وكالة أنباء أراكان ANA: خاص
بقلم/ عسجد
@3sjad_93
اليوم العَاشر مِن يونيو يقُول إنهُ قد مرّ العام الثانِي علَى ذكرَى نكبَة الروهنجيا
و الحقّ أنهُ مرّ عامٌ آخَر علَى الأعوام التي لم يحسبُهَا أحد إلا من عاينَ البؤس واحترقَ مِن لظَى الألم !
وماذَا يعنِي أن يمّر عام إضافيّ سوَى أنّ أغوارَ الجراحِ عسُرَ علينَا سبرهَا أكثر من ذِي قبل ّ !
وزادَ عددَ الأيتَام والمتشردين والنسَاء الأيامَى والعذارى الباكيَات .. و عددُ جثث المسلمين . ونَقَصَ عدد المنازلِ و الأسقفِ المهترئَة التي اكتفُوا بهَا فِي فقرهم المُدقِع بالحرائقِ التّي تُباغت قُراهم ..
أن يمّر عامٌ آخر ؛ يعني ازدياد النفوس الصاديَات لحفنةِ رحمةٍ تُهرَقُ علَى أرواحهم ممن لم يعرفوا الرحمةَ و الرحمن يوماً !
وأن يمرّ عام علَى مصابِ مسلمٍ ؛ يعنِي أنّ وطءَ المسؤوليّة علَى مَن يعش في نعيمٍ قد زاد كأنَا وأنتَ وأولئِك .
لو أنّ يدي وحدهَا تستطيع أن تُسجِّي عورات جراحِ ” بورمَا ” بسُجُف النصرِ لفعلتُ ذلك .. فإن نصرتهم إحسان و إقامَة للدين ، لَكن الفُرقَة لا تصنعُ مجداً ولا تُخلّفُ نصراً وأنتَ أيهَا المتكتّف عن حالهم لستَ بالأعمى !
بالرغمِ من أنّهَا ليسَت ساعَة حِكَايَة القصص إلا أنّ بعضَ الأشياءِ تعجزُ عن كتمهَا وتبحثُ عن فرصَة للإخبارِ بهَا .
” زارتنَا إحدى قريباتِي قبلَ عدة أيام ولهَا من أهلِ زوجهَا من يسكُنُ في بورمَا و يعايشونَ العذابَ هُنَاك ..
تقُول في حالهم : إنهم ينامونُ في المستنقعات و المَاء خوفاً من أن يباغتهم أحد الظالمين بالقتلِ في ساعةِ نومهم ..
وتكمُل حديثهَا بعدَ تنهيدَة : كم من سمكَة تتغذى علَيهم بقضمِ لحومهم ! وكم من حشرةٍ تقرصهُم ! وكم من بردٍ أضعفَ أجسادهم ” !
” يا الله لاحولَ ولا قوّة إلا بك .. عجزتُ تخيّل الحال ” !
أَيّ ألمٍ أمضّ من أن تُحرم العيشَ كإنسَانٍ يشعُر ويتألم ويفرح ويحتاج ويتمنّى !
أو أن تتلفَّتَ حولك ولا ترَى إلا يباباً أو أن تُخفضَ رأسكَ فترَى قدمَيكَ غارقتين في دماءِ أخيكَ أو أمّكَ وأبيك ..
أو تكونِي فتاةً تخنقكِ غصص البكَاءِ فلا تبكينَ خوفاً من أن يسمعكِ من يترصدكِ . .
أو أن تكونِي أماً فيموتَ ابنكِ جوعاً أو يُنزعَ من يدكِ ويُقتل علَى مرأى عينيك .
لا يومَ يعبرهُم دونَ أن تنزلَ بهم نائبَة .
بأبسطِ تعبير : هي حياة يُستحَى أن تُسمّى حيَاة !
كمَا كتبتُ اليومَ نصّاً مترعاً بوجعِ الوطن المبتور أتمنّى أن تأتِيَ لحظَة أكتبُ فيهَا نصاً يحتفلُ بنصرِ المسلمينَ في بورمَا أو نصاً يتنفس الصعداء بإشاعةِ العدَل في موطنِي كمَا الظلم المتفشي فيه !
اللهم انصر بورما وأهلكِ الظالمين