وكالة أنباء أراكان ANA: خاص
بقلم/ عبد الله عبد القادر
في مثل هذا اليوم 10 يونيو من عام 2012م شهد مسلمو بورما الذين يعرفون بأقلية الروهنجيا مذبحة عظيمة على أيدي البوذيين في ولاية أراكان غربي بورما.
مذبحة أكد من نجا منها أنه خيل إليه أن الساعة قامت حيث الناس كانت تجري من دون هدى وحولها البيوت تشتعل بالنيران والأدخنة تغطي المكان بينما البوذيون يجرون خلفهم بالسكاكين والسيوف حتى يقضوا على من تبقى منهم .
مشاهد الدماء كانت تغطي المكان وأجهزة الإعلام رصدت جزءا من المأساة التي سميت بمأساة القرن الواحد والعشرين .
حتى الأمم المتحدة التي ظلت صامتة عن هؤلاء الضحايا منذ بداية أزمتهم من منتصف القرن الماضي خرجت لتقول إنها أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم .
العاشر من يونيو تاريخ يتذكره الناجون منهم كل سنة بشيء من الوجل والذعر لما طبع في أذهانهم من المناظر الدموية ومناظر القتلى والدمار.
هذه الأزمة هي الأخيرة وقد سبقتها عشرات الحملات التي فر منها الكثيرون إلى دول مختلفة وكانت السعودية إحدى تلك الدول التي احتضنت مشرديهم في عهد الملك فيصل رحمه الله وآوتهم بوضع خاص كهاربين من دولة الكفر إلى دولة الإسلام .
اليوم يعيش ما يقارب 250 ألف منهم على أرض المملكة العربية السعودية وآخرون يفوقونهم عددا في بنغلاديش وباكستان وبعدد أقل في الهند والدول الآسيوية والأوربية .
ترجع قصة المعاناة إلى عام 1784م عندما غزا الملك البوذي “بودا بايا” مملكة أراكان وضمها إلى بورما لتبدأ مأساة الأقلية الروهنجية .
ثم في عام 1942م تعرضت أقلية الروهنجيا إلى مذبحة عظيمة قدِّر عدد الشهداء فيها إلى 100.000 شهيد إضافة إلى آلاف المشردين وتدمير أكثر من 400 قرية مسلمة .
وهكذا توالت الحملات المعادية لهم حتى جاء العاشر من يونيو 2012م فأرخى العدو زمام الإنسانية وأهدر دماءهم وسفك أرواحهم وسلب أموالهم .
لا أعلم شعبا على وجه البسيطة مثل الشعب الروهنجي فلا وطن يأوي إليه ولا صدر بلد يسند رأسه إليه حين تتقاسمه الهموم وتلفظه الحياة كأنما قدر أن يعيش مشردا طيلة بقائه على الدنيا .
لكن ثمة فجر في الأفق بدأ يلوح في الآونة الأخيرة بعدما شمر أبناء من هاجر منهم إلى السعودية عن سواعدهم ليستردوا حقوقهم ومعهم كل المناضلين الروهنجيين من شتى دول العالم .
فهل سيكتب الله لي عمرا أرى فيه موطن أجدادي وأصبح مواطنا أصيلا في بلدي لا تلاحقني فيه أوزار البشرية لأنني أجنبي… الله أعلم .