قال الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلي إن منظمة العالم الإسلامي تتابع بقلق شديد ما يتعرض له مسلمو ميانمار من حملات تطهير عرقي شرس مؤكداً في تصريح لـــ«عقيدتي» أن القمة الإسلامية المقرر عقدها في فبراير المقبل سوف تنظر في افتقار الأمة لآليات تساعدها في إنقاذ الاقليات المسلمة التي تحيا في ظل ظروف غاية في السوء في عدد من الدول غير الإسلامية مستبعداً على هامش زيارته الأخيرة التي قام بها للقاهرة عقد قمة طارئة مؤكدَاً ان عقد مثل هذه القمة يحتاج لاستعدادات كثيرة من الصعب توفيرها في الوقت الحالي ولكن هذا لا يعني عدم مناقشة أحوال المسلمين هناك حيث تقوم منظمة التعاون الإسلامي بالتواصل مع كل الحكومات العربية والإسلامية لبلورة موقف موحد حيال تلك الأزمة والعمل علي ايجاد سلسلة آليات لانقاذ اخوتنا المسلمين في ميانمار من القتل والتشريد.
الطيب
هذا وكان الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر قد دعا منظمة التعاون الإسلامي لعقد قمة طارئة لوزراء خارجية الدول الإسلامية لمناقشة تداعيات ما يحدث للمسلمين في «ميانمار» واتخاذ قرارات حاسمة من أجل الضغط علي حكومة بورما لانقاذ مسلمي بورما وحل هذه الأزمة كما يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة عاجلة لاصدار قرار ملزم لحكومة ميانمار لوقف العنف. وطالب الطيب حكومة ميانمار بضرورة البدء في عملية إعادة التأهيل والمصالحة في المنطقة والسعي لإعادة دمج المجتمعين المنفصلين وإعادة توطين النازحين في منازل جديدة واتخاذ التدابير من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية على المدى الطويل في تلك المنطقة.
رسالة الأزهر
ويذكر أن الأزهر قد وجه رسالة إلى مسلمي العالم قال فيها: إن اخوانكم في ميانمار بحاجة ماسة إلى الدعم الذي يرفع عنهم بطش الاكثرية الباغية. وإلى الاغاثة بكل صورها الطبية والغذائية وغيرها من سائر الاحتياجات الضرورية داعياً المؤسسات الإسلامية الدعوية والخيرية والاغاثية الشعبية والرسمية إلى مد يد العون لاخوانهم المضطهدين في غفلة من ضمير العالم النائم».
وأضافت الرسالة: إن علماء الأزهر يتابعون بألم ما تناقلته وسائل الإعلام من أخبار عن المذابح المروعة التي يتعرض لها مسلمو بورما ونذكر منه على سبيل الذكر لا الحصر ما أكدته مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من تدمير أكثر من خمسة آلاف منزل في منطقة «كيا كيبو» باقليم راخين غرب ميانمار منذ يوم 21 تشرين الثاني الماضي وتدمير ثلاثمائة منزل آخر في مدينة «بوكتار» منذ أمس الأول وهروب أكثر من خمسة آلاف مسلم بالقوارب مازالوا عالقين بأحد الأنهار على الحدود مع بنغلاديش دون غذاء وتشريد أكثر من مائة ألف من المسلمين في معسكرات اللاجئين منذ شهر يوليو الماضي كل هذا يحدث أمام أعين الشرطة البورمية التي تدعم هذا السلوك الفج الذي يتنافي مع كل الاعراف والاديان.
يطالب الأزهر المجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري والعاجل وتحمل المسؤولية الكاملة لوقف هذه المذابح والتهجير المتكرر.
وتابعت: إن ما يتعرض له المسلمون في بورما هو من أشد أنواع الاعتداءات الوحشية والأعمال الإرهابية التي تتعارض مع القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية والإنسانية مما يتطلب وقفها فوراً مشدداً على تحمل حكومة ميانمار مسؤوليتها السياسية والقانونية تجاه وقف أعمال العنف والقتل.
واستنكرت ما وصفه بالسلوك المنافي للأديان والحضارات الإنسانية الرفيعة ويناشد المجتمع الدولي بالتدخل العاجل والفاعل للحفاظ على أمن المواطنين المسلمين وسلامتهم في بورما صيانة لكرامة الإنسان وحفظاً لحقوقه الإنسانية.
استدعاء سفير ميانمار
على الجانب الأخر صرح الوزير المفوض عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية بأن الوزارة قامت باستدعاء سفير ميانمار في القاهرة حيث تم ابلاغه رسالة عاجلة بانزعاج مصر الشديد إزاء تجدد أعمال العنف ضد المسلمين من قومية «روهينجا» في ميانمار.
قال المتحدث إن الرسالة تضمنت أيضا مطالبة مصر لحكومة ميانمار باتخاذ تدابير فورية وحاسمة لوضع حد لأعمال العنف هذه التي تستهدف أرواح وممتلكات مسلمي ميانمار وكذلك تقديم مرتكبي تلك الأعمال الإجرامية للعدالة، مؤكدا على ضرورة إجراء معالجة جذرية للأزمة لمنع تكرارها ووقف التمييز ضد المسلمين سواء من قومية الروهينغا أو من أي قومية أخرى.
المصدر : اللواء