وكالة أنباء أراكان ANA: (إينا)
دعا مؤتمر “الأقليات المسلمة والتحديات المعاصرة”، المسلمين إلى مزيد من التواصل والترابط، بما يعمق مشاعر الإخوة، ويعزز الانتماء إلى الإسلام.
وحث المؤتمر، الذي عقدته رابطة العالم الإسلامي يومي 13-14 أبريل الجاري في تايبيه، الأقليات المسلمة في العالم، على التمسك بالإسلام وفق منهجه الوسطي المعتدل، وأن يكونوا في مجتمعاتهم قدوة في السلوك والتعامل، وجسور حوار وتواصل مع الآخرين.
كما دعا الأقليات المسلمة إلى بذل المزيد من الجهد في التعريف بالإسلام نظريا وعمليا، ورد الافتراءات المثارة حوله بالحكمة والموعظة الحسنة، وإشاعة النهج الإسلامي في المكونات الثقافية الأخرى، واحترام حقوق الإنسان، وفق قواعد الإسلام المبنية على العدل والتراحم والتعاون على الخير.
وأكد المؤتمر على ضرورة الانفتاح على المجتمعات التي تعيش فيها الأقليات، والحوار مع أتباع الأديان والثقافات المختلفة، والتعاون معهم بما لا يخل بالهوية الإسلامية، والسعي بالطرق القانونية إلى تعديل القوانين التي تنتقص حقوق المسلمين، وتحول دون ممارستهم لشعائرهم الدينية.
ودعا المؤتمر المجامع الفقهية في العالم الإسلامي إلى مواصلة جهودها في بحث قضايا الأقليات المسلمة، لتعيش هذه الأقليات وفق إسلامها، حياة ميسرة بلا حرج في الدين، ولا عنت في الدنيا.
وأوصى هذه الهيئات عند بحث قضايا الأقليات، بمراعاة حقوق الأقليات المسلمة الدينية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي كفلتها لها الأنظمة الوطنية في البلدان التي تعيش فيها، وبمقاصد الشريعة وغاياتها في علاج مشكلات الأقليات المسلمة.
وطالب المجمع الفقهي الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي إلى تكوين لجنة متخصصة بأحوال الأقليات المسلمة، للنظر فيما توصل إليه المؤتمر من توصيات.
وناشد المؤتمر الدول التي تعيش فيها أقليات مسلمة إلى تمكينهم من إنشاء مؤسساتهم التعليمية والاجتماعية التي تحفظ خصوصياتهم الثقافية والدينية، وإيقاف حملات التشويه للإسلام، والتصدي للقوى المتطرفة التي تستهدف المسلمين ومساجدهم ومؤسساتهم، لما في هذا التشويه من تفتيت للوحدة الوطنية، وتهديد للسلم المحلي والعالمي.
وطالب هذه الدول بتحقيق العدل مع المسلمين، ومنحهم حقوقهم، واحترام خصوصيتهم الدينية والثقافية، وإعطائهم الفرصة للإسهام في تنمية أوطانهم، والتعامل معهم دون تمييز بينهم وبين غيرهم.
وأكد المؤتمر على أهمية دعم الأقليات المسلمة في مختلف مناطق العالم بما يحفظ هويتها وثقافتها، ولتكون قوة إيجابية في مجتمعاتها وصورة صادقة للإسلام.
وفي هذا الصدد، حث على تزويد الأقليات المسلمة بترجمات معاني القرآن الكريم والكتب الإسلامية التي تبين أحكام الإسلام باللغات المحلية، ومساعدتها في إنشاء المدارس وبناء المساجد، وتأسيس أوقاف للمساجد والمراكز الإسلامية، فضلا عن العناية بالأقليات المسلمة المضطهدة في بعض البلدان.
كما دعا إلى توفير المنح الدراسية في الجامعات في العالم الإسلامي لأبناء الأقليات، إسهاماً في إعداد الدعاة والأئمة والمفتين والمدرسين، وتقديم العون لوسائل الإعلام الخاصة بالأقليات المسلمة، لتسهم في نشر الوعي الإسلامي ومعالجة التحديات التي تواجه المسلمين.
وأثنى المؤتمر على الجهود التي تبذلها المنظمات الإسلامية في شأن الأقليات، ودعا المجامع الفقهية إلى الاهتمام بمعالجة قضايا الأحوال الشخصية للأقليات المسلمة، والفصل في الخصومات وفق أحكام الشريعة الإسلامية، ضمن تصور كلي يجعل هذه الأحكام حجة لدى الجهات القضائية في العالم الإسلامي وخارجه.