وكالة أنباء أراكان ANA: | ذي ديلي ستار
بينما سُلطت الأضواء على محنة الروهنجيا في عام 2012م، شاركت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في هذه القضية لفترة طويلة جدا.
ما هو دور المفوضية في التعامل مع الروهنجيا المقيمين في بنغلاديش؟
ستينا ليونغدل : على مدى العقود الماضية كان هناك تحرك من الروهنجيا نحو بنجلاديش حيث وصلوا إلى هذا البلد في موجات .
طلبت حكومة بنغلاديش من المفوضية مساعدتهم عامي 1991م-1992م عندما وصل ما يقارب 250000 لاجئ إلى بنغلاديش.
كانت هناك إعادة ضخمة إلى ميانمار في عام 1992م واستمرت هذه التحركات حتى عام 2005م فقط.
في الوقت الحاضر ، هناك حوالي 31000 روهنجي مقيم في مخيمين اللاجئين ، منها نحو 25000 مسجلين حاليا مع حكومة بنغلاديش. فالمفوضية وحكومة بنغلاديش هما في عملية إجراء تحقق مشتركة بهدف إنشاء قاعدة بيانات مشتركة .
وتعمل المفوضية جنبا إلى جنب مع الحكومة في تزويد اللاجئين بالغذاء والمأوى والتعليم والرعاية الصحية الأولية .
ذي ديلي ستار : بالنسبة للمفوضية ، ما هو تعريف اللاجئ و هل كل الروهنجيا في بنغلادش يطبق عليهم هذا التعريف ؟
ستينا ليونغدل : اللاجئ هو الشخص الذي يهرب من بلده / بلدها نتيجة لخوف يبرره مثل التعرض للاضطهاد على أساس العرق أو الدين أو الجنسية أو الانتماء لفئات اجتماعية أو لرأي سياسي .
وقد انتقل الناس عبر الحدود لعدة قرون ، و سيواصلون فعل ذلك . لا أستطيع أن أدلي ببيان حول ما يجعل جميع الناس يقومون بهذا التحرك.
ومع ذلك ، نظرا إلى تعميم تقارير حقوق الإنسان عن الوضع الحالي للروهنجيا في ميانمار، يمكن للمرء أن يفترض الآن أن العديد منهم قد يكون له خوف مبرر من التعرض للاضطهاد في حال عودتهم إلى ميانمار .
بنغلاديش ليست من الدول الموقعة على اتفاقية عام 1951م المتعلقة بوضع اللاجئين ( CRSR ) و تشير إلى الروهنجيا غير المسجلين لديها باسم ” مواطني ميانمار من دون وثائق .”
ميانمار لا تعترف بهم كمواطنين ، وتشير إليهم بأنهم بنغاليون .
إن من سوء حظ الروهنجيا هو أنهم عديمو الجنسية. إنهم في حاجة ماسة للحصول على مكان ليطلقوا عليه اسم الوطن .
ذي ديلي ستار : ما هي أكبر التحديات التي تواجه المفوضية في بنغلاديش؟
ستينا ليونغدل : “في الماضي حصل 25000 لاجئ مسجل على حصص غذائية من برنامج الأغذية العالمي مع اللاجئين غير المسجلين ، مما أدى إلى سوء التغذية بالمقارنة مع مستويات سوء التغذية في جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا .
هذا التحدي على وشك أن يحل من خلال عملية التحقق المشتركة وقاعدة البيانات المشتركة الناتجة عن ذلك.
هناك مشكلة أخرى رئيسية في هذه العملية، وهي أن الاحتمالات للتوصل إلى حلول دائمة ليست قاب قوسين أو أدنى .
يعيش اللاجئون المسجلون في المخيمات منذ أكثر من 22 عاما، ويدركون أن حياتهم أهدرت لكنهم في حاجة ماسة لمستقبل ملؤه الحرية لأطفالهم.
إنه أمر محزن عند الاستماع إلى قصصهم وأتمنى أن أتمكن من إعطائهم الأمل في وضع حل لنزوحهم الذي طال أمده “.
ذي ديلي ستار: أثارت وسائل الإعلام البنجلاديشية أيضا أسئلة عن إعادتهم إلى وطنهم وعما إذا كان تأخيره لا يضع ضغطا غير مبرر على بنغلاديش. ما هي أفكارك حول ذلك؟
ستينا ليونغدل : “السبب الجذري لمحنتهم و الحل لنزوحهم موجودان في ميانمار. لأنها كانت مغلقة جدا لسنوات عديدة ، وكان من السهل على الهيئات الدولية التفاعل مع بنغلاديش ، وهي ديمقراطية مفتوحة.
وفي ضوء التقرير الأخير للمقرر الخاص للأمم المتحدة إلى ميانمار ، لا يمكن للمفوضية دعم الإعادة إلى الوطن عند هذه النقطة في الوقت المناسب.
المفوضية تعيد الناس في أمان وكرامة ، ومن غير المحتمل أن يكون هذا ممكنا إلا إذا تم حل العنف الطائفي في شمال ولاية أراكان ” .
ذي ديلي ستار : ما هو الدعم الذي تريدونه من الحكومة فيما يتعلق بهذه المسألة ؟
ستينا ليونغدل : “بنغلاديش ليست حتى الآن من الدول الموقعة على اتفاقية عام 1951م ونحن نشجعها على النظر في التوقيع على هذا الجزء الهام من القانون الدولي.
نحن نشجع أيضا بنغلادش على اعتماد تشريعات اللجوء الوطنية التي من شأنها أن تكون مناسبة بالنسبة إلى الاعتبارات الإقليمية .
في الوقت الحاضر لا يوجد سوى قانون الأجانب ، والذي ينص على أن أي دخول غير مشروع إلى بنغلاديش يعتبر جريمة ، بغض النظر عن السبب وراء الدخول ، حتى لو كان الشخص فاراً من الاضطهاد “.
ذي ديلي ستار : كثيرا ما صورت وسائل الإعلام الروهنجيا على أنهم شعب له علاقة بالاتجار بالمخدرات والخروج على القانون . كيف ترون هذا؟
ستينا ليونغدل : ” إن الروهنجيا غير المسجلين هم مجموعة مهمشة يجب أن تعيش .
هذه الفئة من السكان تكافح على أساس يومي لتلبية الاحتياجات الأساسية لأطفالها .
لن أكون مندهشة كثيراً إذا كان بعضهم يشاركون في أنشطة لا ينبغي أن يشاركوا فيها ، و على الرغم من هذا لا يمكن تبرير هذا أبدا ، ويمكن تفسير ذلك أنهم غالبا ما يتركون من دون وجود خيار آخر.
غير أنه تجدر الإشارة إلى أن معظم الروهنجيا غير المسجلين ليس لديهم تعليم أو هم على مستوى محدود جدا من التعليم ، وبالتالي يستخدمون في الغالب في أعمال غير لائقة.
قبل التسرع في إدانتهم ، علينا أن نسأل أنفسنا ، ماذا كنا سنفعل لو أطفالنا يعيشون على شفير الموت جوعا ؟ “.