وكالة أنباء أراكان ANA: الأناضول
تستمر معاناة مسلمي الروهنجيا المقيمين في مخيمات بدائية غرب ميانمار، والذين يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة؛ حيث أعادت حادثة وفاة الطفل الوليد الذي فارق الحياة بعد ساعات من قدومه إليها في مخيم “دار بينغ”، مأساة مسلمي الروهينغيا إلى الظهور مجدداً.
وكالة الأسوشييتد برس أفادت في خبر لها أن وفاة أطفال الروهنجيا الذين يعيشون في مخيمات غرب ميانمار أصبح أمراً معتاداً، نتيجة الظروف القاسية التي يعيشونها.
وسرد جيران الأسرة التي فقدت طفلها بعد ولادته بأربع ساعات، أن والدة الطفل “سماسهو نهاد” البالغة من العمر 20 عاماً، ظلت تتلوى من الألم طيلة أربعة أيام قبل الولادة، مؤكدين أنه لا يمكن نقل النساء أثناء آلام المخاض إلى المستشفيات الحكومية دون إذن من السلطات، أو دونما دفع رشاوى، مبينين أن السيدة نهاد وزوجها الغارقين في الديون لا يملكون المال من أجل تقديم رشوة للسلطات الحكومية، كما أكد الجيران أن السيدة نهاد لم تتغذَّ طيلة فترة الحمل سوى على الخضروات والأرز.
تم تغسيل جسد الطفل الصغير بالماء الساخن، ولفه بالكفن، بينما قام والده محمد شفيق البالغ من العمر 25 عاماً بحفر قبر ابنه بيده، في حين لم تتمكن والدته من المشاركة في تشييع طفلها بسبب استمرار النزيف.
وتعكس الحياة في مخيمات أكواخ الخيزران الأثر الأكبر على النساء الحوامل، والأطفال المرضى، حيث كشف مقيمو المخيم من الروهنجيا أن سكان المخيمات أصبحوا محرومين من الخدمات الطبية، بعد أن قامت الحكومة بإخراج الأطباء التابعين لمنظمة أطباء بلا حدود من المخيمات.
كما أكدوا أن الهجمات التي نفذتها العصابات البوذية ضد بيوت ومكاتب موظفي المنظمة، واستهدافهم للعاملين في مجال الاغاثة، تسببت في تقليص العمليات الإغاثية إلى مسلمي الروهنجيا.
جدير بالذكر أن 60 مليون نسمة يعيشون في ميانمار، غالبيتهم من البوذيين، وكانت ميانمار انتقلت قبل 3 سنوات من الحكم العسكري إلى حكومة ديمقراطية، في حين تشهد منذ السنوات الثلاث الأخيرة نزاعات دينية وعرقية، راح ضحيتها الآلاف ، معظمهم من المسلمين، كما تم تهجير نحو 140 ألف شخص.
ويعيش مئات الآلاف من أقلية الروهنجيا المسلمة، التي تعتبرها الأمم المتحدة إحدى أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم، في شمال ولاية راخين، ولا يعترف بها النظام في ميانمار، ويطالب بطردها من البلاد .