بقلم/ نازك يوسف العاقب
وكالة أنباء أراكان ANA | المشاهير
الروهنغيا تلك الأقلية المسلمة المستضعفة في الأرض الذين (يلاقون) يومياً ويلات العذاب بكل أصنافه من التميز وغيره.. هذه المرة نوع العذاب مختلف حيث إنهم منعوا من أداء فريضة الحج، وهذا ماوصلني على بريدي الإلكتروني يحكي عن مدى عذابهم فيقولون:
تواصل حكومة ميانمار سياسات التمييز والفصل العنصري ضد أقلية الروهنغيا في البلاد، حتى بعد انتقال السلطة للنظام الديمقراطي، حيث تمنع الإجراءات والسياسات التي تنتهجها الحكومة الروهنغيين من السفر لأداء مناسك الحج والعمرة منذ عدة عقود، وبهذه الإجراءات حرمت ميانمار أكثر من مليون ونصف روهنغي مسلم من أداء هذا الركن من أركان الإسلام، على اعتبار أن الروهنغيا دخلاء وليسوا مواطنين أصليين في البلاد - على حد زعمهم - وقد شكَّل القرار العسكري الذي اتخذته حكومة ميانمار السابقة عام 1982م قراراً مفصلياً ومهماً في القضية، حين اعتبر الروهنغيا عرقية غير أصلية في البلاد، ونزعت بموجب هذا القرار المواطنة من جميع الروهنغيين، وفي هذا الصدد تقول السيدة مريم خاتون (45 عاماً) من ولاية أراكان: نحن نعيش في ولاية أراكان في وضع مأساوي للغاية، حيث نعيش عزلة شاملة عن العالم الإسلامي وكأننا في سجن كبير، حيث حرمتنا السلطات الميانمارية من الوثائق الرسمية منذ أن نزعت مواطنتنا وصرنا لا نستطيع السفر للحج، ولا نستطيع الانتقال من منطقة إلى أخرى، مشيرة إلى أن السلطات الميانمارية تمنعنا أيضاً من التكسب والتجمع لأداء الصلوات وتضايقنا في كل ذلك، ونحن ننتظر اليوم الذي تعاد فيه حقوقنا المسلوبة، ونستطيع تحقيق حلمنا لأداء مناسك الحج.. ويضيف السيد نعيم الله صديق (62 عاماً ):لقد انتظرنا طويلاً ونحن نتمنى اليوم الذي نستطيع أن نشارك فيه المسلمين لأداء فريضة الحج، وفي كل عام نبكي حزناً على ما نعيشه من ظروف فرضتها علينا حكومة ميانمار وأملنا في الله كبير.
ومثل هؤلاء الروهنغيين في ميانمار يحلم مئات الآلاف من اللاجئين الروهنغيين في كل من ماليزيا وإندونيسيا وبنغلاديش وتايلاند والهند وغيرها بأداء فريضة الحج، ولكنهم يقفون عاجزين أمام صخرة الوثائق الثبوتية اللازمة للسفر، حيث يعيش غالبيتهم في هذه الدول دون وثائق رسمية تتيح لهم السفر والتنقل، وهؤلاء ممن فروا من سياسات التطهير العرقي والإبادة التي تمارس ضدهم في ميانمار .
الجدير بالذكر أنه ورغم انتقال السلطة إلى النظام الديمقراطي في ميانمار إلا أن ملف الروهنغيا لا زال مغلقاً بسبب تعنت السلطات وإصرارها على المواقف السابقة، التي كانت الحكومة العسكرية قد فرضتها وسارت عليها بحق أقلية الروهنجيا، ولم تظهر في الأفق حتى اللحظة أية بوادر انفراج لهذه الأزمة العالمية.