منذ فترة وصور المآسي التي يتعرض لها اللاجئون المسلمون في مينمار تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بين الناس دون اعتبار من المؤسسات الاعلامية ومحطات التلفزة العربية والخليجية على وجه الخصوص لنقل هذه المعاناة وشرحها للعالم وان يبادر قادة الدول العربية المسلمة للسعي لوقف الابادة الجماعية لأقلية الراوهينغا المسلمة في بورما.
امام هذا الاهمال من قادة الدول الاسلامية لما يحدث لهذه الاقلية التي تتعرض للاضطهاد ومنذ سنوات وزاد عليها الامر سوءا في الاشهر الاخيرة لم نجد من يتحرك لهم سوى داوود اوغلو وزير الخارجية التركي الذي كان يرافق عقيلة رئيس الوزراء التركي امينة طيب اردوغان حيث زارا هؤلاء اللاجئين وقدما المساعدات لهم.
لكن ما اثار الناس من هذه الزيارة وزاد من استفزازهم داخليا وتعاطفا مع هذه المعاناة فبالاضافة للصور التي كان يشاهدها العالم كانت دموع امينة طيب اردوغان التي يبدو انها لم تتوقف وهي تذرف حزنا على حالة هؤلاء الناس ويبدو انها شاهدت من الذل والاهانة لهؤلاء الناس اكثر مما شاهدته في الصور التي كانت تعبر عن حالة من الدمار والقتل الجماعي الذي يتم دون وجود رحمة انسانية ودون تعاطف مع من يحملون ملتهم.
تركيا بدموع امينة تكسب ولم تكن على ما اعتقد عندما زارت هؤلاء المساكين وفي حساباتها الربح والخسارة بل كانت حسابات انسانية اولا وتعاطف مع اهل ملتها ثانيا فنحن في ديار المسلمين نتألم لأية معاناة انسانية فكيف اذا كان هناك اضطهاد لمن يقولون «لا اله الا الله محمد رسول الله» فكل المسلمين مسؤولون عنهم ويحاسبون عليهم وخاصة قادة الدول الاسلامية وبالاخص العربية.
اين هي الدول العربية عن ما يجري؟ وماذا قدمت؟ ولماذا تتأخر دائما ولا تنتصر؟ فعلى الاقل ان يكون لها موقف مثل موقف منظمات الدفاع عن حقوق الانسان التي تتهم القوات البورمية بارتكاب تجاوزات يندى لها الجبين، فأين هم قادة المسلمين؟ ألم يسأل لحال هؤلاء الا تركيا؟ وهل الاتراك لهم عواطف وغيرة تجاه دينهم وغيرهم لا تحركهم عواطفهم ان وجدت؟ رأينا الشهامة التركية في حصار غزة وكان هناك المتفرجون على القمع الاسرائيلي ولا يتحركون غيرة امام الدولة التركية التي احتلت بلادهم ويفاخرون انهم حرروا بلادهم منها فأي تحرير حصلتم عليه وانتم لا تغارون هل قتلت الغيرة فيكم بالاستعمار.
هناك الكثير من الدول العربية الغنية وهناك ملايين الجوعى في العالم الاسلامي ونحن نتفاخر بسيرة عمر بن عبدالعزيز وندافع عن عمر بن الخطاب اعلاميا ولا نقتدي بسيرهم.. وعندما نكنز المليارات ونحجبها عن فقراء المسلمين ومشرديهم.
مسلمو بورما بحاجة الى وقفة ونعتقد ان تركيا من خلال رئاستها لمنظمة المؤتمر الاسلامي ستشعر قادة المسلمين في مؤتمرهم الذي سيعقد في مكة المكرمة يوم غد الثلاثاء.
المصدر/ الدستور