وكالة أنباء أراكان ANA: (التحرير)
سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء على أزمة مسلمي الروهنجيا الفارين إلى ماليزيا، حيث قالت الصحيفة في تقرير نشرته على موقعها، إن اللاجئين الفارين من ميانمار قد يكونوا نجوا من التهميش والاضطهاد، لكن ينتظرهم في ماليزيا الفقر والإقصاء ومستقبل مظلم.
أشارت الصحيفة، إلى أنه عند وصول قوارب الروهنجيا البائسة من ميانمار الشهر الماضي، انضموا إلى غيرهم من 7500 روهنجي الذين سلكوا طريقهم إلى ماليزيا منذ سنوات وربما عقود فائته.
وأضافت، بالنظر إلى المصاعب التي واجهها أسلافهم، سيكون من الصعب على الموجة الجديدة من الروهنجيا تحقيق الآمان أو إعادة التوطين في أي مكان آخر.
وقال محمد نور المدير التنفيذي لموقع “روهنجيا نيوز فيجن تي في” ومقره العاصمة الماليزية كوالالمبور “أصبحنا عديمي الجنسية وبسبب أننا لاجئين أصبحنا بدون دولة مرة أخرى”.
وأضاف “أصبحنا بلا أمل أو أوراق”.
وأشارت النيويورك تايمز إلى أن وضع الروهنجيا كلاجئين غير مسجلين يمنعهم من إرسال أبنائهم للمدارس الحكومية وهذا يعني الحصول على قدر قليل من التعليم. وأيضا ممنوعون من الحصول على وظائف بطرق قانونية.
ونقلت الصحيفة عن “جيرهارد هوفستايدتر” العالم بعلوم الإنسان في جامعة كوينزلاند باستراليا، والذي يقوم بدراسة الروهنجيا ومجموعات أخرى من اللاجئين “لقد خلقت عقود من السياسات الخاطئة في ميانمار الأمية والفقر، والتي من الصعب التخلص منها كلاجئين”.
وأضاف “يفتقر الروهنجيا إلى التنظيم وشبكات التواصل الأخرى التي نجح فيها عدد من المهاجرين الآخرين من ميانمار مثل قبيلة”تشين” والتي نجحت في إنشاء مدارس وتأمين إعادة توطينهم في وخصوصا في الولايات المتحدة”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه مع كل ذلك، ومقارنة بأكواخ البامبو والمعتقلات النتنة التي تركوها وراءهم في ميانمار، تقدم لهم ماليزيا على الأقل بعض الفرص والأمل، مثل الاستقبال الرحيم، بعض الوظائف والمدارس اللائقة وإعادة التوطين السريع والذي يأمل فيه العديد من الروهنجيا.
وأوضحت أن الروهنجيا تمكنوا الآن من تأسيسي مستوطنات في عدة أحياء على أطراف كوالالمبور والتسوق في الأسواق، وفي منطقة امبانج يقطن عشرات الآلاف من الروهنجيا في شقق ومنازل متهالكة والتي غالبا ما يسكن بها عدة عائلات معا.
وتابعت، استطاع الكثير من رجال الروهنجيا العثور على عمل مناسب في مواقع البناء أو المطاعم في المدينة، في حين تعمل بعض النساء في الأكشاك والمحلات التجارية.
وفي حي سيلايانج يوجد المئات من الروهنجيا يمتلكون أكشاك لبيع الفاكهة والخضراوات، ويندمجون مع العديد من المهاجرين الآخرين بينهم العديد من ميانمار.
وقال أحد أفراد الروهنجيا ويدعى محمد أيوب والذي يعيش في ماليزيا منذ ثلاث سنوات ويدير محل خياطة في مدينة تامان مودا على أطراف كوالالمبور “لسنا أغنياء ولكن هذا أفضل عما تركناه وراءنا”. وأضاف “الأكثر أهمية هو أننا نتمتع بالأمن هنا، نعم ليس لدينا الكثير ولكن بعض الأمن”.
وأوضحت الصحيفة أن الأصعب من كل ذلك، العديد من المهاجرين واجهوا انتظارا طويلا وغير محددا لاعتاد مكتب الأمم المتحدة لهم في كوالالمبور أوراقهم كلاجئين، والتي من شأنها أن تمنح لهم بطاقات هوية يعتبرها البعض أفضل حماية لهم ضد الاحتجاز أو سوء المعاملة من المسؤولين والشرطة”.
ولفتت إلى أن القادمين الجدد دائما ما يذهبون إلى جمعية الروهنجيا بماليزيا والتي دائما ما تمنحهم أوراق تضم أسماءهم وتاريخ ميلادهم وخلفياتهم. كما تصدر الجمعية أيضا نماذج لأوراق رسمية مثل شهادات زواج وأوراق الطلاق والتي لا يستطيع المهاجرين الحصول عليها من الحكومة الماليزية.
وقال اللجنة العليا للاجئين بالأمم المتحدة أنها كانت تدعم 32 مركز تعليمي في جميع أنحاء ماليزيا لأطفال الروهنجيا وغيرها من المدارس التي كانت تعمل بدون دعم الأمم المتحدة.
في حين قال عبدالغني رئيس منظمة الحقوق الإنسانية للروهنجيا “أن عدد قليل جدا من أطفال الروهنجيا في ماليزيا يتلقون التعليم باستمرار”.
ونوهت الصحيفة أن الحصول على الرعاية الطبية هي مشكلة أخرى، حيث قال إسماعيل أحمد طبيب من الروهنجيا فر من ميانمار في 2007 “أحاول مساعدة الناس على قدر المستطاع، فهم يعانون مما عنيت منه أيضا”. وأضاف أنه كان يساعد نحو 60 شخصا من المهاجرين وكثير من الوافدين الجدد، مشيرا إلى أنه في كثير من الأحيان لم يكن هناك نقود لشراء الدواء والغذاء”.