وكالة أنباء أراكان ANA: خاص
أجرت الحوار: أمينة العثماني
الروهنجيا فروا من “قريع الحرب” فعَلِقوا في “قوارب الموت ” هكذا كما شاهد الجميع، كما رأت عيون العربِ و الغربِ دون أي ردة فعلٍ حازمة تبتر يد الإرهاب من الكتِف مثلما تُجتثُ زُرُوع الفساد من جذورها.
بالرغم من أن المجتمع الدولي بكافة أطيافه يدين ما تفعله الحكومة البورمية البوذية التي قامت على الإجرام و القتل والعنف و تأسست على القهرِ و السلبِ و النهب إلا أنه لا حياة لمن تنادي.
بورما هي المتسبب الأول فيما يقع من أزمات على الشعب الروهنجي المسلم الذي قالت عنه الأمم المتحدة في تصريح صريح : إن الروهنجيا أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم ، وكما ذكرت المجلة البريطانية نيوستيتسمان فإن أقلية الروهنجيا في أراكان أتعس أهل الأرض .
و جاءت تلك التصريحات مقارنة بما يفترض أن تؤديه أمريكا ومثيلاتها من دور ورعاية إنسانية، عنوانا لجلسة استرخاء دولية، أوضاع اللاجئين الأخيرة في تايلند، توضح بصورة كبيرة أن الدول جمعاء بغض النظر عن توجهاتها و عقائدها الدينية؛ اتفقت على أن تنأى بنفسها عن المطالبة بحقوق الروهنجيا أمام العدالة غير أن حجة العرب فيما يتعلق بتقديم المساعدات لهم هو أن مسألة الروهنجيا مسألة سياسية بحته و خطرة على أمن دولنا وعلى شعوبنا!
ولمزيد من التفصيل حول المستجدات في القضية الأركانية و بخاصة أحوال الآلاف من الروهنجيا الذين علقوا في بحر اندمان لأيام عديدة دون ماء و غذاء، و دون أن تلمس أقدامهم اليابسة، قمنا بإجراء هذا الحوار مع مسؤول قسم الإعلام العربي في هيئة الإغاثة الإنسانية و الحقوق و الحريات عمر عادل جول.
•سعادة الأستاذ عمر في البداية بودنا لو تحدثنا عنك، وعن نشاطك و عملك ؟
أهلاً .. أنا مسؤول إعلامي في الهيئة وأتواصل مع الدول العربية و الإعلاميين وأيضا أكون جسر التواصل بين المنظمة التركية وبين العرب و أعمل كمترجم فوري أيضا للهيئة . وعن عملي : فنحن منظمة تركية ، نهتم بجميع المسلمين المظلومين في كل العالم ونحاول أن نبذل ما بوسعنا .
•الأستاذ عمر بصراحة ما الأسباب التي جعلتكم تهتمون بشؤون الروهنجيا أنتم هيئة (ihh) بالرغم من التهميش الكبير الذي تشهده قضيتهم و يمتد إلى النطاق الدولي ؟
للأسف عندما يكون المظلوم هو المسلم فإنه يظل مهمشاً وليس لديه أدنى الحقوق. حتى أن الحيوانات تجد من يرعاها و يقوم على أمرها على خلاف الإنسان المسلم المضطهد. وأبشركِ أنه تم ولله الحمد التواصل مع الحكومة التركية بصفتنا أكبر منظمة مدنية في تركيا وأرسلنا إليهم تقريرا وما لبثت أن أبدت استعدادها الكامل على مساعدة الروهنجيا . وكما تعلمون أنه سبق أن زار رئيس الوزراء التركي الحالي أركان عندما كان وزيرا للخارجية.
•حدثنا بشكل موجز عن آخر ما قمتم به ، بعد أن تشرح للقارئ الكريم عن حقيقة الأوضاع و تُفصل عن أحوال الذين حُبسوا من الروهنجيا في البحر، و ما قصتهم ؟
تعرفون الأوضاع في أراكان بورما والتضييق و القتل للمسلمين، ولذا لجئ الآلاف منهم إلى البحر هروبا من الجحيم في وطنهم، وفي أثناء رحلتهم استولت عصابات تجار البشر على قواربهم و عليهم ، وبعد العمليات العسكرية – التايلندية – للقبض على تجار البشر، لاذوا بالفرار. وبقت جماعات كبيرة من الروهنجيا منكوبة في عرض البحر، دون أي وسائل للسلامة، و دون غذاء و ماء .
