وكالة أنباء أراكان ANA: (بوابة الشرق)
أطلق الهلال الأحمر القطري برنامجا إغاثياً عاجلا لمساعدة المتضررين من الأمطار الغزيرة التي هطلت على ميانمار خلال الأسابيع الأخيرة والتي تسببت في حدوث سلسلة من الفيضانات والانزلاقات الأرضية في عدد من الولايات غرب وشمال البلاد, بالإضافة إلى الإعصار كومين الذي استقر في بنجلاديش الأسبوع الماضي بعد مروره قرابة السواحل الغربية لميانمار.
وتشير توقعات الأرصاد الجوية إلى استمرار هطول الأمطار الغزيرة لعدة أيام قادمة, مما قد يؤدي إلى مزيد من الفيضانات. وقد أعلنت وزارة الزراعة والري أن مياه الفيضانات غمرت قرابة 400,000 فدان من الأراضي الزراعية, مما تسبب في تدمير 30,000 فدان بالكامل وتضرر 73,000 فدان أخرى, بالإضافة إلى تأثر البنية التحتية للاتصالات والمواصلات.
وتعليقا على هذا التدخل, قال سعادة الأمين العام للهلال الأحمر القطري السيد صالح بن علي المهندي: “نحن متواجدون في ميانمار منذ سبتمبر عام 2012 ولدينا مكتب دائم هناك يشرف على أنشطتنا ومشاريعنا الإغاثية والتنموية لصالح المتضررين من الاضطرابات المسلحة منذ 3 سنوات متتالية, مما ساعدنا على سرعة التدخل أثناء الكارثة الحالية دون تعطيل من إجراءات الدخول والموافقات وتكوين فريق إغاثي إلخ, وهو إنجاز كبير أن نظل محافظين على تواجدنا هناك طوال هذه الفترة في ظل انسحاب العديد من المنظمات الفاعلة الأخرى مثل جمعية الهلال الأحمر التركي وغيرها”.
وأكد المهندي أن الهلال الأحمر القطري هو الجهة القطرية والعربية الوحيدة المتواجدة في ميانمار, معربا عن ترحيبه بأي جهة قطرية أو غير قطرية ترغب في التعاون مع الهلال الأحمر القطري لتنفيذ مشاريع إغاثية عن طريقه لصالح المتضررين من السيول الأخيرة في ميانمار.
وقد تم إجلاء الآلاف إلى المناطق المرتفعة ومواقع مؤقتة مثل المدارس والأديرة, إلا أن بعض الأهالي يقررون العودة إلى منازلهم من أجل استعادة متعلقاتهم والاعتناء بمواشيهم ومزارعهم. كذلك توجد مخاوف من تلوث مصادر المياه في العديد من المناطق, وبالأخص بسبب اعتماد المجتمعات المحلية في كثير من القرى على البحيرات الصغيرة, علاوة على ضرورة توفير مساعدات غذائية على المدى القصير لسد النقص في الغذاء وخاصة في المناطق التي يصعب الوصول إليها.
يذكر أن الهلال الأحمر القطري سبق له تنفيذ العديد من المشاريع والأنشطة لصالح المتضررين من أحداث العنف التي تشهدها ولاية أراكان منذ عام 2012 حتى اليوم, حيث وقع مع الجمعية الوطنية لميانمار اتفاقية إطارية للفترة 2012-2014 تم تمديدها باتفاقية ثانية حتى عام 2016, وفي ضوء هاتين الاتفاقيتين نفذ الهلال عدة مشاريع في مجالات الإيواء والمياه والإصحاح والخدمات الطبية والمساعدات غير الغذائية والتمكين الاقتصادي بميزانية إجمالية قدرها 1,834,942 دولارا أمريكيا (6,675,120 ريالا قطريا), وقد بلغ إجمالي عدد المستفيدين من هذه المشاريع 111,270 نسمة, بالإضافة إلى آلاف المستفيدين غير المباشرين من المجتمع المحلي.
وتشمل مشاريع الهلال الأحمر القطري بناء 60 مجمعا سكنيا بإجمالي 480 وحدة سكنية, وتركيب 60 مضخة للتزود بالمياه و180 وحدة إصحاح, كما تم بناء 60 مضخة أخرى بالمخيمات المجاورة, وإعادة تأهيل 3 مراكز صحية وتزويدها بالكوادر الطبية والأدوية والأجهزة الطبية, وتوزيع 1000 حقيبة نظافة شخصية على 500 عائلة في المخيمات, وتمويل بعض المشاريع الصغيرة ومنح قروض خيرية وتوفير فرص العمل لصالح 500 عائلة.
كما تشمل بناء 50 مجمعا سكنيا يضم 400 وحدة سكنية في مخيمات النازحين, وتزويد المجمعات السكنية بعدد 25 مضخة مياه و100 حمام مجهز بأنابيب تصريف من الأسمنت لتحسين ظروف الصرف الصحي في المخيمات.
وتشمل أيضا تمديد عمل العيادات الطبية التابعة للهلال الأحمر القطري لمدة 6 أشهر حتى مارس 2014, مما كان له أبلغ الأثر في سد الفراغ الذي خلفه توقف منظمة أطباء بلا حدود عن العمل في ولاية أراكان, وقد بلغ عدد المستفيدين من هذه العيادات الطبية أكثر من 30,000 نازح.
بجانب ذلك تضم المشاريع تشغيل 3 عيادات طبية في مخيمات النازحين بولاية أراكان لمدة سنة كاملة تنتهي في ديسمبر 2015, ويتضمن ذلك توظيف طاقم طبي كامل مزود بالأدوية والمعدات الطبية, وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة المحلية في إقليم أراكان.
كما تشمل توفير فرص كسب العيش في القرى الفقيرة المجاورة لمخيمات النازحين بالتعاون مع الاتحاد الدولي, وذلك عن طريق توزيع منح مالية على 550 عائلة مستفيدة للمساهمة في تحسين أوضاعها المعيشية وتوفير فرص العمل لها .
فضلا عن إقامة مشروع التدريب المهني وكسب العيش بالتعاون مع منظمة مسلم إيد البريطانية, وهو يتضمن تدريب 120 عائلة فقيرة على أعمال الخياطة لإنتاج الملابس المدرسية وتسويقها, مع الاحتفاظ بماكينات الخياطة بعد انتهاء الدورات التدريبية.