وكالة أنباء أراكان ANA: (رويترز)
حين يصل الزوار إلى المنشأة الطبية في واحدة من أفقر مناطق ميانمار النائية يجدون بوابة مغلقة ولافتة تقول “المستوصف مغلق حتى إشعار آخر”.
ويغطي تراب كثيف عربة كانت تستخدم في نقل الأطباء والمرضى لكنها الآن متوقفة أمام المجمع الأنيق الذي يتكون من مبان من الخيزران والطوب في ولاية أراكان-راخين بغرب البلاد.
ومنذ طرد جماعات المساعدات الدولية من المنطقة في فبراير شباط ومارس آذار يقول أفراد أقلية الروهينجيا المسلمة الذين اعتمدوا عليهم إن الخدمات الاساسية للرعاية الصحية اختفت تقريبا.
ووقع أكبر الضرر على المقيمين في شمال ولاية أراكان-راخين التي تضم 1.3 مليون شخص من طائفة الروهينجيا في ميانمار والذين يلاحقهم المرض وسوء التغذية ولم تصلهم بعد الاصلاحات في ظل حكومة نصف مدنية تولت السلطة في 2011 .
وكثير من الناس في قرية إن دين وحولها وهي تجمع من بيوت من الخيزران تبعد ساعتين بالسيارة عن منغدو أكبر مدن ولاية أراكان-راخين يتحدثون عن المرض وحالات وفاة كان يمكن تجنبها.
ونتج طرد منظمات المساعدات الدولية من العنف الذي اندلع في انحاء ولاية راخين في 2012 بين بوذيين راخين عرقيين وروهينجيا مسلمين مما أدى ألى مقتل الآلاف ونزوح 140 ألفا أغلبهم من الروهينجيا.
وحين قال الفرع الهولندي لمنظمة أطباء بلا حدود أنه عالج أناسا يعتقد أهم ضحايا للعنف الطائفي قرب منغدو في يناير كانون الثاني طردت الحكومة الجماعة بعدما اتهمتها بمحاباة المسلمين.
وقال بيير بيرون المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية إن “رحيل أطباء بلا حدود ترك أثرا انسانيا كبيرا.”
وأضاف أن “أطباء بلا حدود شكلت برنامجا على مدى 20 عاما وكانت تصل إلى أماكن يصعب جدا الوصول اليها وهذا ليس شيئا يمكن عمله بين عشية وضحاها.”
وتأمل المنظمة أن تعود قريبا بعدما قالت الحكومة يوم الخميس إن بامكانها العودة الى أراكان-راخين وهو قرار رحبت به المنظمة.
والوقت مهم في التصدي للأوضاع الصحية هناك. فالأزمة الصحية يمكن أن تتفاقم مع اقتراب الأمطار الموسمية مما يجعل الأوضاع أصعب ويحذر الخبراء من خطر انتشار أمراض مثل الملاريا والسل في غياب رعاية طبية موثوق بها.
وكانت ميانمار دكتاتوية عسكرية على مدى 50 عاما تقريبا إلى أن تولت حكومة نصف مدنية السلطة في 2011 لكن الاصلاحات تجاوزت ولاية أراكان-راخين إلى حد كبير ولا يمكن لكثير من الروهينجيا السفر أو الزواج أو طلب علاج طبي بدون تصريح رسمي.
وواجهت الزعيمة المعارضة أونج سان سو كي التي قادت النضال من أجل الديمقراطية حين كان الجيش يدير البلاد انتقادا نادرا في الخارج بسبب عدم دفاعها عن الروهينجيا.