وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
ما بين غرق وحرق وإعدام، يعاني أطفال مسلمي الروهنغيا أوضاعاً مأساوية ومستقبلا مظلما ومشاهد كارثية محفورة بأذهانهم لن ينسوها وستحولهم مع مرور الوقت إلى قنابل موقوتة ستنفجر في وجه من كان سببا فيما وصلوا إليه، الأطفال الفارون من بطش البوذيين والجيش الميانماري بحسب إحصائيات يمثلون نحو 60% من الناجين من التطهير العرقي الممنهج بحق الروهنغيا، وأثناء عمليات الفرار تعرض الكثير من الأطفال إلى عمليات إعدام حقيقية ما بين حرق على أيدى الجيش الميانماري وغرق بنهر الناف أثناء محاولة الهروب إلى حدود بنغلادش.
الأطفال يعيشون ظروفًا كارثية
كما تعرض الكثير من الأطفال إلى صدمات نفسية عاشوها نتيجة قتل أمهاتهم وابائهم أمام أعينهم بدم بارد ، ويعيش الأطفال ظروفا كارثية ما بين نقص للمواد الغذائية، خاصة الألبان والدواء، وسط انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة الظروف القاسية والأماكن غير الآدمية التي يقطنون بها.
يجلس الأطفال على مفارق الطرق وبين مخيمات دولة بنغلادش، على الحدود مع ميانمار، يكسو الحزن وجوههم، بعد أن فقدوا أبسط حقوقهم للعيش مثل أقرانهم من الأطفال، فكتب عليهم أن يعيشوا طفولة بائسة دون لعب أو تعليم ، وعلى الرغم من محاولة بعض المنظمات العالمية المعنية بالطفل تقديم أوجه المساعدات لهم إلا أن الظروف الصعبة المحيطة بهم تصعب من مهمة التواصل معهم .
ورغم الظروف القاسية إلا أن أطفال الروهنغيا وبعد رؤية مشاهد الدماء والحرق يحاولون أن يتغلبوا على ما شاهدوه ويعيشون طفولتهم البريئة حيث يحرصون على اللعب واللهو رغم قسوة الظروف.
نقص الغذاء والدواء
ويعيش مسلمي الروهنغيا أوضاعاً مأساوية نتيجة نقص الغذاء والدواء، إضافة إلى الظروف الصعبة التي يعيشونها بمخيمات لا تتوفر بها أبسط الأدوات التي تساعدهم على العيش، فما كان منهم إلا أن يتوجهون بالدعاء باكين راجين الله يساعدهم وينصرهم .
وكانت منظمة يونيسيف التابعة للأمم المتحدة، حذرت من أن البيانات الأولية عن نتائج تقييم التغذية الذي أجري في مخيم كاتوبالونغ للاجئين في كوكس بازار ببنغلادش، تشير إلى انتشار سوء التغذية الحاد الشديد والمهدد للحياة بين أطفال الروهنغيا، بنسبة تصل إلى 7.5% وأن هذا المعدل يصل على الأقل إلى ضعف ما كان عليه المعدل في مايو الماضي.
الأطفال يحفظون القرآن
ويتمتع أطفال الروهنغيا بقدرة كبيرة على الاستيعاب وذلك نتيجة توافد عدد كبير من الجنسيات والثقافات وتقديم المساعدات لهم، حيث يحاولون تعليمهم بعضاً من عاداتهم وبعض الكلمات الترحيبية، فيما تعمد أعضاء الوفد الأزهري الذي كان في زيارة للمخيمات تعليم بعض الكلمات العربية للأطفال وقراءة القرآن وعقد مسابقات لهم في الأحاديث النبوية.
وقام الطالب شريف سيد الحائز على المركز الثاني بمسابقة تحدي القراءة ،والذي كان ضمن وفد الأزهر بتعليم الأطفال حديث أركان الإسلام وأخذ الطلاب يرددون خلفه وسط فرحة تكسو الوجوه، كما قام بتلقينهم بعض السور من القرآن الكريم.