
{ أما في ميدان الفتاوى، فقد حفلت 2012 بكم كبير من الفتاوى التي أثارت جدلا واسعا بين صفوف المسلمين، ومن أشهرها فتوى الشيخ مرجان الجوهري القيادي المصري بالحركة السلفية الجهادية، والتي تسببت في حالة من الهلع في الشارع المصري والجدل بين علماء الدين بعد أن أفتى بإباحة هدم الأهرامات وأبو الهول معتبرًا أنهما أصنام كفرية تتعارض مع تطبيق الشريعة الإسلامية مشيراً إلى أن دعوى التوحيد لا تقبل وجود صنم يُعبد أو لا يُعبد.
خاصة بعد أن أكد في فتواه أنه شارك في تفجير التمثال بوذا في أفغانستان المصنوع نحتاً من الحجر الأسود في أحد الجبال وقد حاولت حركة طالبان تدميره بالدبابات دون أن تفلح فاستند الملا عُمر إلى طريقة عسكرية لتفجيره بالمتفجرات من أسفل.
كما أصدر مرجان فتوى أخرى وصف خلالها العاملين بالسياحة بأنهم دعاة للفسق والدعارة، موجها دعوة إليهم بضرورة ترك العمل بالسياحة معتبرا أن دخلهم من السياحة حرام شرعا وأن أنشطة السياحة إغضاب لله».
تحريم سجود لاعبي كرة القدم
{ أما عضو الجمعية الفقهية السعودية الدكتور صالح بن مقبل العصيمي فقد أدلى بفتوى تحرم جواز سجود اللاعبين في الملاعب بعد إحرازهم الأهداف معتبرا ذلك إساءة للإسلام، وقال «يجب أن نسأل أنفسنا أولاً: هل تسجيل الهدف نعمة يشكر الله عليها أم لا؟ إذا كان نعمة فيجب على من يقول بهذا أن يجيز وأن يدعو في صلاة الجمعة وغيرها بأن يجلب النصر والفوز، ثانياً: هل سجود الشكر وسيلة دعوية؟ وبظني أنها مجرد حركات لا تقدم أي معلومة إلى مَن يراك من غير المسلمين، ومن الممكن إذا سجد لاعب في أحد الدوريات الأوروبية ستعتبرها جماهير فريقه تحيـة منه لهم، في حين أن جماهير المنافس سيعتقدون أنها حركة لاستفزازهم من قبل هذا اللاعب المسلم ويشوّه صورة الدين الإسلامي في الخارج.
تحريم الفسيخ
{ وفي فتوى قريبة قوبلت برفض شعبي وجدل بين العلماء في مصر… أفتى مجموعة من الدعاة بتحريم أكل «الفسيخ» ووصفوه بالأكل «القذر» و»النتن», وهو أكلة شعبية قديمة مكونة من سمك يتم تعريضه للشمس وتمليحه.
وقد وافق الشيخ يوسف البدري هذه الفتوى ووصفه بأنه طعام «نتن» يخرج منه القبح، وأكد ضرره علي الصحة، وأشار إلى أن الجمعية الشرعية أصدرت كتابا منذ 100 عام تحت عنوان «الفسيخ في عين من أكل الفسيخ»، ونقل الكتاب ما يؤكد تحريم تناوله من كتب الفقه،
وأضاف «الفسيخ لا ينطبق عليه حكم «ميتة البحر الحلال» التي تموت سريعا دون أن تفسد وتتعفن مثل الفسيخ، فهو يرهق ميزانية الأسرة ويلوث الجو والحدائق».
ودعم رأيه رئيس جامعة الأزهر السابق الدكتور عبدالفتاح الشيخ والذي قال إن تناول الفسيخ عادة يصعب إلغاؤها، وإن حرمته نسبية، ومن الممكن أن يشتري مواطن من دكان جيد، ولا يصاب بشيء ويمكن أن يشتري آخر من دكان غير نظيف ويصاب بالتسمم.
تحريم تهنئة البابا المصري بمنصبه
{ وكذلك أصدر عدد من الدعاة فتوى حرموا فيها تهنئة البابا المصري الجديد بمنصبه أو مشاركة الأقباط بالتهنئة، معتبرين الأمر مخالفا للإسلام ومن يفعله آثم ..
وقد وصف علي الجفري الداعية الإسلامى هذا الأمر بـ»منتهى التخلف»، حيث قال الجفري عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر «التهنئة من البر، ومن المؤسف في أثر تخلّف مستوى الصوت المرتفع للخطاب الإسلامي المعاصر أن نصل الى الحاجة لإثبات صحة تصرف أخلاقي»، ذاكرا الآية الكريمة: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}.
وأكد فى تهنئته للأقباط بفوز تواضروس بالمنصب البابوى أن المسيحيين «إخوته فى الانسانية»، قائلا: «أهنئ إخوتي المسيحيين الأقباط في مصر والعالم على تولي الأنبا تواضروس كرسي بابوية الكنيسة المرقسية الأرثوذكسية»، وتابع: «لمن سأل نعم المسيحيون إخوتي في الإنسانية {وإلى عاد أخاهم هودا} وأحبهم حبا إنسانيا من محبتي لله الذي خلقهم وأخالفهم في المعتقد».
