وكالة أنباء أراكان ANA:
كلما تذكرتك يا مهجة الفؤاد، أيتها الحبيبة أراكان : آلمتني جراحك ودماؤك التي سفكت ، وشهداؤك الذين رحلوا دونما وداع ! يؤرقني النزف الذي هدّ صبرك ، ويرعبني البطش الذي زعزع ثباتك ؛ إلا أني مثلك لا أملك سوى انتظار النصرة والتمكين ! أتملى انتظارك على رصيف الرجاء ، وأنظر إلى وجيه صغارك وكيف غزتها تجاعيد الشيخوخة وأمارات العجز والانكسار ! وكم تحيط بك أرملة ومغتصبه ! وأخرى أصبح فؤادها فارغا لفراق فلذة كبدها ، وخائفة تتشبث بأذيال صمودك المنكسر ، تترقب متى يُنتهك عرضها! وهذا هو حال المرأه في أراكان . لقد أصبحت فريسة لرغبات البوذ ، فتارة يسوقونها كالجارية الذليلة ، ونحن لا نهتم ولا نكترث على الرغم مما نسمع عنهن وعمن انتهك شرفها ودُنِس عرضها منهن .. آهٍ أين زمن العظماء الذين قادوا الجيوش من أجل نصرة امرأة مسلمة لا يعرفونها ، إنما اكتفوا بكونها مسلمة ! مات ابن الخطاب ! مات المعتصم ! وماتت معهم الغيرة على الدين ، الغيرة على عرض الأخ المسلم ، حيث لم يتبق لأهل أراكان المسلمين أحد ، لا ناصر ولا معين ! أراهم بين مترقب لحتفه ومذعور من مصيره وعاجز عن حماية أهله .. قلوبهم وجلة ، ونظراتهم مليئة خوفا وهلعا ! هؤلاء هم الروهنجيا ، شعب يتنفس الظلم ويتعاطى أصناف الذل والإبادات الجماعية والقهر ونزع الهوية . كل هذا ليس بحديث عهد لهم ، فكل جيل منهم قد شهد هذا من قبل ! وهاهي أراكان اليوم قد شارفت على الهلاك بعد مئات السنين من المعاناة والآلام مع تمسكهم بالدين وإيمانهم بالله العظيم . يئنون و يحتضرون ومازالوا ينتظرون منا أن نطبق توجيه نبينا : المسلم لأخيه المسلم . أنقذوا شعب أراكان المسلم ، فأيدي التنصير تسللت إليهم بحجة أنها تلملم جراحهم . ألا يكفي أنهم خسروا دنياهم؟ أتريدون بخذلانكم أن يخسروا دينهم وآخرتهم؟ طوق نجاتهم هو دينهم ؛ لهذا أهل التنصير دخلوا عليهم من أوسع الأبواب ومن حيث يحتاجون لينزعوا ما في قلوبهم من تعاليم هذا الدين القيم ويطمسوا العقيدة ويلوثوا الفطرة السليمة . فالله الله بنصرتهم فإنا إن لم ندركهم سنسأل عنهم ! أغيثوا أخوانكم الذين ابتلوا في دينهم و تخطفتهم أيدي الكفر .