حملة مساعدات من هيئة الإغاثة الإنسانية لمسلمين اراكان
حقيقة اراكان : تقارير الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن ميانمار ليست واقعية
لقي اكثر من 1000 مسلم حتفه في اراكان في الأحداث الأخيرة التي تستمر منذ شهرين بينما إضطر عشرات الالاف منهم إلى ترك وطنهم واللجؤ إلى مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة. وبعد محاولات شتى و صعبة تمكنت فرق الهيئة المتواجدة منذ اسابيع في المنطقة من دخول مخيمات اللاجئين على الحدود بين ميانمار وبنغلاديش التي طالما قدمت فيه مساعدات في السنوات الاخيرة وزيارة اللاجئين هناك. وأشار السيد سعيد دمير من فريق الهيئة المتواجد في المخيمات إلى المأساة الإنسانية الكاملة التي يعاني منها المسلمين المقيمين في هذه المخيمات مؤكدا على ان التقارير الواردة من الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ليست واقعية تمام وان عدد اللاجئين في تلك المخيمات قد إزداد حوالي 100 الف شخص خلال الاحداث الاخيرة وان الإضطهاد قد قل بشكل مدروس ولكنه إزداد في المناطق الريفية والقرى
وقد قامت فرق هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات بدخول المخيمات على الحدود بين ميانمار وبنغلاديش التي يقيم فيها مئات الالاف من اللاجئين منذ سنوات. وتواصل فرق الهيئة هناك توزيعها للمساعدات من مواد غذائية وغيرها من الإحتياجات الاساسية بالإضافة إلى مهمتها بمراقبة الاوضاع هناك
وفي الوقت الذي تواصل فيه فرق هيئة الإغاثة الإنسانية أعمالها بشكل مكثف في المنطقة بين بنجلاديش وميانمار، يتلقى السيد سعيد دمير ممثل الهيئة في ميانمار وبنغلاديش أجد المعلومات حول ما يحدث هناك والذي ادلى بملاحظاته قائلا : '' قمنا بإعداد مركز طواري وازمات لتنسيق كل المبادرات الانسانية والرسمية بعد التطورات الأخيرة لنوصل صوت المسلمين في اراكان لكل العالم
وافاد السيد دمير الذي يقوم بتنسيق جهود الإغاثة في المنطقة ان القمع والفظائع التي ترتكب ضد المسلمين لا تزال مستمرة مثل يومها الاول وان التقارير التي تقوم مؤسسات دولية وبخاصة الأمم المتحدة وممثلي الاتحاد الأوروبي لا تعكس الحقيقة بتاتا واضاف قائلا : '' يذهب هؤلاء المراقبون برفقة رجال الشرطة والامن ليسألوا اهل اراكان عما يحدث هناك ومن خوفهم لا يستطيع المسلمون هناك النطق باي كلمة وقول الحقيقة خوفا من ان تكون نهايتهم كما حدث للالاف من قبل والذين قتلتهم حكومة ميانمار لمجرد قولهم الحقيقة. فهناك مذابح كبيرة ترتكبها حكومة ميانمار تحت شمسية من الخوف والرعب
اكثر من 100 الف إضطروا لمغادرة بيوتهم في اراكان
ونتيجة لحرق وهدم الالاف من منازل المسلمين في اراكان خلال الشهرين الماضيين، إضطر اكثر من 100 الف مسلم إلى مغادرة بيوتهم والهرب إلى البلدان المجاورة وعلى رأسها بنغلاديش عشرة الاف منهم تمكنت من الوصول إلى المناطق الجبلية والجؤ إليها. وإختصر السيد دمير التطورات الأخيرة قائلا : '' لسنوات عديدة، عانى المسلمون وبشكل مستمر من إستيلاء الحكومة على أراضيهم الزراعية. ومنازلهم لذلك يضطر المسلمون إلى الإقامة في مخيمات للاجئين لذا زادت الأحداث الأخيرة من عدد اللاجئين المقيمين في أراكان. وقد وصل عدد اللاجئين المسلمين الذين إضطروا لترك بيوتهم واراضيهم من اجل الامان إلى 100 الف لاجئ وقد تجاوز عدد اللاجئين الذين تمكنوا من الفرار إلى خارج البلاد في الشهر الماضي 10 الاف شخص
الادارة العسكرية في ميانمار تواصل تحريضاتها
واكد السيد دمير على اساليب القمع التي تمارسها الادارة العسكري من حظر التجول المطبق على المسلمين وتحريضها للعصابات البوذية التي تقتل المسلمين في بيوتهم دون رحمة واضاف قائلا : '' يقومون بإعتقال المسلمين باخذهم من بيوتهم إلى أماكن مجهولة دون إعطاء اي معلومات عنهم. على سبيل المثال، قاموا بجمع الفتيات المسلمات في إحدى القرى المسلمة يوم الاربعاء الماضي وتعريتهم تماما في ساحة المدرسة ومن ثم اخذوا واحدة منهن إلى مكان مجهول ولا يحصل اسرتها عن اي اخبار عنها حتى الآن. كما ويستمر الظلم ويزداد سرعة وشدة فدكاكين المسلمين تنهب وتحر بإستمرار وتحرق محاصيلهم وممتلكاتهم في سبيل تجويعهم
وللاسف، تنتظر المسلمين الذين تمكنوا من الفرار مصاعب ومشاكل اكبر في بنغلاديش لأن بنجلاديش الآن ترفض قبول اللاجئين واغلقت حدودها تماما امامهم. لذلك يعمل الفارون عبور الانهار والسير على الأقدام لعدة أيام ودخول بنغلاديش بطرق غير قانونية عبر الغابات للوصول إلى مخيمات اللاجئين
ولكن ظروف المخيمات صعبة للغاية حيث يواجه من نجح في الفرار والوصول إليها من معاناة ومشاكل جديدة. فنتيجة للتزايد السريع في حوادث العنف في ميانمار، يزداد عدد اللاجئين وبشكل عشوائي. لذا يكافحون من اجل البقاء على قيد الحياة في اكواخ بنيت من قبل الأمم المتحدة خلال السنوات الماضية في ظروف بدائية مع نقص للمياه والحمامات والمراحيض
الموت منتشر في الغابات
وتحدث لفرقنا هناك بعض اللاجئين الذين تمكنوا من تخطي طريق الموت والوصول إلى مخيمات اللاجئين والذين إضطروا للمشي على الاقدام عبر الغابات ليلا ويختبئون نهارا مع آلاف آخرين من المسلمين. واضاف احدهم قائلا : '' خرجنا في الطريق إلى هنا بقافلة من حوالي 100 شخص. مشينا طوال الليل وإختبأنا نهارا. هاجمنا المتعصبون البوذيون ثلاث مرات وقتلوا 52 منا و وصل منا 48 شخص فقط. كان معنا إمرأة قد ولدت توأمين قبل 40 يوما قتلوا زوجها خلال رحلتنا التي إستمرت 4 ايام .
المصدر: .i.h.h