وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
رفض رئيس مجلس الروهنغيا “هلا كياو” فكرة توطين لاجئي أراكان في بنغلادش، مطالباً بعودة آمنة لهم إلى أراضيهم غربي ميانمار.
جاء ذلك في حديث مع الأناضول، طالب فيه كذلك بمحاكمة جنرالات ميانمار المتورطين في عمليات التطهير العرقي، قبل تفريغ مناطقهم من المسلمين.
وقال رئيس مجلس الروهنغيا إن المسلمين، الذين لم يتمكنوا من الخروج بعد، يتعرضون للتهديد والاضطهاد، الذي يندى له الجبين، فضلًا عن الاعتقال التعسفي.
وأشار كياو إلى أن جيش ميانمار يستهدف الشباب والمثقفين من مسلمي أراكان، ويعمل، بالاشتراك مع البوذيين المتطرفين، على تفريغ أراكان من جميع المسلمين، ما يدفعهم للعيش في “خوف مستمر”.
وشدد كياو على ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه مسلمي أراكان وأن يقدم الجنرالات المسؤولين عن الانتهاكات إلى العدالة.
وتابع القول: “إن الصمت تجاه الانتهاكات وعدم تقديم الجنرالات المسؤولين عنها إلى العدالة، سوف يدفع حكومة ميانمار نحو المزيد من الأعذار لتفريغ الأرض ممن تبقى من المسلمين، وعلى المجتمع الدولي ضمان عودة آمنة ومشرفة للمسلمين إلى أراضيهم”.
وحول وجود خطة لحكومة بنغلادش تتضمن توطين مسلمي الروهنغيا في جزيرة “ثينغار شار”، قال كياو إن “هذه ليست خطوة جيدة، أعتقد أن حكومة بنغلادش لن تقوم بذلك؛ لأن الجزيرة المذكورة لا تقدم بيئة مناسبة للحياة البشرية”.
من جهته، شدد المدير العام لاتحاد الروهنغيا، وقار الدين، على ضرورة عودة المسلمين إلى أراضيهم، حتى لو أحرقت بيوتهم ودمّرت قراهم.
كما طالب وقار الدين، حكومة ميانمار، بالسماح لموظفي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وغيرها من الهيئات الدولية والمنظمات الأممية والإنسانية، بدخول إقليم أراكان وتحديد أصحاب الأرض، لخطوة أولى لتأسيس مناطق آمنة للمدنيين.
ويكافح مسلمو الروهنغيا على طرفي الحدود بين ميانمار وبنغلادش من أجل البقاء على قيد الحياة، بالتزامن مع استمرار الاعتداءات التي يشنها جيش ميانمار والمتطرفين البوذيين.
وأقدم جيش ميانمار على التنكيل بالأقلية المسلمة في إقليم أراكان وتهجيرهم وإحراق قراهم، متذرّعًا بهجوم استهدف مركزًا للشرطة في مدينة منغدو، 25 آب/ أغسطس الماضي.
ووجد مسلمو أراكان أنفسهم مجبرين على الفرار نحو بنغلادش لإنقاذ أرواحهم، وذلك عبر الهروب باتجاه المناطق الجبلية وعبور نهر “ناف” أو القيام برحلة محفوفة بالمخاطر عبر الغابات والوديان، يتخللها ركوب البحر.
وأعلنت الأمم المتحدة ارتفاع عدد لاجئي الروهنغيا، الفارين إلى بنغلادش جراء العنف في ميانمار، إلى أكثر من 604 آلاف لاجئ، منذ أغسطس/ آب الماضي، مشيرة أن عشرات الآلاف من المدنيين يواصلون اللجوء.
كما رصدت انتهاكات جسيمة لجيش ميانمار والبوذيين المتطرفين، الذين يعمدون على إحراق مسلمي أراكان وهم أحياء، فيما رصدت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان في صور ملتقطة من الأقمار الصناعية، إحراق وتدمير أكثر من 300 قرية للروهنغيا.
وأعلن وزير خارجية بنغلادش حسن محمود علي، مقتل ما لا يقل عن 3 آلاف مسلم في إقليم أراكان منذ 10 سبتمبر/ أيلول الماضي، مشيرًا إلى عدم إمكانية تحديد عدد المدنيين الذين قتلوا بسبب حظر حكومة ميانمار دخول الصحفيين والعاملين في المنظمات المدنية والدولية إلى المنطقة.
ويصل اللاجئون من مسلمي أراكان إلى الحدود مع بنغلادش بعد رحلة عصيبة محفوفة بالمخاطر، وقد أنهكهم الجوع والمرض بسبب شربهم لمياه ملوثة.
ويزداد الوضع سوءًا في المخيمات، التي لا تتوفر فيها إمكانيات كافية أصلًا، والتي أقيمت على عجالة بمدينة كوكس بازار في بنغلادش، مع كل يوم يزداد فيه أعداد اللاجئين الجدد القادمين إليها للنجاة بحياتهم.