وكالة أنباء أراكان ANA: (الأنباء)
بقلم: يوسف عبدالرحمن
حكومات العالم..
شعوب العالم..
منظمات حقوق الإنسان العالمية والإسلامية والعربية والخليجية..
أيها الأحرار المستخدمون لشبكات الإنترنت بأطيافها المتنوعة..
أيها الفيسبوكيون..
أيها التويتريون..
أيها الانستغراميون..
أيها الناشطون السياسيون في العالم..
أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها..
اليوم أناشدكم الله- عز وجل- وكلنا موحدون في ديانتنا ونعرف أن الله حق وأن نصرة المظلوم واجبة..
أيها الناس الأحرار في كل مكان والشرفاء، لنقف اليوم معا متضامنين لفضح الاجتياح البورمي ونقول على الأقل سلميا: «لا».
اليوم الضمير الإنساني يناشدكم حكومات وشعوبا ومنظمات حقوقية وإنسانية وخيرية وإعلامية لمنع النظام البورمي المجرم من استكمال مذبحته التاريخية ضد شعب الروهنجيا في إقليم أراكان البورمي.
اليوم نرجو منكم التحرك السريع متضامنين ضد السطوة البوذية الغاشمة في بورما.
اليوم نوجه خطابنا إلى قادة التحرك السياسي في أمتينا العربية والإسلامية لنصرة شعب الروهنجيا المظلوم، والذي مازال يتعرض منذ سنوات إلى الإبادة الجماعية وسط سكوت مريب من كل الدول القادرة على منع مثل هذه الجرائم البشرية.
عبر جريدة «الأنباء» نطرح هذه القضية الإنسانية التي تقع تحت سمع وبصر وأنظار كل «العالم المتحضر» لرفع الجرائم عن «شعب لا حول له ولا قوة» يتعرض لإبادة جماعية، فالصور والتقارير تفيد بأن النظام البورمي البوذي مستمر في سياسة الأرض المحروقة، غير متجاوب مع كل نداءات الإنسانية لوقف المجزرة.
هذا التقرير يطرح تساؤلات كثيرة وحقائق وصورا عن هذا الجرح الغائر في بورما وتحديدا في إقليم أراكان المسلم محاولين تسليط الضوء على هذه القضية الإنسانية التي تدمي قلوبنا كمسلمين متعاطفين مع إخواننا البورميين.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم» إن القوى في بورما غير متكافئة ما بين مواطنين يملكون كل أنواع الأسلحة وشريحة منهم يتهمون حتى بمواطنتهم وولائهم وانتمائهم. إن نصرة مسلمي بورما اليوم تقتضي منا جميعا التحرك بكل الوسائل المتاحة لنصرتهم خاصة الجمعيات الإسلامية الحقوقية (النائمة في العسل) فإخواننا البورميون يتعرضون لأسوأ مذابح التاريخ وسط تعتيم متعمد.
إن نصرة الشعب البورمي في الروهنجيا يتطلب الآن تحركا قانونيا منظما في عدة مسارات متاحة عبر مؤسساتنا الإسلامية والعربية والمتعاطفة مع البورميين لفضح سياسة القتل العمد التي تقوم بها السلطات البورمية والجيش والعصابات البوذية.
إن المطلوب كثير ولنبدأ بالأولويات وأراها بوقف المذبحة المستمرة وكسر الصمت والتعتيم بنشر الصور والتقارير والوثائق التي تدين السلطات البورمية.
