وكالة أنباء أراكان | متابعات
في ثنايا قرية صغيرة بدولة «ميانمار» المدعوّة بـ «ميانمار»، وفي منأى عن العالم الخارجي، يعيش 2000 مواطن من مسلمي الروهنغيا، كانوا الحطام المتبقي من حروب لا تهدأ، رفضوا الرحيل عن وطنهم واختاروا أن يعيشوا سجناءً داخل الحدود، محرم عليهم الانتقال خارجها، وممنوع عليهم أن يمارسوا كافة طقوسهم الدينية وعلى رأسها الصلاة.
هلّ علينا عيد الفطر، قبل أيام حاملًا السعادة والبهجة للدول الإسلامية، لكنه اختص بنمط آخر، يشوبه الألم والحزن بتلك البقعة التي تدعى «كايين تان».
يعيش مسلمو هذه القرية في معزل عن دولتهم، يقضون عيد الفطر معًا في صمت ويؤدون صلاتهم في سرية تامة.
«الدستور» حاورت مجموعة من سكان القرية، لتعرف كيف يقضون عيد الفطر، وكيف تمضي حياتهم هناك، «جهانكير ألوم».
أحد السكان، قال: «نحتفل بالعيد في قريتنا مع العائلة، حيث نذهب إلى المحلات لنتناول وجبة أو نشرب عصير ثم نعود إلى منازلنا، يوجد حديقة واحدة خارج القرية، لكننا لا نستطيع الذهاب إليها بسبب نقاط التفتيش».
«لوريفرا» نوع من الأطعمة التي يعدها مسلمو «ميانمار» لاستقبال عيد الفطر، وهي عادة مشتركة بينهم هناك: «تتكون من أرز مطحون ونأكلها مع لحوم الكاري».
درس «جهانكير» علم الحيوان، وكان يرغب في الالتحاق بجامعة سيتوي، لكنه لم يستطيع: «غير مسموح لنا بتلقي تعليمنا الجامعي بسبب التقييد والتمييز العنصري والاضطهاد الذي يعاني منه المسلمون، الحكومة تنكر وطنيتنا، وليس لنا علاج في المستشفيات ولا حق في التعليم ولا أو التنقل من مدينة لأخرى داخل ميانمار، وممنوع علينا السفر خارج دولتنا لأنهم لا يمنحونا جواز سفر، ليس لدينا أي هوية دولية وبمجرد أن نولد ونكبر يأخذون بطاقة الهوية الوطنية منا».
ينحصر عمل سكان القرية في المنظمات غير الحكومية، وفي بعض المحلات التجارية، ويضيف الشاب العشريني: « نحن لا نحلم لأن كافة حقوقنا مسلوبة، أحيانا تعاملنا الحكومة وكأننا رؤساء لهم عندما يحتاجون مساعدتنا، فيختلقون أخبارًا مزيفة ويعرضونها للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وأحيانا يعاملونا وكأننا عبيد، والكلمة الوحيدة التي ينادونا بها أننا إرهابيين».
تلتقط منه أطرف الحديث «راتيفار» 35 عام، قائلة: «نتمنى أن يصبح مجتمعنا من أفضل المجتمعات المزدهرة والآمنة والمتطورة، التعليم مفتاح النجاح وحكومة ميانمار منعتنا من التعليم الجامعي، نتعلم لمدة 4 سنوات فقط، نحن في حاجة إلى فرصة لنكتشف ونطور أنفسنا، حلمنا الوحيد أن نحتفل بيوم استقلال ولو مرة واحدة في حياتنا، نحلم بالحرية والسلام مثل باقي الدول».
تحتوى قرية «كايين تان» 12 مسجدًا، لكن المسلمون لا يستطيعون تأدية كافة الصلوات بهم دائمًا، نظرًا للمضايقات الأمنية، ومنذ عام 2012 وقد مُنعت المكبرات الصوتية من المساجد فلم يعد أحدًا منهم يسمع صوت الآذان.