وكالة أنباء أراكان ANA: (الأهرام)
احتلت الكارثة الإنسانية التي تعانيها الأقلية المسلمة الروهنجية في بورما نتيجة اضطهاد من الحكومة والشعب, عناوين الصحف الأجنبية بعد تصاعد أزمتها وتحولها إلى شبه إبادة جماعية.
فقد أشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلي أن مسلمي الروهنجيا باتوا أمام خيارين كل منهما أصعب من الآخر, إذ كان عليهم الاختيار مابين البقاء في بورما منتظرين نهايتهم علي أيدي السلطات هناك أو الفرار بالآلاف في قوارب مهترئة غير صالحة للاستخدام إلى دول مجاورة كاندونيسيا وماليزيا وتايلاند التي رفضت استقبال قواربهم بعد أن ظلت تتلاطم مع أمواج البحر لعدة أشهر، بل وصل الأمر إلى التعدي علي ركاب القارب وضربهم وإلقاء جثثهم في البحر بعد أن رفضوا تنفيذ الأوامر والعودة إلى ديارهم.
وأكدت الصحيفة أن المئات يموتون في عرض البحر بسبب الجوع والعطش والجفاف الذي أصابهم, مؤكدة أن ما يزيد علي25 ألفا فروا خلال الثلاثة أشهر الأولي من عام2015 يعيشون مأساة حقيقية في عرض البحر, وذلك بعد أن ضاقت بهم السبل ورفضت حكومات تلك الدول التعاطف معهم أو إيواءهم بحجة تزايد عدد المهاجرين لديها.
ونقلت الصحيفة عن مانو عبد السلام الذي يبلغ من العمر19 عاما وهي من الناجين من قوارب الموت وانتشلتها قوارب الصيد الاندونيسية أنها شاهدت أخاها يموت بسبب المعارك التي اندلعت في القارب بسبب الطعام والماء, مؤكدة أنها كانت تفضل الموت مع أخيها في بورما بدلا من أن تشهده يقتل أمام عينها في عرض البحر بسبب الجوع.
من جانبه, أكد البروفيسور بيني جرين أن أقلية الروهنجيا تعاني عمليات إبادة جماعية منظمة كما أنهم يعانون كثيرا من الاضطهاد في بورما والمتمثل في الفقر المدقع والظروف الاجتماعية المزرية والمجاعة والأمراض الجسدية والنفسية التي أصابتهم والقيود المفروضة علي تعليمهم وزواجهم وولادتهم وسحب أراضيهم وهي جملة من العوامل التي دفعتهم للمجازفة بحياتهم في عرض البحر.
من جانبها, أشارت صحيفة الاندبندنت البريطانية إلى انه بعد45 عاما علي طوفان القوارب الفيتنامية وهجرة الفيتناميين بالآلاف إلي بحر اندامان, فها هو السيناريو يتكرر مجددا بعد فرار الآلاف من بورما التي تعد السبب الرئيسي وراء الأزمة التي تعانيها الروهنجيا وهو ما يؤكد أن تبادل الاتهامات السياسية بين تايلاند وبورما وحتى ماليزيا بسبب قوارب الهجرة ستظل قائمة مادامت بورما ترفض وقف التمييز العنصري بحق المسلمين هناك.
وأكدت الصحيفة أن شدة العطش أجبرت المئات من المسلمين علي شرب بولهم بدلا من مياه الشرب التي باتت شحيحة ونادرة أملا في البقاء علي قيد الحياة. وتساءل المحللون هل ستفلت بورما تلك المرة من العقاب؟ مؤكدين ضرورة معاقبة المسئولين عن تلك الأزمة.