وكالة أنباء أراكان ANA: (الأنباء)
قال صلى الله عليه وسلم «أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب فيه الدعاء، فينظر الله إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإن الشقي من حرم من رحمة الله عز وجل»، فوقتنا في رمضان أثمن الأوقات وأنفسها، وكل منا يقضي هذا الشهر الفضيل بطريقته، فكيف تقضي يومك في رمضان وماذا تقدم فيه؟.. حلقات يومية نتعرف خلالها على كيفية قضاء الشهر.
يتذكر محمد القلاف طفولته في رمضان بشكل جيد، مؤكدا أن ما زرعه فينا هذا الشهر ونحن صغار لا يمكن أن تنساه الذاكرة مهما طال بنا العمر فقد كان للشهر الفضيل طعم ورائحة وكانت له بهجته الخاصة واستعداداته التي تشمل كل البيوت وكل الأسر حيث يتم الاستعداد له قبل مجيئه بفترة كافية، فالجميع يعلم أن هذا الضيف له قيمته الخاصة وفضله الكبير فيسارع بعضنا إلى تنظيف المسجد وتهيئته وشد العزيمة على ضرورة مواصلة الصيام حتى آخره حتى وأن لحق بنا بعض التعب من الصيام، نظرا لصغر أعمارنا في هذه المرحلة، لقد كان والدي حفظه الله يهيئنا جميعا لإستقبال هذا الشهر من خلال تذكيرنا بفضائل هذا الشهر وفضل الصلوات فيه وفضل الذهاب الى المسجد في كل الصلوات والحرص على صلاة التراويح والقيام دون فتور منذ بداية الشهر حتى نهايته.
كنا كذلك نتطلع قبل مجيء الشهر الى الهلال لتغمرنا سعادة كبيرة عندما يتبين لنا أن غدا هو أول أيام الشهر الفضيل، ومع مرور السنوات ووصولنا إلى مرحلة الشباب تغيرت نظرتنا إلى شهر رمضان ليصبح بالنسبة لنا هو شهر الفريضة التي يحبها الله ويجازي بها فهو شهر الله خاصة دون غيره من الشهور، وقد أدركنا بشكل أكبر أن هذه الفريضة لها ما يميزها بين بقية الفرائض، ذلك أنها بين العبد وربه ولا يعلمها غير الله فينتفي عنها بعض الخصال مثل الرياء مثلا، وأدركنا أنه شهر القرآن وشهر الفتح على المؤمنين وشهر ليلة القدر والعديد من الخصال التي يمتاز بها هذا الشهر دون غيره من الشهر، لذا حرصنا على أن نغنم منه ما نستطيع من صلاة وقيام وبر ومعروف وزكاة وعمرة الى بيت الله الحرام.
أثر بالغ
لعل رحلة الإغاثة الأخيرة لبعض دول إفريقيا تركت أثرا كبيرا في نفسي فقد لامست معاناة الناس هناك وعشتها معهم فمنهم الذي لا يجد مسكنا ومنهم من لا يجد علاجا لبصره الذي كاد ان يفقده ومنهم اليتيم الذي لا يجد من يعوله والمستشفيات التي تنقصها التجهيزات والأدوية وغيرها من الحالات الإنسانية الصعبة في بلاد عدة منها شرق السودان وافريقيا الوسطى، حيث مخيمات اللاجئين في تشاد والحمد لله استطعنا في هذه الرحلة أن نفعل الكثير بفضل الله ثم بفضل هذه المؤسسات الخيرية من الكويت والسعودية وبريطانيا، كذلك لا استطيع ان أنسى مشهد الأطفال والعجائز من المسلمين الهاربين من الموت البوذي في بورما، لقد كانت رحلة السفر للوقوف على هذه المأساة الإنسانية من أهم رحلات العمل التطوعي في حياتي، حيث استمعت فيها إلى قصص من العذاب قد لا يتصورها البعض من وحشية وقهر فقط، لأن أصحابها مسلمون، فقد التقيت رجالا ونساء قتل كل أبنائهم وأحفادهم ونجوا فقط بأرواحهم وآخرون نجوا من الغرق بأعجوبة وهم يفرون من الموت عبر البحر رغم أن كثيرا منهم ماتوا غرقا، أما رحلات التطوع في حملات الحج ففيها الكثير من مشاهد السعادة والفكاهة من بعض الحجاج لأن رحلات الحج مليئة بالروحانية والسعادة بالنسبة للحجاج.