لماذا المذبحة ضد مسلمي بورما؟
سؤال في محله، فالكل يتساءل لم هذا العنف ضد شعب أعزل يعتنق الديانة الإسلامية؟
أنا بحكم دراستي وزياراتي وعلاقاتي مع البورميين أحاول أن أجاوب وأفك اللغز وأوضح الأسباب والمسببات وأراها فيما يلي:
1- أرض الروهنجيا مليئة بالثروات، ولأن إقليم أراكان المسلم عصب الاقتصاد البورمي حيث إن الزراعة تمثل 70% من الخيار الطبيعي لممارسة الزراعة خاصة الأرز، إضافة إلى الإنتاج الحيواني من ماشية وأبقار، ولهذا اتفق الجيش مع العصابات البوذية المتطرفة لطرد المسلمين من هذه الأراضي الصالحة للزراعة ولتربية الثروة الحيوانية، وتشير التقارير إلى أن إقليم أراكان أيضا يحتوي على الأخشاب والمعادن وأن إقليم المسلمين يصلح للصناعة ويتوسط المناطق البورمية مما يعني أن مناطق المسلمين هي الأغنى في الأراضي البورمية.
هل يكون خط الحديد سببا؟
أكثر من دراسة تشير إلى أن الصين وبورما تفكران في مد خط حديدي يمر عبر الأراضي البورمية (إقليم أراكان) ليربط الصين وبورما وباقي المناطق المحاذية والقريبة، فهل هذا السبب دافع لمثل هذه المذابح؟
الأيام وحدها تتكفل لنا بالإجابة عن هذا السؤال المطروح.
كيف كان وضع الروهنجيين خلال عقدين؟
عاش الروهنجيا في بورما لعدة قرون وبعد أن كان عددهم أكثر من أربعة ملايين تركوا بلادهم وفروا إلى العديد من الدول نتيجة سياسة القتل المتعمد لهم وتصفيتهم على يد حكم العسكر، ولجأ كثير منهم إلى بنغلاديش، وفي عام 1982 ألغت الحكومة البورمية جنسية الروهنجيا، وفي عام 1990 أجريت أول انتخابات منذ عام 1960 وفاز حزب «اونغ سان سوكي» الرابطة الوطنية بـ 392 مقعدا من أصل 492 مقعدا ما جعل الحكومة ترفض الاعتراف بنتائج الانتخابات واتجهت لتصفية شعب أراكان المسلم عبر مذابح طائفية لأنهم أيدوا الحاكم الجديد الفائز في الانتخابات واعتبرتهم من مؤيدي أونغ سان سوكي.
وتم اعتقال آلاف وتم دفع رشاوى لإخراجهم، وهناك من تم إخراجه، والأكثرية أعدموا في مقابر جماعية ثم بدأت مرحلة الترحيل القسري للمسلمين من إقليمهم الغني ما أدى إلى تمزيق الأسر، وهناك كثير من الأسر هاجرت وأخرى صمدت وهناك كثير من هذه الأسر الروهنجية في المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج وأوروبا واستراليا والأميركيتين وفي جنوب شرق آسيا وقليل منهم في أفريقيا.. إنها مأساة إنسانية صار لها أكثر من عقدين من الزمان.
تجار البشر
كل يوم تكشف المصادر الخاصة باللاجئين أن الروهنجيين المحتجزين في مخيمات الإيواء في بنغلاديش أو الشريط الساحلي لتايلند يعانون الأمرّين من سياسة البطش المتعمد والوحشية في التعامل لعجز ذويهم عن الدفع ما يعني المطالبة بمبالغ مالية إضافية من تجار البشر والذين بالفعل بدؤوا منذ سنوات ببيع «قطع غيار بشرية» من هؤلاء اللاجئين الذين يحتاجون إلى حماية دولية نتيجة الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشونها داخل محتجزاتهم في ظل ظروف وأوضاع إنسانية بشعة وصلت إلى حد الكارثية، والذي يموت يكون التخلص من جثته بإلقائها في البحر أو دفنها بطريقة سرية داخل مناطق مجهولة بعيدة عن الرصد وأعين الصحافيين الشرفاء الذين يحاولون القيام بدورهم الصعب وسط هروب اللاجئين الروهنجيين من القمع البورمي ويجدون أنفسهم في ورطة أخرى وهي عصابات الاتجار بالبشر واستغلالهم للأسف في السوق السوداء أو المساومة عليهم من أهاليهم الفقراء المعدمين مما يعني بيعهم كقطع غيار!
