وكالة أنباء أراكان ANA:
بقلم : مَريم علي النعيمي
لا تَبك… اتركْ ليَ حصتكَ من البُكاء، واتركْ رأسك فوقَ قلبي، لتغفو قليلا عَلى أنغامِ صَوتي، سأغفو معكَ أيضاً.
كل هذه المعاناة سنبعثرها سويا ونَغفو عن زمنِ الحزنِ والرمادُ المتطايرِ والخونة والقَتلة، سَنحلمُ بالوطن وَأيُ وطنْ! بل سنحلمُ بأسطـورةٌ سَتجمعنا تِلالُها وَوردُها ونقاء هَوائها ولن تختنقْ يا صغيري، ولن تختنقَ ولن ترى النارَ تأكلُ مأواكَ ولا أصحابكَ ولا والديكْ… سنحلم أيضا أن تكون بأسطورتنا بيت جميل، ونافذةٌ مُشرعة للهواء،، ستنسى كل الآلامْ وسوفَ تكبُرُ أيضا،وسيتسنى لكَ حينها أن تَلبسَ ما تُريدْ،وسيكون لديك الكثير من أربطة العُنقْ… سَتصبحُ رجلاً يا صَغيري فكُفَ عن البُكاءِ إني أرجوك، لا أحتملُ أن أحضنَ وجهكَ بينَ يدي وأبكي.
منزوعةُ الروحِ أنا مثلكْ، فانحَنِ برأسكَ على صَدري ، هيا لا تُبال، تُدمينيَ قطراتُ الدمعِ في وجنتيكْ!تجعلُ وجهي ينشطرُ إلى نصفين، لا تَمضِ يا صَغيري ولا تَخش مني.. لا تَمضِ لا تتركني عارية من كل معنى، لا تَمضِ، ابقَ على حُلم، حلمنا.. وأشهِر نبضك، أشهر مُناجاتكَ بكلتا يديكَ مَعي.. مَعي، نعم مَعيَ أنا انظرّ إليَ، بعينيكَ هاتينْ ها أنتَ تُحاولُ البُكاء مُجدداً .. أرأيتْ أنتَ تُبكينيَّ مُجدداً معكْ، أرأيتَ أنكَ لستَ وحيداً يا صغيري، لذلك ابتسمّ لا تَكنْ عَبوساً أبداً، وضع كفك في حُضن كَفي، وضُمَ نفسكَ مع نَفسي فإنّنا لا نُطيقُ الانشطَار أكثر من هذا الانحدار.