وكالة أنباء أراكان ANA: (الأمة)
عشية الاحتفال باليوم العالمي للاجئين في 20 يونيو الجاري، وفي تقرير جديد تنشره من بيروت أمس الاثنين، قالت منظمة العفو الدولية أن قادة العالم قد حكموا على ملايين اللاجئين الروهنجيا بالبقاء أسرى لحياة لا تُطاق وألقوا بالآلاف منهم إلى التهلكة جراء تقاعسهم عن توفير الحماية الإنسانية الضرورية لهم.
ويستعرض التقرير المعنون “أزمة اللجوء العالمية: مؤامرة قوامها الإهمال” المعاناة المروعة التي يعيشها ملايين اللاجئين من لبنان إلى كينيا ومن بحر جزر الأندمان إلى المتوسط، ويدعو إلى إجراء تغيير جذري في طريقة تعامل العالم مع قضية اللاجئين.
وجاء في التقرير الذي نشرته المنظمة على موقعها الرسمي منذ قليل، بأنه خلال الربع الأول من عام 2015، أبلغت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين عن محاولة حوالي 25 ألف شخص عبور مياه خليج البنغال. ويعادل هذا الرقم ضعف نظيره في نفس الفترة من عام 2014.
ووفق التقرير فانه يسلك هذا المسار عبر خليج البنغال عموماً أفراد من أقلية الروهنجيا المسلمة من ميانمار ومواطنين من بنجلادش.
وفي 11 مايو قدرت المنظمة الدولية للهجرة وجود 8 آلاف شخص قد تقطعت بهم السبل في قواربهم قبالة سواحل تايلند. ويُعتقد أن غالبية ركاب هذه القوارب هم من الروهنجيا المسلمين الفارين من اضطهاد الدولة لهم في ميانمار.
وخلال مايو ، صدت إندونيسيا وماليزيا وتايلند قوارب تحمل مئات اللاجئين والمهاجرين ممن هم بحاجة ماسة للمساعدة على الرغم من المخاطر التي واجهوها.
وتقدر المفوضية العليا لشئون اللاجئين أن 300 شخص قد قضوا غرقاً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2015 جراء “الجوع والجفاف والإساءة التي ارتكبها بحقهم طواقم القوارب التي كانوا على متنها”.
وفي 20 مايو،غيرت إندونيسيا وماليزيا من اتجاه سياستهما وأعلنتا أنهما بصدد توفير “مأوى مؤقت” لحوالي 7 آلاف شخص لا زالوا في عرض البحر.
ولكن لن تستمر هذه الحماية المؤقتة أكثر من عام وبشرط قيام المجتمع الدولي بالمساعدة من خلال إعادتهم إلى أوطانهم أو إعادة توطينهم في بلد ثالث. ويُذكر أن كلاً من إندونيسيا وماليزيا وتايلند لم تصادق على اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين.
وفي مكان آخر من المنطقة، حدثت سابقة مروعة على أيدي الحكومة الأسترالية التي خالفت واجباتها المنصوص عليها وفق أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان واتفاقية اللاجئين حيث انتهجت بدعوى إنقاذ حياة الأشخاص سياسة متشددة في التعامل مع طالبي اللجوء الذين يحاولون وصول شواطئها بحراً.
واختتم سليل شيتي تعليقه قائلاً: “من مياه المتوسط إلى مياه بحر جزر الأندمان، يقضي آلاف الأشخاص نحبهم غرقاً في معرض محاولتهم اليائسة للوصول إلى بر الأمان.
ولن تجد أزمة اللجوء الراهنة حلاً لها ما لم يقر المجتمع الدولي بأنها مشكلة ذات طابع دولي تستدعي تكثيف الدول لجهودها في مجال التعاون الدولي بشكل كبير.
جدير بالذكر أن المسلمين الروهنجيا يتعرضون لأبشع أنواع الاضطهاد من قبل البوذيين على مرأى ومسمع من الحكومة البورمية فضلا عن حرمانهم من الجنسية البورمية.