ترجمة: سعيد كريديه
إنه لأمر مهم لبنغلاديش أن تركز على تسلل الراخين (الموغ) الذين يقترفون العديد من الجرائم بشكل دائم بما في ذلك تهريب أقراص يابا المخدرة .
و الراخين (الموغ) الذين يقيمون في مدينة كوكس بازار الذين يبلغ عددهم حوالي 2700 نسمة هم طبقة اجتماعية تشبه مجتمع الروهنجيا في أراكان الذين هاجروا من أراكان في عهد الاستعمار البريطاني إلى بنغلاديش ، والذين منحوا دستورياً في سنة 1990م كامل المواطنة البنغلادشية.
ويتواجد اليوم أكثر من 200,000 من عرقية الراخين (الموغ) في بنغلاديش ويتسللون إلى ميانمار من دون أي ضبط من الحكومة بحجة الاعتراف بهم منذ عام 1990م وما بعده .
فهم يحملون الجنسية البنغلاديشية والميانمارية ، ويتمتعون بالامتيازات من كلا الجانبين – أراكان و شيتاغونغ – ولا أحد يتابع أو يراقب تحركاتهم ونشاطاتهم ، ويتحركون بحرية ويعملون في بنغلادش كلها كما يعملون في وطنهم .
ووفقا لتقارير خلال فترة دولة باكستان الشرقية وبعد الاضطهاد الشديد الذي مارسته الحكومة البورمية لجأ ما يقارب 400,00 من الروهينغا إلى باتوخالي و باريسال و رانغور و ديناسبور و مغول هات و بوتييا و كوكس بازار و كاغراتشاري في شيتاغونغ .
ولم تتم إعادة هؤلاء اللاجئين، ولم تهتم بهم حكومة بنغلاديش أبداً، بل بقي الروهينغا المسلمون غير معترف بهم من قبل البلدين و نُعِتوا بعديمي الجنسية و لم يتم تسجيلهم كمواطنين من قبل الحكومتين .
ويعتبر المراقبون أن الحظ لم يحالف الروهينغا فلو كانوا يعتنقون غير الإسلام لكانت مشكلتهم اليوم أقل ألماً ومعاناة، ولو كان الروهنغيا من الطائفة البوذية الراخين (الموغ) لاهتم بهم على الأقل رئيسا وزراء بنغلاديش و بورما ولو لمرة واحدة ، و استفسرا كيف يمضوا وقتهم في المخيمات كبشر .
ويتمركز الحزب المسلح للراخين (الموغ) والمدعو حزب تحرير أراكان ( ALP ) في الهضبة التي تقع جنوب غرب بنغلاديش على الحدود مع بورما وذلك منذ 50 عاما.
وقد وقع هذا الحزب اتفاقاً لوقف إطلاق النار مع الحكومة البورمية الإصلاحية عام 2011م ، وشارك في إدارة الحكومة الاتحادية لولاية راكين التي كانت في معظم الأوقات السبب في إبادة المسلمين في أراكان بتهمة كونهم بنغاليين، بينما تقول بنغلادش إنهم (بورميون).
فالضعف يدفع القوي إلى العدوان، وأصبح الروهينغا هدفاً للتعدي عليهم بسبب ضعفهم وبما أن بورما تستفيد من موقف بنغلادش من الروهينغا اضطر هؤلاء إلى ترك وطنهم بشكل جماعي .
وبحجة الأمن والنزاع الطائفي، تقوم سلطة ولاية راكين بشكل مستمر بالاعتداء بلا هوادة على الروهنغيا وطردهم إلى خارج الوطن حيث تم إغلاق أكثر من 2400 مسجد و 950 مدرسة دينية حتى اليوم، مما جعلهم في نهاية المطاف ينزحون إلى بنغلاديش .
وأفادت تقارير أنه يعبر كل يوم ما بين 40 إلى 50 شخصاً إلى بنغلاديش عبر الطرقات السرية .
ومنذ أن حصلت أكبر إبادة جماعية في عام 2012م ، كان النزوح أعلى بكثير من أي وقت مضى، وكانت الصلاة في المساجد محظورة ، وأقفلت المساجد والمدارس الدينية فلجأ أكثر من 300,000 من الروهنغيا إلى المخيمات ، وتعرض البعض للاعتقالات و التعذيب ، وفقدوا مقومات الحياة ومنعوا من الانتقال و الحركة حتى من قرية إلى قرية، وحرموا من التعليم والعمل بحجة أسباب أمنية.
وكانت الطريقة الوحيدة لبقائهم على قيد الحياة هي ترك الوطن بشكل ضروري .
وقد رتبت السلطات في أراكان زوارق خشبية وسمحت للروهنغيا بالخروج من البلد أو دفعتهم للنزوح إلى بنغلاديش.
حتى في التعداد الوطني تم استبعاد الروهينغا بحجة أنهم مهاجرون غير شرعيين من بنغلاديش حسب قانون المواطنة لعام 1982م و 1982م .