•هل أنتم معنا في أن الحكومة البورمية البوذية وراء كل جريمة تحدث للروهنجيا، تحدث من جانب الحقوق و الحريات ؟
بالطبع فالبوذيين لم يسمحوا لنا بالدخول وتوزيع المساعدات إلا لهم أنفسهم. غير أن حكومتهم تطلب أن تتولى هي التوزيع بينما إخوتنا الروهنجيا هناك لا يصلهم شيئاً. بل يقتلون ويحرقون وحتى باعتراف البوذ واستخفافهم وليست هذه المرة الأولى التي يقومون فيها بهذه الأمور فلديهم تاريخ حافل بجرائم الحرب. ونحن كمنظمة حقوقية قمنا برفع قضيتين و مازالت مستمرة باسم الحكومة التركية والمنظمات المدنية؛ لوقف الظلم عن طريق ألمانيا والأمم المتحدة لتكون طبعا ورقة ضغط على البوذيين، ونتمنى أن تحقن دماء المسلمين فما يجري في أراكان بورما إنما هو إبادة للروهنجيا، مع أننا نعرف جيداً أنهم الأصل، و أن أراكان وطن الروهنجيا منذ مئات السنين. ونحن لدينا تاريخ في أراكان، ورابطة إخوتنا مع الأركانيين تعود إلى الدولة العثمانية؛ إذ يوجد قبور للأتراك المنفيين في المنطقة – أراكان- وتم ترميمها من قبل الحكومة التركية .
•نعود إلى زيارتكم لإندونيسيا، ما هي المناطق التي زرتموها فيها وكم يُقدر عدد اللاجئين فيها من الروهنجيا ؟
بالنسبة لزيارتنا لإندونيسيا فنحن لدينا دار أيتام في آتشيه ولدينا فريق هناك ، قمنا من خلاله بمساعدة اللاجئين ويقدر عددهم قرابة ٢٠٠٠ لاجئ . وطبعا العدد أكثر بكثير ممن هم في البحر.
•كيف كانت أوضاعهم هناك، و ما هي احتياجاتهم ؟
ليس لديهم أي مقومات للحياة، فهم فروا بلباسهم فقط . لهذا فإن حاجتهم إلى الطعام والغذاء والدعم الطبي ماسة وبشكل عاجل ودائم. و يحتاجون إلى المأوى .
•سعادة الأستاذ الفاضل هل لكم زيارة قريبة لتايلند لمساعدة اللاجئين هناك ، و ما هي خططكم القادمة ؟
إن شاء الله هناك زيارة قريبة وخاصة ونحن على أبواب شهر الخير وكالعادة فنحن نقدم الدعم لإخواننا في كل عام وفريقنا يستعد للذهاب .
•ذكرتم لنا في لقاء سابق : أنكم تستمرون في إغاثة الروهنجيا ما استمر الدعم .. و كأن في كلامك إشعاراً أن ما يصل لقضية الروهنجيا أقل كثيراً مما يصل لغيرها، هل هذا صحيح ؟
الشعب التركي بفضل الله يعلم ما يحدث لإخوتهم، وهم سباقون بالخير . وسنستمر إن شاء الله ولا أظن أن مساعدتنا لإخواننا الروهنجيا ستتوقف، خاصة مع وقوف الحكومة التركية وإعطائهم الأهمية. غير أننا نأمل أن تكون لدى المسلمين والعرب هذه المبادرات الإنسانية ويكون منهم الاهتمام بإخوانهم المسلمين.
•أخيراً كنتُ قد تحدثتُ معكم عن العمل الموحد والترابط و التواصل و المشاركة، وأشرت عليكم عقد شراكة بيننا نحن المركز الروهنجي العالمي وبينكم أنتم هيئة الإغاثة الإنسانية و الحقوق و الحريات من أجل العمل المنظم لخدمة القضية الأركانية، فهل ترحبون بالتعاون و الشراكة بيننا ؟
إن شاء الله سنسعى لذلك.
•هل تعدونا بزيارة قريبة في مقرنا ” المركز الروهنجي العالمي ” بمكة ؟ بإذن الله سنحاول ذلك