وكالة أنباء أراكان ANA : ترجمة الوكالة
دعا ساسة من البوذيين والرهبان وقادة المجتمع المحلي في ولاية أراكان “بورما” إلى إنشاء ما أسموه “جيش الدفاع الوطني الأراكاني ” لحماية السكان البوذيين من المجتمعات المسلمة على حد زعمهم وذلك وفق ما نشرته صحيفة ايراوادي الميانمارية .
كان ذلك في المؤتمر الذي أقيم في بلدة كياكفيو بولاية أراكان “بورما” واستمر خمسة أيام تجمع فيه ممثلوا الفصائل، والعرقيات المختلفة في ولاية أراكان من غير المسلمين، وسط صراع طائفي بينهم، والبوذيين منذ عام 2012م، وحرضت فيه الأغلبية البوذية على العنف ضد الأقلية الروهنجية المسلمة .
وقال المتحدث باسم المؤتمر نيي نيي مونغ :” إن غالبية المشاركين أيدوا اقتراحا قدم من ممثل بلدة بوثيدونغ تون أونغ ثين بمطالبة الحكومة المركزية للسماح بإنشاء (جيش الدفاع الوطني الأراكاني) “.
وأضاف :” جاء هذا القرار انطلاقا من تحليلنا للوضع الراهن في منطقتنا وهو يمثل جميع الأراكانيين وعلى الحكومة أن تنظر بجدية في ذلك.”
وقد حضر المؤتمر رئيس مجلس نواب الاتحاد شوي مان ووزير مكتب الرئيس أونغ مين، الذي عادة ما يكلف بإجراء محادثات سلام مع الجماعات المسلحة العرقية .
وقال نيي نيي مونغ :” المشاركون الأراكانيون البوذيون راضون عن الإجراءات الأمنية الحالية، ولا سيما في بلدات شمال ولاية أراكان من بوثيدونغ ومنغدو حيث غالبية السكان هناك من المسلمين ” مشيرا بذلك إلى إجراءات القمع والتقييد .
وتشهد هذه المناطق نظرا عن غيرها، من البلدات المتضررة، من النزاع حول عاصمة الولاية أكياب (سيتوي)، وجودا أمنيا كثيفا من الشرطة المسلحة، والوحدات العسكرية، التي تفرض أيضا قواعد فصل المجتمعات البوذية، عن المجتمعات المسلمة .
وقد اتهمت منظمات حقوق الإنسان الدولية الجماعات القومية البوذية وسلطات الدولة بتنفيذ حملة من العنف المنظم ضد الروهنجيا من أجل تطهير عرقي للمجتمعات المسلمة بالإضافة إلى اتهامات طالت قوات الأمن بارتكاب مجموعة من انتهاكات حقوق الإنسان ضد المسلمين مع الإفلات من العقاب .
وقال تون أونغ ثين :” الآن نرغب في الحصول على وحدات مسلحة خاصة بنا من أجل حماية المجتمعات البوذية “.
وأضاف ” في بوثيدونغ ومنغدو، أفراد شعبنا قليل جدا ولذلك نحتاج لحماية أمنية حيث يواجه تهديدات كل يوم حتى وإن كان تواجدت الشرطة والجيش ” .
وواجهت العديد من المجموعات العرقية الأخرى في غرب بورما من قمع الجيش الحكومي الذي كانت تسيطر عليه عرقية بورمان خلال حكم المجلس العسكري وتشكلت مجموعات متمردة مسلحة خاصة من مئات المقاتلين في كاشين وكارين ومناطق المتمردين قرب ماي سوت .
وقال تون أونغ ثين :” يمكن لهذه الوحدات أن تشكل الأساس لجيش الدفاع المقترح ” وأضاف ” لدينا جيش أراكان [المتمردين] وهم مستعدون لخدمة شعبهم.”
وقال نيي نيي مونغ إن هذه المجموعات العرقية المسلحة كانت في محادثات مع الحكومة المركزية حول الحكم الذاتي السياسي من خلال إنشاء اتحاد فدرالي وترك دور الأمن لمقاتليهم مشيرا إلى أن هذا هو السبب في حاجة البوذيين لأن يكون الجيش من منطقتهم حتى يساعد في تخطيط مستقبلهم، لاسيما أثناء الصراع الحالي على حد قوله .
وقال أيضا إن المشاركين في المؤتمر يعتزمون بسط نفوذهم في لجنة التعاون في حالات الطوارئ (ECC) التي تتولى تنسيق عمليات الإغاثة في المنطقة وتضم كلا من مسؤولي الحكومة المركزية ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية غير الحكومية ، فضلا عن قادة المجتمع الأراكاني .
وصرح قائلا :” سنعمل مع الحكومة المركزية حتى تتاح لنا مراقبة جميع أعمال جماعات المعونة الإنسانية وجماعات الإغاثة التي لديها بعض المشاكل مع السكان المحليين ويجب أن يكون تحت سيطرة(ECC) “.
ويعارض العديد من البوذيين تقديم المساعدات الدولية إل الروهنجيا واتهموا الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بانحيازها إلى المسلمين بسبب عمليات المعونة للروهنجيا، الذين يعانون من نقص في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والتعليم .
وفي أواخر مارس، هاجم الغوغاء البوذيون مكاتب الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية في أكياب ( سيتوي) ونهبوا ما يقرب عشرين مبنى تابعا لهم ، ثم توقفت عمليات المعونة بشكل مؤقت.