نموذج من جرائمهم
أفادت الأوساط الإسلامية الموثوقة في إقليم أراكان المسلم بأن امرأة مسلمة في قرية (بيامو) تعرضت لاغتصاب جماعي من أفراد الحرس الحدودي العسكري البورمي وآخرين بوذيين من العصابات المتطرفة حيث هاجموا منزلها في ساعة متأخرة من الليل قبيل الفجر وارتكبوا جريمتهم وكانت تهمتها أنها تمتلك هاتفا مهربا من بنغلاديش! وقام المجرمون باغتصابها وطلبوا من أهلها دفع 150000 كيات بورمي!
ثم تم نقلها إلى مركز الشرطة وقاموا بالاتصال بأهلها لدفع هذه الفدية حتى لا يتم احتجازها!
هذه جريمة من جرائم يتم ارتكابها يوميا في إقليم أراكان ضد الروهنجيا في سياسة متعمدة للتهجير المتعمد، وهناك عشرات الجرائم على هذه الشاكلة يتورط فيها مسؤولون حكوميون من بورما والدول المجاورة أيضا للأسف، وكلها أمور كما نعلم محرمة دوليا ويعاقب عليها القانون.
الاضطهاد البورمي
تتعرض الأقليات المسلمة في العالم للاضطهاد والقتل، غير أن الذي يجري في بورما لا يمكن السكوت عليه لأن الاضطهاد لمسلمي الروهنجيا بسبب العرق والدين معا، وهذه السياسة ليست وليدة اليوم وإنما امتدت عبر أكثر من قرن من الزمان بسبب تخوف حكومة بورما والعسكر من انتشار الإسلام في المجتمع البورمي، إذن هي أزمة «عرقية دينية» بسبب الاتهام للروهنجيا بأنهم من أصول بنغلاديشية مسلمة مما يعني اضطهادهم حتى لا ينتشروا وفرصة لتطبيق سياسة التصفية والتهجير بسبب هذا الانتماء للدين دون أن يكون هناك موقف عالمي متآزر معهم، اللهم إلا شيء بسيط من المنظمات الأوروبية أما العربية والإسلامية فإنها ولله الحمد في سبات عميق.
إن المطلوب الآن التحرك العاجل من كل القوى القادرة على نصرتهم والتحرك الدولي والعالمي من أجل وقف هذه السياسة الشنيعة، فخلال ستين سنة تعرض شعب الروهنجيا لمذابح متواصلة دون أن تكون هناك أي محاكمة لجنرالات الجيش والعسكر المجرمين الذين استولوا على السلطة ومازالوا.. فمن يتحرك؟
هل المجتمع الدولي قادر على حماية الروهنجيا؟
هذا سؤال قرأته وسمعته مباشرة من كثير من المتابعين لهذه الملفات التي نكتبها في «الأنباء» نصرة لهذا الشعب المظلوم.
أقولها بكل صراحة: نعم بإمكان المجتمع الدولي الضغط على حكومة بورما وإيجاد حماية إذا صدقت النوايا لدى المنظمة الدولية وأعضائها لنصرة هذا الشعب المنكوب بحكومته المتطرفة والتي تتعامل معه طائفيا.
غير أن عدم وجود مصالح للدول الكبرى قد يحول دون تحقيق هذا الهدف الإنساني النبيل.
إن فتح الاستثمار وهو مرتبط بالاستقرار لربما هو عامل يشد هذه الدول كي يتم الاستقرار، والاستقرار يعني أنه يمكن الاستثمار خاصة أن إقليم أراكان مرشح قوي لهذا الاستثمار المأمول وعلى الغرب أن يغير سياسته تجاه بورما بالتدخل أولا في منع هذه المذابح ضد المسلمين.
