وكالة أنباء أراكان (ANA) | متابعات
أطفال صغار ذبحوا أمام والديهم، فتيات ونساء اغتصبن جماعيا فيما عذب وقتل أفراد أسرهن، وقرى أحرقت عن آخرها. هذه بعض الشهادات الصادمة التي استمع إليها الأمين العام للأمم المتحدة مباشرة من الشهود والناجين الروهنغيا عندما زارهم في منطقة كوكس بازار في بنغلادش.
في مقال نشر بصحيفة واشنطن بوست الأميركية، قال أنطونيو غوتيريش إنه لم يكن هناك ما يجعله مستعدا لسماع تلك الشهادات من اللاجئين الروهنغيا الذين غادروا ديارهم بولاية أراكان في ميانمار فرارا من أعمال القتل والعنف واسعة النطاق.
انهار رجل في البكاء أمام غوتيريش، وهو يصف له كيف قـُتل ابنه البكر رميا بالرصاص أمام عينيه. والدة هذا الرجل قتلت بوحشية وأحرق منزلها. وقال غوتيريش إن الرجل اختبأ في مسجد، إلا أن الجنود عثروا عليه وعذبوه وأحرقوا نسخة من المصحف الشريف.
وفي مقاله قال غوتيريش إن “ضحايا ما وصف عن حق بالتطهير العرقي لأقلية الروهنغيا، ومعظمها من المسلمين، يواجهون معاناة لا يمكن إلا أن تثير غضب أو ألم من يزورهم”.
وأضاف أن تجاربهم المروعة تتحدى القدرة على الاستيعاب، ولكن تلك التجارب هي واقع نحو مليون لاجئ روهنغي.
وذكر أمين عام الأمم المتحدة أن الروهنغيا عانوا من الاضطهاد، وحرموا من أبسط حقوق الإنسان بدءا من حق الجنسية، من بلدهم ميانمار.
وأضاف غوتيريش أن الانتهاكات الممنهجة لحقوق الإنسان من قبل قوات الأمن في ميانمار على مدى العام المنصرم صممت لبث الرعب بين السكان الروهنغيا، وتركهم أمام خيار مروع وهو إما البقاء مع الخوف من الموت، أو ترك كل شيء للبقاء على قيد الحياة.
وبعد رحلة صعبة إلى بر السلامة، يحاول اللاجئون الروهنغيا الآن التكيف مع الظروف الصعبة في مقاطعة كوكس بازار في بنغلادش، والتي نجمت عن أسرع أزمات اللاجئين نموا في العالم.
وقال أمين عام الأمم المتحدة إن “بنغلادش دولة نامية تتعرض لضغوط تفوق طاقة مواردها، وفيما تغلق دولٌ أكبر وأغنى حول العالم أبوابها أمام الوافدين، فتح شعب وحكومة بنغلادش الحدود والقلوب أمام الروهنغيا”.
ووفق الأمين العام يظهر تراحم وسخاء الشعب البنغلادشي أفضل ما في الإنسانية، بما أنقذ آلاف الأرواح. ولكن الاستجابة لهذه الأزمة يجب أن تكون دولية كما قال.
وذكر غوتيريش أن الأزمة لن تحل بين ليلة وضحاها، ولكنه شدد على ضرورة عدم السماح باستمرار هذا الوضع إلى الأبد.
وأكد أهمية أن توفر ميانمار الظروف الملائمة لعودة اللاجئين بكامل حقوقهم والتعهد بأن يعيشوا بسلام وكرامة. ويتطلب ذلك، كما قال غوتيريش، استثمارات ضخمة ليس فقط في مجال إعادة البناء والتنمية لكل المجتمعات في واحدة من أفقر المناطق في ميانمار، ولكن أيضا في مجالي المصالحة واحترام حقوق الإنسان.
وبدون معالجة الأسباب الجذرية للعنف في ولاية أراكان، بشكل شامل، سيواصل البؤس والكراهية تغذية الصراع كما قال غوتيريش الذي شدد على ضرورة ألا يتحول الروهنغيا إلى ضحايا منسيين.
واختتم غوتيريش مقاله بالقول “يجب أن نستجيب لمناشدات الروهنغيا من خلال العمل.”