وكالة أنباء أراكان ANA: متابعات
جذب انفتاح ميانمار الكثير من الاهتمام، ليس فقط من الدول الآسيوية المجاورة، بل أيضاً من تلك الدول في الغرب التي كانت تعتبرها دولة منبوذة فيما مضى. والأحداث الأخيرة، مع ذلك، تشير إلى أن شهر العسل مع الولايات المتحدة وأوروبا ربما يتراجع في مجال القضايا السياسية، فيما تبقى الصين وغيرها من الدول مستعدة للدخول، بشرط تحسين ظروف عمل الشركات. في مايو الماضي، قامت الولايات المتحدة بتمديد العقوبات الاقتصادية على ميانمار، بدلاً من تخفيف القيود، كما أمل البعض. وأخيراً، أثارت صدامات دينية في ماندالاي ليس فقط حظر تجول في ثاني أكبر مدن ميانمار، بل مخاوف أوسع نطاقاً بشأن صراع بين الغالبية البوذية والأقلية المسلمة في البلاد.
وهذه الصدامات طرحت المزيد من الأسئلة حول الاستقرار السياسي والمخاطر التي تهدد الأعمال.
وفي حالة أميركا، فإن قرار تمديد العقوبات كان قد أثارته السياسة الداخلية. وقد أشارت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى التقدم الذي أحرزته ميانمار على الجبهة السياسية، وهذا شمل الإفراج عن أكثر من 1100 سجين سياسي، وخطوات نحو وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني مع الأقليات العرقية المسلحة، والمزيد من حرية التعبير للأشخاص والصحافة. لكن وسط مخاوف بشأن تشريعات محلية، فإن الإدارة كانت غير مستعدة للدفع نحو المزيد.
وبالنسبة لرجال الأعمال الذين ينظرون في استثمارات على نطاق كبير، فإن استمرار العقوبات يعني عدم اليقين على المدى الطويل. وفي ردها على القرار الأميركي، قالت حكومة ميانمار إن هذا سيكون له تأثير محدود. والرئيس الصيني شي جينبينغ رد من خلال إعادة طمأنة جاره بأن بكين تبقى ملتزمة بسياسة عدم التدخل في شؤون ميانمار الداخلية. والصين ليست وحدها في تعميق العلاقات مع ميانمار، فهناك شركات من اليابان وكوريا الجنوبية والهند وأعضاء من رابطة دول جنوب شرق آسيا. لقد خطت القيادة في ميانمار خطوة جريئة نحو الانفتاح ومد اليد إلى الولايات المتحدة وأوروبا، والحقيقة تكمن مع ذلك في أن إصلاح ميانمار ليس مشروعاً يجري في ليلة واحدة، والتوقعات يجب أن تخفف مع رؤية على المدى الطويل.