بقلم: حمدي شفيق
وكالة أنباء أراكان ANA | الأمة
أكتب هذه السطور إبراءً لذمتي أمام الله -تعالى- وأستغفره وأتوب إليه إن اقتصرت على الكتابة، فما أنا إلا فرد أعزل لا أملك إلا نفسي وقلمي.. وكذلك أكتب لإقامة الحجة على حكام المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لعلهم يفيقون أو يحدث لهم كلامنا ذكرا!.
إن عشرة ملايين مسلم في إقليم أراكان الذي احتلته ميانمار البوذية يتعرضون الآن لإبادة جماعية إجرامية وسط تعتيم دولي مريب؟!.. استشهد حتى الآن وجرح ألوف واضطر مئات الألوف إلى الهروب إلى دول آسيوية مجاورة والبقية تأتي!.
وليست هذه هي الحرب الأولى ضد الموحدين في ميانمار ولن تكون الأخيرة، فلن يهدأ لعبدة الأوثان هناك بال حتى يطردوا كل المسلمين من ديارهم، وتخلوا لهم أراكان المسلمة.
وبالطبع لم نسمع صوتا للأمم المتحدة ضدنا ولا لمنظمات حقوق الإنسان الغربية الخبيثة التي تقيم الدنيا ولا تقعدها لو كان المتهم عربيا أو مسلما، أو كان الضحايا ممن تجرى في عروقهم الدماء الزرقاء من الأوروبيين أو الأمريكان، أما والضحايا من المسلمين فأمر ليس بذي بال!.
ولكن لماذا نلوم الآخرين إذا كان أكثر من مليار وسبعمائة مليون مسلم في مشارق الأرض ومغاربها لم يفعلوا شيئا يذكر لإنقاذ هؤلاء المسلمين المعذبين في الأرض من بطش عبدة الأوثان في ميانمار؟!
والله الذي لا إله إلا هو لو دفع كل مسلم دولارا واحدا فقط لشراء أسلحة يدافع بها مسلمو أراكان عن أنفسهم لتغير ميزان القوى هناك ثلاثمائة وستين درجة، ولركع الكفرة الفجرة تحت أقدام الأشقاء هناك طلبا للعفو والمغفرة!.
ولو زأرت جموع المتظاهرين أمام سفارات تلك الدويلة المهينة المسماة بورما ثم طردنا سائر سفرائهم من الدول العربية والإسلامية، مع سحب السفراء المسلمين من هناك، فسوف يوقف الجيش البوذي البربري المذابح هناك فورا.
وأضعف الإيمان هو تأديب تلك الدويلة اقتصاديا بمقاطعة كافة منتجاتها ووقف تصدير منتجاتنا إليها وخاصة النفط.
لو بصق كل مسلم بصقة واحدة على ميانمار لذابت وتلاشت وتم محوها من خريطة العالم، لكن تفرقنا وتشتتنا وتكالبنا على حطام الحياة الفاني هو الذي جعلنا كغثاء السيل-تماما كما أخبر الحديث الشريف- لا ينتفع بنا صديق و لا يهابنا عدو!.
وأخشى أن يكون حالي في هذا النداء كما وصف الشاعر الحكيم القديم:
قد أسمعت لو ناديت حيّا *** ولكن لا حياة لمن تنادى!.