بقلم: محمد عبدالعليم داود
وكالة أنباء أراكان ANA | الوفد
المذابح البشعة التي يتعرض لها مسلمو ميانمار منذ سنوات وحتى الآن، لا يمكن أن تكون مرت بالعالم منذ الخليقة وحتى الآن... وهذا لا يمحو صفحات المذابح ضد المسلمين التي سطرها التاريخ من الماضي البعيد وحتى الآن... صمت العالم وتجاهله للمذابح، يؤكد أن سياسة القوة والشر هي التي تدير الأمم المتحدة أعلي قمة هرم المنظمات الدولية... رجال وعلماء الدين وغيرهم أصابهم الخرس وتركوا تعاليم الأديان والقيم الروحية والأخلاقية... كتاب العالم وحقوقيوه وساسته وأحزابه ومنظماته ومجتمعاته لا يعنيهم الأمر من قريب ولا من بعيد... أكثر من مليار ونصف المليار مسلم في العالم لم يتحركوا خطوة واحدة تجاه أكبر جريمة يتعرض لها أبناء دينهم... حكام العرب والمسلمون ممن ينتمون إلى الأيديولوجيات الدينية أو المدنية أو العسكرية تركوا الأمر فهو لا يعنيهم حتى وإن نصت دساتير بلادهم على أنهم جزء من الأمة الإسلامية أصبحوا والعدم سواء... كل هذا يؤكد أن تجرد بشرية العالم من إنسانيتها لم يصل من قبل إلى ما وصل إليه الآن من تدنٍ، ويؤكد العجز الذي وصل إليه المسلمون وحكامهم في تصعيد قضية ميانمار عالمياً والوقوف خلفها في المحافل الدولية، لإجبار العالم علي التحرك تجاه أجرم المذابح التي تجري في حق الإنسانية.
سبعة ملايين يهودي في العالم أجبروا العالم علي الخضوع لابتزاز البشرية في قضية محارق اليهود على يد النازي رغم نفي البعض لها، لكن مذابح مسلمي ميانمار تجري ليلاً ونهاراً أمام العالم بمختلف أعراقه وألوانه وعقائده دون أدني تحرك.
اليهود الذين أجبروا العالم على تنفيذ مطالبهم؛ بل وأجبروا حكام العالم عندما يقومون بزيارة إسرائيل على الالتزام بطقوس دينهم وذرف الدموع أمام مزاعمهم جعل العالم يعمل لهم ألف حساب وحساب. مأساة العالم الإسلامي الحقيقية تتمثل في وجود بعض جماعات تبنت أفكاراً تسيء للإسلام وتصوره على غير حقيقته، وبين حكام لا يعلمون قيمة الدول التي يحكمونها ولا يعطون أهمية لدين بلادهم، وربما يكون ذلك إرضاء للغرب أو من قبيل الترفع والعياذ بالله، وهذا هو الفرق بيننا وبين اليهود، فلا يوجد يهودي يقوم بإرهاب أو تفجيرات ضد الشعب اليهودي، أو أن يخجل حكام اليهود بقيمة وأهمية عقائدهم، بل وإجبار حكام العالم علي الالتزام بطقوس عقائدهم، المطلوب اليوم أن يقوم العلماء بواجبهم تجاه هذه القضية حتى لا نعلن انتهاء زمنهم ووفاة آخرهم، الكتّاب عليهم دور في التركيز على التأكيد أن جينات الإنسانية مازالت تجري في دمائهم، مؤتمر الدول الإسلامية عليه أن يشرح للعالم الإسلامي هو يمثل من بالضبط، على الأحزاب أن يكون لها موقف وتفعل دورها بالنسبة لبشاعة الجريمة بين شبابها وأعضائها، على الدول الإسلامية طرد سفراء ميانمار من بلادها وقطع العلاقات معها، يجب أن يتم كل هذا انتصاراً للإنسانية، يجب أن تستيقظ سفارات الدول الإسلامية والعربية من سباتها وأن تصعد هذه القضية احتراماً للإنسانية وشعوبها والحكومات التي تمثلها، أتمنى أن أشاهد ملصقات في كل حي وشارع وميدان توضح إلى أي حد وصلت بشاعة ووحشية المذابح لمسلمي ميانمار، أتمنى أن يتحرك العالم المتحضر قبل أن تشتعل المذابح العرقية والعقائدية في دول العالم، وأثق أن العالم لن يتحرك قبل أن يتحرك حكام وعلماء وكتاب وأحزاب وصحافة وساسة ومنظمات دول العالم الإسلامي، وفي القلب منها مصر وأزهرها بعدما تجردت البشرية من إنسانيتها في قضية مذابح الشعب المسلم في ميانمار... نعم من قلب ميانمار... أعلنت وفاة الإنسانية.