إن المطلوب من العالم الإسلامي بما لديه من رؤوس أموال أن يضغط بهذا الجانب من أجل أن يأخذ إخواننا المسلمون البورميون فرصتهم من السلام والاستقرار بعد هذه المذابح البشعة.. فمن يبادر؟
المذابح البورمية ضد المسلمين؟
منذ خروج بريطانيا من بورما عام 1948 والمسلمون يتعرضون للمذابح خاصة المذبحة الكبرى التي قامت بها عصابات (الماغ البوذية) عام 1942 وراح ضحيتها أكثر من 100 ألف مسلم، وشرد الآلاف، وحينذاك كان عدد سكان بورما حوالي 50 مليون نسمة منهم 15% من المسلمين يتمركز نصفهم في إقليم أراكان حيث الأغلبية المسلمة.
60 عاما والمسلمون البورميون يتعرضون لمآسي الاضطهاد والقتل والتشريد في أحداث دامية وسط تعتيم وسكوت عالمي مريب وبدعم ومباركة من الأنظمة البوذية الديكتاتورية في بورما، مما جعل المسلمين يعانون الويلات، قتلوا وهجروا قسرا عن أراضيهم الفتية وديارهم وسط غياب تام للإعلام آنذاك، اللهم إلا القليل النادر.
اليوم فرصة تاريخية لأولادنا وبناتنا في التواصل الاجتماعي انشروا قضية شعب الروهنجيا الذين لا يملكون ما لديهم من أسلحة إعلامية لتسليط الضوء على مذابحهم وقضيتهم فهم مازالوا صامدين رغم كل أنواع القهر.. فماذا أنتم فاعلون؟ إنه جحيم بورمي بوذي يؤذي إخوانكم في الملة والدين.. انصروهم.
مخاوف روهنجية من منعهم من التصويت
الروهنجيون متشائمون وخائفون من عدم السماح لهم بالتصويت في الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في نوفمبر بعد رفض مشرعين توصية من الرئيس البورمي «ثين سين» أن يسمح للمواطنين حاملي البطاقات البيضاء بأن يصوتوا في الاستفتاء على الدستور المقرر إجراؤه في مايو المقبل.
هذه الخطوة تأتي كمؤشر على النفوذ المتزايد لحزب الرابطة من أجل الديموقراطية ونشطاء البوذيين والرهبان القوميين الذين يرفضون مشاركة المسلمين حاملي البطاقة البيضاء في ممارسة السياسة وأغلبيتهم من المسلمين ويقدر عددهم بأكثر من مليون نسمة بعد أن منحوا هذه البطاقات البيضاء التي تميزهم، كما تم منعهم من المشاركة في الحياة السياسية وهم قادرون على أن يصوتوا على الاستفتاء على الدستور لأنهم مسجلون في قوائم الناخبين، ويشار إلى أن كبار أعضاء لجنة الانتخابات لم ينظروا حتى الآن في كيفية حذف أسماء حاملي البطاقة البيضاء من قوائم الناخبين والذي قد يثير شكوكا حول ما إذا كان الاستفتاء سيجرى أم لا؟
ليست هناك فائدة فالحكومة البورمية تعتبر مسلمي الروهنجيا من المهاجرين غير الشرعيين.. واضح!
آلاف الروهنجيين في السجون دون محاكمات.
تشير تقارير مختلفة إلى أن هناك مئات الآلاف من المعتقلين الروهنجيين يقبعون في السجون البورمية في غرب البلاد دون محاكمات أو عرض على لجان التحقيق ويعيشون حاليا في ظروف إنسانية بالغة الخطورة والسوء.
كما يقال إن الوعود الحكومية بإطلاق هؤلاء السجناء إنما هي وعود كاذبة وان على قادة المجتمع الدولي التحرك لفتح هذا الملف الذي يتنافى مع حقوق الإنسان والحريات، وان النظام البورمي الحالي لا يزال مصرا على سجن الآلاف في سجونه دون محاكمات مراقبة دوليا.
