وكالة أنباء أراكان ANA: (لها أون لاين)
ما يقارب المليون مسلم يعيشون على أرض ميانمار بإقليم أراكان، منذ أكثر من ألف عام ومع ذلك فإن حكومة ميانمار ذات الأغلبية البوذية ترفض أن تتعايش معهم، وتأبى أن تتعامل معهم كبشر!•
شعب الروهنجيا المسلم، لمجرد أنهم مسلمون فقط، اضطهدوا وجردوا من جنسيتهم، وحرموا من حق امتلاك الأرض، ومن فرص العمل المناسبة، ومنعوا من إنجاب أكثر من طفلين، ومن تسمية أبنائهم بأسماء إسلامية، وأجبر أكثرهم على تغيير دينه، ومنعوا من إقامة شعائرهم الإسلامية، وأكرهوا على حضور الخطب البوذية• وتعتبرهم الأمم المتحدة أكثر أقلية مضطهدة في العالم، وهو مثار استغراب شديد عن دور الأمم المتحدة نفسه!!
فالأمم المتحدة التي تعتمد في تمويلها على الدول الأعضاء، ويشكل عدد الدول الإسلامية فيها ما يزيد عن ربع المشاركين، ومع ذلك فإنها تتخاذل تخاذلا واضحا إذا ما تعلق الأمر بمسلمين•
شعب مسلم يباد عن آخره، ويتعرض يوميا لكل صنوف العذاب، ولا يهتم به أحد! وحكومة شديدة الجرأة في انتهاك حقوق الإنسانية بأكملها ولا تبالي بأحد!
فمنذ أكثر من ثلاثة أشهر عمدت حكومة ميانمار إلى تهجير شعب الروهنجيا عن أرضه قسرا وقهرا، وقامت بتكديس الآلاف منهم في سفن متهالكة، وقوارب مهترئة، وألقت بهم في عرض البحر دونما مبالاة!
والآن يا مسلمون•• أكثر من خمسة وعشرين ألف مسلم، أغلبهم أطفال ونساء عالقون في البحر، تائهون في خليج البنغال، بعضهم يموت من شدة الجوع• والآخرون يصارعون من أجل البقاء حتى لجأ بعضهم إلى أكل حبال السفن، وشرب مياه البحر المالحة، والذين يموتون منهم يلقون جثثهم في البحر على مرأى ومسمع من العالم المتحضر!
ونحن نتساءل: أيها المجتمع الدولي•• أين ضميرك الإنساني؟ هل مات الآن؟!
وهل خرست أخيرا ألسنة منظمات حقوق الإنسان؟
ولكن لماذا نلوم على غيرنا، ونحن باللوم أولى؟!
فأين المنظمات الإسلامية وأين رابطة العالم الإسلامي؟
بل أين المليار ونصف المليار مسلم في أنحاء العالم؟
وأين هذا الجسد الواحد، الذي إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر؟
أم أن قلوبنا على إخواننا المسلمين صارت كالحجارة أو أشد قسوة؟
أيها المسلم المشغول هذه الأيام بإعداد حقيبة السفر، من أجل المتعة في إحدى العواصم العالمية، تذكر أن لك إخوانا تربطك بهم أقوى الروابط، يموتون في عرض البحر من الجوع والعطش وشدة البرد•
أيتها الحكومات الإسلامية المنهمكة في قضاياك الداخلية، أين اعتراضك الرسمي على ما تقوم به حكومة ميانمار؟ وأين سحب السفراء وقطع العلاقات؟
ولكننا بغصة شديدة المرارة في حلوقنا، نختم بهذا التساؤل:
ترى•• ماذا كان الموقف العالمي لو كان هؤلاء العالقون في البحر مسيحيون•• أو يهود؟!