شخصيات رحلت
حمل العام 2012 لنا أسماء عدد من الشخصيات والعلماء والدعاة الذين رحلوا عن هذه الدنيا بعد أن تركوا لأمته أعمالا كثيرة تستفيد منها .
أشهرهم الشيخ عبد الرحيم الشعراوي نجل إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوي، الذي توفي عن عمر يناهز 73 عاما ودفن بقرية «دقادوس» بمحافظة الدقهلية في مصر.
وكان الراحل قد عنى بالمحافظة على تراث والده وجمعه، إلى جانب مواصلته لأعمال البر وتوليه العديد من الجمعيات والمبرات الخيرية التي أسسها الشعراوي، كما عرف بحضوره الدائم وكشفه للكثير من جوانب حياة ومسيرة والده.
هذا ويذكر أن للراحل دوراً كبيراً في استمرار بث وإذاعة دروس الشيخ الشعراوي ـ الذي يعد أحد أبرز دعاة القرن الماضي ـ والتي تحظى بقبول عارم وسط صفوف جماهير المسلمين في كثير من أقطار العالم .
أول أمين لمجمع الفقه الإسلامي
{ وكذلك رحل في العام 2012 أول أمين عام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي مفتي تونس سماحة الشيخ الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة، عن عمر ناهز الـ90 عاما، حيث وصف بيان النعي ابن الخوجة بأنه كان واحدا من علماء الأمة الإسلامية الذين بذلوا حياتهم في سبيل خدمة الدعوة ونشر علوم الشريعة وقيادة مؤسساتها، ذاكرا أن الراحل شغل منصب أمين عام المجمع بعد أن ترك منصبه مفتيا لتونس خلال الفترة من عام 1985-2008م قدم فيها للإسلام والمسلمين الكثير.
الداعية فرحات المنجي
{ وأيضا توفى خلال العام 2012 الشيخ فرحات المنجى مستشار شيخ الأزهر السابق، عن عمر يناهز الثمانين عاما، وقد شارك الشيخ فرحات رحمه الله في جميع القنوات الأرضية والفضائية تقريبا وذلك إما في ندوات أو أحاديث أو برامج الفتاوى، كما نشط رحمه الله في مجال الدعوة إلى الله، فسافر إلى العديد من دول العالم، ومن أهمها: هولندا- ألمانيا – فرنسا – إيطاليا – النرويج – أسبانيا – بلجيكا – الولايات المتحدة – سوريا وغيرها .
وقد ترك الشيخ فرحات مؤلفات وأبحاثاً عديدة، منها سلسلة (إلى الذين أساءوا فهم الإسلام)، وكتاب (الويل والثبور لمن سب الرسول)، وله بحث كان له دوي هائل عن السيدة فاطمة الزهراء والسيدة مريم العذراء.
القارئ محمد شبيب
{ أما الشيخ محمد شبيب أول قارئ مصرى يتلو القرآن الكريم بالمسجد الأقصى فقد توفى يوم 3 نيسان 2012 عن عمر يناهز 79 عاماً بعد رحلة طويلة فى رحاب القرآن الكريم؛ حيث وافته المنية فى منزله بقرية دنديط مركز ميت غمر محافظة الدقهلية.
ويذكر أن سعادته كانت لا توصف عندما تلا قرآن الجمعة اليتيمة بالمسجد الأقصى بين ما يقرب من نصف مليون فلسطينى بتقدمهم الرئيس ياسر عرفات وقرأ نفس التلاوة التى قرأها فى سرادق عابدين يوم العبور عام 1973 من سورة آل عمران، وظل يكرر قول الله تعالى {إن ينصركم الله فلا غالب لكم}، أكثر من عشرين مرة بناء على رغبتهم وبعد انتهاء الرحلة كرّمه الرئيس عرفات بمنحه شهادة تقدير ونيشان السلطة الفلسطينية تقديراً لدوره كأول قارئ يتلو القرآن بالمسجد الأقصى بعد العودة.
عبد المعطي بيومي
{ وأيضا شهد العام المنصرم رحيل الداعية الإسلامي د.عبدالمعطي بيومي عن عمر يناهز 72 عاماً بعد صراع مع سرطان الكبد، ورغم شدة المرض إلاّ أن الراحل ظل يشارك في العمل حتى أنفاسه الأخيرة.
والدكتور عبدالمعطي بيومي عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر بدأ حياته محرراً صحافيّاً، حيث عمل فور تخرجه في صحيفة الوعي الإسلامي الكويتية، قبل أن يعمل كمدرس بجامعة الأزهر، ولكنه رغم الانخراط في التعليم الجامعي لم يترك هوايته المحببة لنفسه، وهي مهنة صاحبة الجلالة حيث استمر في العمل الصحفي حتى حصل على عضوية نقابة الصحفيين المصريين؛ ممّا أهّله لتولّي منصب رئيس تحرير مجلة منبر الإسلام المصرية، والمعروف في مصر أن تولّي منصب رئيس التحرير لا يُتاح إلاّ لأعضاء نقابة الصحفيين المصريين.
المصدر/ اللواء