في ظل صمت عالمي مريب يتقدم «المخطط البورمي العسكري» نحو هدفه يوما بعد يوم حتى تصبح بورما دولة بوذية خالصة بعد أن تتخلص عبر سياستها الإرهابية والعميقة من المسلمين الروهنجيا في أراكان ودون أن يسمح لأحد خاصة المحامين المسلمين المتطوعين بالدخول إلى هذه السجون والالتقاء مع المسجونين والسماع لهم والإفراج عنهم بعد أن أدخلوا هذه السجون رغما عنهم ولا يسمح لهم بمغادرتها والمكوث فيها حتى الموت، وهي للأسف تفتقر إلى كل مقومات الخدمات الإنسانية الضرورية للحياة.. فأين دور هذه المنظمات؟!
نريد فتح هذا الملف عاجلا غير آجل وعلى وجه السرعة لنبقيهم أحياء.. أرجو.
حملات تعسفية ضد المعلمين والطلبة
لا تزال السلطات الحاكمة في بورما تعتقل المعلمين والطلبة على حد سواء متجاهلة النداءات العالمية والإنسانية لإخلاء سبيلهم.
وأفادت تقارير حديثة منقولة من الداخل بأن الحكومة وقوات الجيش تعملان على حجز وسجن المعلمين لأنهم الطلائع المثقفة التي تعلم الطلاب الحقوق والواجبات في المواطنة الصالحة.
وتشير التقارير أيضا إلى أن عشرات من المعلمين اعتقلوا دون محاكمات في أوقات سابقة وبعضهم دفع «اتاوات ورشى وفدية» وهي تعادل 150 ألف كيات بورمي.
ومن جانب آخر، أعلنت أوساط طلابية روهنجية عن اعتقال طلاب مدارس دون توجيه تهم وبعضهم يتم إرهابهم ثم الإفراج عنهم وبعضهم لا يزال مختفيا ولا يعلم عنه أي خبر.
ويشار إلى أن هذه الحملة النوعية الآن ضد المعلمين والطلاب إنما تستهدف شريحة المعلمين والطلاب لإرهابهم بهدف الحد من نشاطهم التوعوي الوطني خاصة أنهم ينشطون الآن في توعية شعبهم بالمخططات التي تستهدفهم، ما يستلزم الوعي بالمخططات البورمية البوذية الهادفة إلى استئصال الشعب البورمي من إقليمه الغني بالثروات عبر سياسة القمع والإجرام والتهجير والاضطهاد.
حظر كلمة أراكان
اعتقلت السلطات البورمية المواطن البورمي المسلم من الروهنجيا نياز الدين نير وعمره 29 عاما دون توجيه أي تهمة له ثم قامت بتعذيبه ونقله من سجن إلى آخر في ولاية أراكان قبل أن تطلق سراحه مقابل 250 ألف كيات بورمي وهو عاجز عن الحركة والمشي جراء التعذيب الوحشي الذي مورس عليه، وهو مخطط بورمي لتصفية كل من يستخدم كلمة «أراكان» ويتم استبدالها بكلمة «راخين» طبقا لسياسة الحكومة في طمس الأسماء المسلمة القديمة وهي خاصة بإقليم أراكان المسلم الذي أدمج مع ولايات بورما قسرا في السابق.
من جهة أخرى، حذرت وزارة الإعلام في بورما إحدى الصحف من استخدام كلمة «أراكان» في مسماها الحالي واستبدالها بكلمة «راخين» طبقا لسياسات الحكومة في طمس الأسماء القديمة المتعلقة بمملكة أراكان التي أصبحت الآن ولاية من ولايات بورما.
ووفقا لما نشره موقع «new hub» فقد جاء التحذير على لسان دائرة تسجيل براءات الاختراع التابعة لوزارة الإعلام عندما أرادت الصحيفة تمديد تصريحها لعام 2015، مطالبة إياها بتغيير مسماها الانجليزي في الصفحة الرئيسية.
الصحيفة تحمل اسم «The Voice Of Rakhine» باللغة البورمية وتحته ترجمة باللغة الانجليزية «The Voice Of Arakan»، وقد واجهت الصحيفة ضغوطات كبيرة منذ النسخة الماضية لموقعها الالكتروني لإسقاط كلمة «أراكان» من مسماها بحسب ما قاله «new hub».
