وكالة أنباء أراكان ANA: (بينات)
وكأنَّ القدر المكتوب على المسلمين في بورما، أن يظلّوا رهينة المعاناة الَّتي تتكرَّر فصولها، فبعد تهجيرهم واضطهادهم في وطنهم، ولجوئهم إلى بنغلادش هرباً من القتل، ها هُم اليوم يقاسون جرّاء قيام السلطات البنغاليّة بهدم ما يشبه مخيّم اللجوء، من دون إنذارهم، بحجة تنمية المنطقة سياحياً، وهو ما أجبر آلاف المسلمين اللاجئين على الانتقال إلى مكان آخر، وإلى مخيّمات أخرى غير رسمية، لا يوجد فيها أدنى مقوّمات العيش الكريم والصّمود في مواجهة التحدّيات وشظف الحياة.
هؤلاء اللاجئون يقول بعضهم إنّهم لم يجدوا ما يأكلونه لمدّة تصل إلى يومين أو أكثر، وبعضهم كان يعيش في بنغلادش من عشرين عاماً هرباً من ظروف بلادهم. واليوم، لا تكترث السلطات لهم، وتقوم بطردهم دون إخبارٍ مسبق، وهو ما يزيدهم معاناةً فوق معاناتهم، مع وجود الأطفال والنّساء والرُضّع.
ويضطرّ هؤلاء إلى بناء شبه مساكن لهم من أعواد القصب، وقد تغطّيها قطع من البلاستيك، أو قد تكون بلا سقف، وأحياناً كثيرة يضطرّون إلى مدّ أيديهم وطلب الطعام من القرى المحيطة بهم، ناهيك بغياب الماء الصّالح للشّرب والخدمات الصحية الضّرورية، وهو ما يؤدّي بطبيعة الحال إلى انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.
ويزداد الأمر سوءاً للمسلمين، إذا ما وقع بعضهم فريسة لعصابات المخدّرات والدّعارة والسّرقة والجريمة في المناطق الفقيرة والنّائية، فهم يؤثّرون سلباً في صورة المسلمين في نظر المواطنين البنغاليّين، ويُعاقَبون ويُتَّهمون حتى على الشّبهات.
ورغم تأكيد الحكومة البنغلادشيّة أنها ستعمل على تحسين ظروف الآلاف من المسلمين على أراضيها، فإنَّ ذلك لم يتحقّق إلى الآن. وتبقى أقلية “الروهينجا” المسلمة من ضمن الأقليّات الأكثر اضطهاداً وتهميشاً في العالم، بحسب ما تقوله الأمم المتّحدة.