أعلن مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية د. سليمان شمس الدين أن منظمة التعاون الإسلامي شكلت لجنة إنسانية واجتماعية برئاستها وعضوية الهيئة الخيرية ومنظمة "IHH" التركية والندوة العالمية للشباب الإسلامية والهلال الأحمر القطري وجمعية الهلال الأحمر الإندونيسي وهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية ومنظمة راف وجمعية قطر الخيرية والعون الإسلامي, لوضع خطة عمل للتعامل مع الاحتياجات الإنسانية والتنموية والتعامل مع جميع الشركاء الإنسانيين الدوليين بشأن الوضع الإنساني لمسلمي بورما.
وقال د.شمس الدين في تصريح صحافي عقب عودته إلى البلاد اثر حضوره اجتماعا تشاوريا بين منظمة التعاون الإسلامي والمنظمات غير الحكومية في كوالالمبور بشأن الوضع الإنساني لمسلمي بورما إن "اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة قررت عقد اجتماع تنسيقي عاجل لبحث جهود التنسيق وإغاثة المسلمين المنكوبين في بورما من جراء سياسة التطهير العرقي ضدهم, وضرورة التحرك في هذا الملف ضمن الإطار الإنساني, ودون التدخل في السياسة".
وأضاف د. شمس الدين إن منظمة التعاون الإسلامي أرسلت وفدا إسلاميا رفيعا برئاسة السفير عطاء المنان مساعد الأمين العام للمنظمة وعضوية ممثل الهيئة الخيرية وعضو مجلس إدارتها د.محمد صديق ورئيس الصليب الأحمر الإندونيسي نائب رئيس اندونيسيا السابق , وتوصل الوفد بعد مباحثات مع رئيس بورما إلى الاتفاق على تنفيذ برنامج اغاثي عن طريق منظمة التعاون الإسلامي, مشيرا إلى أن لقاء قريبا سيعقد في جدة للجمعيات والهيئات والمنظمات الخيرية العربية والإسلامية لتنسيق الجهود.
وحول الاجتماع التشاوري الذي عقد في ماليزيا, بين شمس الدين إن منظمة التعاون الإسلامي دعت لهذا الاجتماع التشاوري للمنظمات الإنسانية من مختلف الدول الأعضاء بالتعاون مع منظمة الرحمة, ماليزيا وحضره مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية, الأمم المتحدة, ومنظمات إنسانية دولية أخرى, مشيرا الى ان الاجتماع ركز على الوضع الإنساني الحالي الخطير في ولاية أراكان وبحثوا سبل وإمكانات مساعدة المتضررين, والصعوبات التي مروا بها وركزوا على تحدي توصيل المساعدات الإنسانية.
وأوضح أن الاجتماع أسفر عن نتائج ايجابية بمخاطبة الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية السفير عطاء المنان بخيت, ورئيس الهلال الأحمر الإندونيسي ونائب الرئيس السابق لجمهورية إندونيسيا ممثل اتحاد روهنجيا أراكان, للتواصل مع رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لمنظمة آسيا والباسفيك في الأمم المتحدة وبحث الجهود التي بذلتها حتى الآن وكالة الأمم المتحدة في ميانمار, مسلطاً الضوء على خطة الأمم المتحدة للتعامل مع الاحتياجات الأساسية للمتضررين وتحديات التنفيذ المحتملة.
وتابع د. شمس الدين إن الاجتماع أدان العنف العشوائي بين المجتمعات الذي اندلع في ميانمار والخسائر الفادحة في الأرواح وسبل العيش, ودعا المجتمع الدولي لدعم وحشد الجهود الدولية في ميانمار وفقاً للمبادئ الإنسانية للحياد وعدم الانحياز والاستقلال, كما دعا شعب ميانمار, بغض النظر عن الدين أو العرق, إلى ضبط النفس ووضع حدٍ للعنف الذي أدى إلى تشريد أكثر من 90 ألف نسمة حتى الآن, كما دعا جميع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى توجيه اهتمامها إلى الاضطرابات الاجتماعية التي طال أمدها والتي تنذر بالخطر في ميانمار.
وأضاف إن الاجتماع شدد أيضا على ضرورة دعوة مسؤولي ميانمار إلى توفير الحماية لجميع الناس في ميانمار دون تمييز وتأمين وصول الخدمات الأساسية, لجميع سكان البلاد, ومطالبة جميع البلدان المجاورة إبداء التضامن والتعاون مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية لتقديم الخدمات الأساسية للمتضررين في ميانمار.
وأشار مدير عام الهيئة إلى أن الاجتماع أوصى بإنشاء لجنة دائمة على مستوى منظمة التعاون الإسلامي لمعالجة الأزمة الحالية في ولاية أراكان على نحوٍ فعال, تتألف من الدول الأعضاء وممثلي المجتمع المدني على أن تنهض هذه اللجنة, سعيا إلى إنشاء صندوق خاص لإعادة إعمار وإعادة تأهيل ولاية أراكان برعاية المنظمة.
وذكر أن الاجتماع أوصى أيضا بضرورة تنظيم حملة إعلامية دولية في أجهزة الإعلام بما فيها الإعلام الاجتماعي, لتبادل المعلومات حول الأزمة الاجتماعية طويلة الأمد في ميانمار وما ترتب عليها من عواقب إنسانية على مجموعات الأقليات في هذا البلد.
المصدر/ السياسة