وقال رئيس تحرير الصحيفة ميات نوي ثار: إن الصحيفة لن تذعن لضغوط وزارة الإعلام في تغيير الاسم، مرجحا أن تكون هذه الضغوط بسبب نشرها مقالا بعنوان «سقوط مملكة اراكان» في وقت سابق، مضيفا أن كلمة «أراكان» استخدمت منذ عهد ملوك مملكة أراكان وليست كلمة جديدة، وأن اللغات الغربية سمت الشعب فيها بالأراكانيين لسنوات عديدة.
تجارة الأطفال الروهينجيين
أشارت صحف تايلندية إلى أنه في يوم الثلاثاء 13 يناير 2015 عثر على عشرات الأطفال الروهنجيين كانوا بين 98 شخصا عثر عليهم في شاحنات في جنوب تايلند وتم توقيفهم في حاجز حكومي وهم من الأطفال المهربين من بورما بهدف الاتجار بهم وأنه جرى استجواب سائقين للاشتباه فيهما، فيما طاردت الشرطة ثلاث شاحنات صغيرة على بعد 700 كيلومتر من العاصمة بانكوك وعثر فيها على عشرات من الرجال والنساء والأطفال شديدي النحافة لأمراض سوء التغذية التي أصابتهم في رحلة العذاب على أيدي تجار الأطفال الذين يسخرونهم في «مهن قذرة» من الجنس والتسول والإرهاب.
قبول مصطلح بنغاليين
سياسة قبيحة وانتهاك لحقوق المسلمين البورميين بدأت تتضح يوما بعد يوم، فالحكومة بدأت إحصاء خاصا بالمسلمين منذ 13 يناير الماضي بهدف إحصاء الأملاك من بيوت وأنفس، وهي تتشدد مع السكان في إقليم أراكان بهدف تسجيلهم بأنهم «بنغاليون» حتى يتم وضعهم على الحدود مع بنغلاديش والادعاء بأنهم بنغاليون حسب توقيعاتهم التي تمت تحت الضغط، ما يجعلهم يفقدون المواطنة وفقا لقانون الجنسية لعام 1982، وباختصار فإنهم يعترفون بأنهم بنغاليون وهي عرقيتهم لا جنسيتهم، وهناك حاجة ماسة من منظمات حقوق الإنسان لتتدخل سريعا لإنهاء هذه المعاناة.. نريد أن نرى منظمات تتطوع بهذا الجانب المهم.
المناشدة
مناشدة ونداء من الشعب الروهنجي العظيم الذي صمد ولا يزال واقفا ضد السياسة البورمية الهمجية الدامية القائمة على محو الطرف الآخر في المعادلة. بهذا التقرير الخطير المليء بالمخالفات والأحداث، الأمر يستوجب وقوف «أصحاب الضمائر الحية» مع هذا الشعب المستضعف في أراكان المسلمة.
إنني أتوجه بهذه المعلومات وما نشر قبلها من ملفات دامية كتبت بمداد الحقيقة إلى كل السياسيين والحقوقيين في العالم للوقوف إلى جانب الشعب الروهنجي وتفعيل كل الأدوات المتاحة لنصرته ووقف المذابح ضده وإعطائه حقوقه، فليس الوضع كما تدعي الحكومة البورمية بأنه «وضع داخلي» بل حرب وإقصاء وإبادة.
نحن أمام نظام بورمي مدعوم من الجيش ولا يحترم أي قرار أممي ولا يقبل بأي مناشدة أو وساطة ويفرض سيطرته على أراكان وشعبها بقوة السلاح.
لن يسود السلام إقليم أراكان ما لم تحل هذه القضية طبقا لقرارات مجلس الأمن، وعلى الدول العربية والإسلامية ضرورة التحرك السريع لدعم هذه القرارات المرتقبة.
