بقلم د. إلياس سيد عالم عبدالكريم*
وكالة أنباء أراكان ANA | خاص
من رحم المعاناة يولد الصبر ومن المحن تظهر المنح ومن الشدائد المدلهمة يظهر الرجال المخلصون.. عانت أمتنا الروهنغية شتى الخطوب وشهدت أهوالا عظيمة وعاشت كوارث فظيعة قلَّ أن يعيشها بشر ومنذ أن وصل التجار العرب بالدين الإسلامي الحنيف إلى شواطئ أراكان في عهد الخليفة هارون الرشيد عام ١٧٢هـ.
تشير بعض الأبحاث العلمية إلى أن الإسلام قد وصل في عهد الخليفة الوليد بن عبدالملك أوائل التسعينات الهجرية، ومع بزوغ فجر الإسلام في تلك الربوع تشكلت أمة مسلمة تدعى الروهنغيا، ولاحقا تكونت مملكة إسلامية منذ عام ١٤٣٠م واستمرت إلى عام ١٧٨٤م عندما أطاح بها الملك البوذي بودا باي وبدأت أمتنا الروهنغية تعاني الظلم والقهر جراء الاحتلال، وشهدت أيام الاحتلال الإنجليزي مذبحة مروعة عام ١٩٤٢م راح ضحيتها حوالي ( ١٠٠٠٠٠ ) مئة ألف قتيل.
ومنذ استقلال بورما عام ١٩٤٨م والتي تعرف الآن باسم ( جمهورية ميانمار ) شهدت مذابح متكررة وتهجيرا قسريا واضطهادا لا مثيل له بما في ذلك الحرمان من الجنسية والرعوية عام ١٩٨٢م حتى وصفتهم الأمم المتحدة بأنهم الشعب الأكثر اضطهادا في العالم وقد قام بعض النشطاء من الروهنغيين بحركات للمقاومة بما فيها المقاومة المسلحة والتي انتهت تقريبا في أواخر التسعينات الميلادية بسبب الفرقة واختلاف الكلمة وبعض الخيانات للأسف الشديد.
وفي عام ٢٠١١م قامت منظمة التعاون الإسلامي OIC بمحاولة لجمع كلمة الروهنغيين بتأسيس اتحاد روهنغيا أراكان ARU وجمعت فيها ٢٥ منظمة ليكون الاتحاد الجديد هو الممثل الشرعي للقضية الروهنغية ولاحقا في عام ٢٠١٣م تم توسيع الاتحاد ليشمل ٦١ منظمة روهنغية للدفاع عن القضية واستعادة الحقوق .
وفي يونيو من عام ٢٠١٢م قام الموغ بمذبحة جديدة وذلك بقتل ١٠ من الدعاة المسالمين فاندلعت أعمال عنف شديدة فأحرق البوذيون قرى كاملة وبيوتا في داخلها أصحابها، وهنا قيض الله للقضية الروهنغية بعض شباب الجالية الروهنغية في المملكة العربية السعودية للقيام بنصرة القضية من خلال المسار الإعلامي والحقوقي ثم أسسوا وبالتعاون مع ARU المركز الروهنجي العالمي G R C أواخر عام ٢٠١٢م، وبدأ عهد جديد لنصرة القضية الروهنغية واستعادة الحقوق المسلوبة حيث اعترفت جميع الدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي O I C باتحاد روهنجيا أراكان A R U ولكن للأسف دبت الخلافات بين قيادات العمل الروهنغي فأثر بشكل سلبي كبير على القضية حتى أن المساعدات التي خصصها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عام ١٤٣٥هج لم يستطع الروهنغيون الاستفادة منها.
ومع اختلاف الآراء والتوجهات وتوجيه الاتهامات المتبادلة بين قيادات الروهنغيين فقدت القضية الروهنغية الكثير من الدعم والمساندة وساد العمل الفردي بدلا من الجماعي المتحد.
ورغم علم القيادات الروهنغية بأهمية توحيد الصفوف والعمل الجماعي المشترك لاستعادة الحقوق الشرعية المسلوبة من الروهنغيين إلا أن حظوظ النفس لدى بعضهم أدى إلى عدم لم الشمل.
أقول لإخواني قادة الروهنغيين في العالم: اتركوا خلافاتكم وراء ظهوركم وأقبلوا بقلوب نقية ونوايا صادقة للالتفات حول اتحادكم بكل قوة فقد أصبحت الفرصة مواتية مع تعاطف دول العالم الحر ومعها منظمات حقوق الإنسان فأخذت قضيتنا زخما قويا على الصعيد العالمي؛ لذا فإنني أدعو من خلال هذه المقالة، فلم يفت الأوان بعد ..فيمكنكم تدارك ما فاتكم في قابل الأيام إذا تعاليتم فوق خلافاتكم ووقفتم صفا واحدا ضد البوذيين والموغ وسينصركم الله إن رأى منكم صدقا والله الهادي إلى سواء السبيل.
*عضو المجلس التنسيقي الإقليمي R C C باتحاد روهنجيا أراكان ARU