بقلم: الأب رفيق جريش
وكالة أنباء أراكان ANA | متابعات
رحلة قداسة البابا فرنسيس الأسيوية إلى ميانمار وبنغلادش من أهم رحلات قداسة البابا . فالبلد الأول ذو أغلبية بوذية والثانية ذو أغلبية إسلامية وفي الأولى اضطهد الجيش الأقلية المسلمة المسماة بالروهنغيا فنزحوا الأغلبية إلى البلد المجاورة وهي بنغلادش لتتشكل من جديد مأساة إنسانية طاحنة .
وقد اختار قداسة البابا فرنسيس أن يكون في وسط تلك الأحداث كفاعل سلام رغم أن الكاثوليك في البلدين أقلية الأقلية ، وقد هاجم البعض قداسة البابا لأنه في ميانمار لم يذكر الروهنغيا بالاسم ولذا كشف للصحفيين في الطائرة في طريق العودة إلى روما وكما هي عادته أن يلتقي بهم ، أن لقاءه بالروهنغيا كان من شروط رحلته إلى ميانمار وبنغلادش وأضاف " كنت أعلم أنني سألتقي بهم ولكن لم أعرف أين ومتى "، وتطرّق إلى اجتماعه في دكا مع لاجئين من الروهنغيا، قائلًا: "بكيت، وحاولت أن أخفي ذلك.
هم بكوا أيضًا". وقال: "لا يمكنني أن أغادر من دون أن أقول كلمة لهم". وخاطبهم قائلًا: "مأساتكم قاسية جدًا وكبيرة جدًا، لكن لها مكانة في قلوبنا. أطلب منكم المغفرة نيابة عن الذين أساؤوا إليكم، خصوصًا وسط لامبالاة العالم". وتابع: "ما قدمته بنغلادش لهم شيء هائل، ومثال على الترحيب".
اعتبر البابا فرنسيس أن تجنّبه استخدام كلمة "الروهنغيا " في ميانمار مكّنه من إيصال رسالته إلى القيادتين، المدنية والعسكرية، في البلاد.
واستخدم البابا تعبير الروهنغيا للمرة الأولى في بنغلادش، بعدما حذره رئيس أساقفة يانغون من أن الأمر قد يثير رد فعل عنيفًا ضد المسيحيين والأقليات الأخرى. ولا تعترف ميانمار التي تقطنها غالبية من البوذيين، بالروهنغيا بوصفهم مجموعة عرقية، لكن بصفتهم مهاجرين غير شرعيين من بنغلادش.
وقال البابا: " بالنسبة إليّ، الأمر الأكثر أهمية هو أن تصل الرسالة، محاولة أن تقول أشياء خطوة واحدة والاستماع للردود. وفي العلن وصفت الأوضاع والحقوق وقلت بوجوب الامتناع عن استبعاد أحد من "الحق" في المواطنة، من أجل السماح لنفسي للذهاب أبعد من ذلك في الاجتماعات الخاصة. كانوا يعلمون مسبقًا بما كنت أفكر".
وأعلن البابا أنه " راض جدًا " عن لقاءاته في ميانمار، مؤكدًا أنه كان صارمًا مع قادتها العسكريين في الاجتماعات الخاصة، في شأن الحاجة إلى احترام حقوق الروهنغيا. وكان البابا التقى هؤلاء القادة الإثنين الماضي، بعد وقت وجيز على وصوله إلى يانغون، أكبر مدن البلاد. وكان مقررًا أن يُعقد الاجتماع الخميس، لكن الجيش طلب في اللحظات الأخيرة تقديم موعده، فالتقى قادته البابا قبل القادة المدنيين، عكس ما كان مخططًا.
المهم أن رسالة البابا وصلت وإنه " كمرسل " يشهد للحق ويتكلم بالحق ، ليس التصادم هو الحل ولكن الحوار الصريح والمحب في الآن ذاته .