إن استمرار النظام البـورمي المجـرم يعني الاستخفاف بالتعهدات التي قطعها النظام وجيشه وتعتبر أعمالــه القمعـية تحديـا لمشاعــر مـــلايـــين المسلمين في العالم.
الروهنجيون تحت وطأة التعذيب خلال شهرين فقط
أيها العالم في النظام العالمي الجديد..
أيها المحترمون في كل مكان..
أيها الأحرار في مشارق الأرض ومغاربها..
هذا تقرير تنشره «الأنباء» عن الممارسات غير الإنسانية ضد الروهنجيين المسلمين في بورما، وهم الآن تحت وطأة التعذيب والإجرام والعدوان لا يستطيعون رد هذا الاعتداء السافر عليهم، وهو تقرير يرصد هذه المجازر والاعتداءات خلال شهري فقط نوفمبر وديسمبر فقط من السنة المنصرمة 2014.
قامت السلطات البورمية تساندها قوات من الجيش وعصابات الماغ البوذية المتطرفة بحملات قتل واعتقال وتنكيل بكل الشرائح المهنية من المواطنين الروهنجيين المسلمين بهدف إخضاعهم لسياستها الطائفية القبيحة فبدأت باعتقال كل من الشرائح التالية:
– الصيادون – كي تحرم الناس من الغذاء الرخيص.
– المعلمون – الذين يعلمون الناس كيفية الصمود والمواطنة.
– المزارعون – كي يواصلوا الضغط على هؤلاء بهدف تجويعهم وبقية شعبهم لأن الزراعة هي المهنة الرئيسية.
– الطلاب – حتى لا يواصلوا التعليم ويبقوا في دائرة الجهل.
– الأطفال – وهم التجارة المزدهرة لكثير من قادة الجيش وعصابات الماغ – وهي تجارة رائجة للأسف تحت نظر العالم الحر، يباع هؤلاء الأطفال ويتم بيع أعضائهم ويتاجرون فيهم بكل المهن الرخيصة دون حساب أو عقاب.
1- أن سياسة الحكومة البورمية خلال الشهرين المذكورين بدأت بحظر التجول لمنع اتصال القرى ببعضها البعض بهدف عزلها والتفرد بها.
2- تضييق الخناق على ملكية الهواتف النقالة لأنها الوسيلة التي يملكها قلة من أجل توجيه الروهينجيين من قوات الجيش والعصابات البوذية التي تحاصر القرى بمصادرة الهواتف النقالة، ومن يقبض عليه وتوجه له التهمة فعليه أن يدفع ما لا يقل عن 200 ألف كيات بورمي.
مسلمو الروهنجيا ليست لديهم حاليا بعد دخول هذه السنة الجديدة 2015 خيارات سوى «خمسة خيارات أليمة صعبة» الواحدة أنكى من الأخرى وهي ما يلي:
– حياة الرعب.
– مخيمات الموت مع اللاجئين.
– عبودية الأسر.
– البقاء في السجون.
– تجارة البشر.
بالفعل حياتهم خلال عقود مرت كلها ضيم وقتل وإرهاب وخوف والذي يعيش ويقيم في مخيمات الموت مع اللاجئين يفتقر إلى أسباب الحياة من مأكل ومشرب ودواء وكساء.
أما عبودية الأسر في السجون فهذه حكاية ما مرت على شعب من الشعوب فقاضيهم هو جلادهم وكلاهما مر، العبودية أو الأسر في هذه المزابل التي تسمى مجازا سجونا ومعتقلات وثالثة الأثافي التجارة المحرمة الخسيسة بالاتجار بالأطفال الروهنجيين الأبرياء.. خمسة خيارات صعبة.. يا أمة الإسلام من حكومات وشعوب ومنظمات من يهتم بهذه القضية الإنسانية ويسجل في تاريخه أنه بادر بنصرتهم، نحن في «الأنباء» فعلنا واجبنا المهني والإعلامي.. عالم غريب اليوم!